تعتبر الإيسيسكو - المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة - من أهم المنظمات بالعالم العربي والإسلامي، إن لم أقل أهمها على الإطلاق نتيجة لما قامت به، وتقوم به منذ 27 سنة أطال الله عمر كفاءاتها وأطرها والمشتغلين فيها كل حسب درجته. مادفعني لإصدار هذا «الحكم» يأتي من خلال ما وجدته ضمن العدد 80 من النشرة الإعلامية الصادرة عن الإيسيسكو خلال شهر يوليوز المنصرم (2009)، حيث يمكن القول إن هذا العدد يعطي نظرة شاملة لقارئه عن كافة مجالات عمل ونشاط وتدخل هذه المنظمة. وأعتبر شخصيا أن مجالا واحدا - رغم أن مجالات أخرى مهمة كالتربية والتعليم والبحث العلمي والتكنولوجيات وحوار الحضارات والتنوع الثقافي يجعل منها المنظمة العالمية الأولى التي تسدي خدمات جليلة للإسلام والمسلمين في مختلف بقاع الكرة الأرضية، وذلك من خلال «نشر المعلومات الصحيحة عن الإسلام»، عبر مشاركة علماء عرب ومسلمين وغيرهم في ندوات و طنية وجهوية ودولية لشرح القرءان، وتوضيح السنة النبوية، وتأكيد الاجتهاد. نشر المعلومات الصحيحة عن الإسلام، اليوم وغدا هو ما سيجعل العديد من الأشخاص في هذا البلد أو ذاك يعرفون حقيقة الإسلام كآخر الديانات بدل احتفاظهم بالمعطيات المغلوطة والمفبركة من طرف أعداء الإسلام - أفرادا وجماعات، بل وحتى أنظمة سياسية فكرية واقتصادية - والمروجين لها بمختلف وسائل الإعلام والاتصال. هذه الأفكار المغلوطة التي تجعل العديد من «المسلمين» وغيرهم من معتنقي اليهودية والمسيحية يعتبرون أن الإرهاب مصدره الإسلام والحال أن النظامين الأمريكي والإسرائيلي هما أول من خلق الإرهاب واستعمله ويمارسه يوميا على شعوب العالم بأشكال مختلفة ابتداء من الإرهاب الفكري، إلى الإرهاب العسكري الذي يعرض يوميا آلاف الأبرياء للقتل في كل مناطق التوتر التي خلقتها المخابرات لهذين النظامين تحت ذريعة حماية الذات بالنسبة لاسرائيل، وحماية المصالح الحيوية، بالنسبة لأمريكا. ومن خلال العدد 80 لمجلة الإيسيسكو اعتبر أن أهم ما يقوم به عباقرة وعلماء وباحثو العالم، على اختلاف انتماءاتهم، يتمثل في ما يلي: - الدعوة إلى نشر الوعي بأهمية القراءة ودعم النشر وتقديم الكتاب بسعر مناسب الى الجمهور. - التوصية بإنشاء مرصد للتنكولوجيا الحيوية والربط الشبكي بين المراكز النشيطة. - عقد دورتين تدريبيتين لمديري المدارس القرءانية في كل من دولتي البينين والنيجر. - تنظيم ملتقى تربوي لتطوير تدريس اللغة العربية في سويسرا - القيام بورشة عمل في كوسوفو حول تدريس علوم القرءان. - عقد ملتقى تربوي حول تطوير تعليم اللغة العربية في الدول الإسكندنافية. وفي الأخير، فإن إنجازات الإيسيسكو منذ تأسيسها حتى اليوم لا تتمثل بالأرقام - رغم أهميتها كدليل - ولكن في نوعية الأعمال وموضوعاتها وميادينها والفئة الموجهة إليها والمستفيدون منها، ومدى تأثيرها الإيجابي.. هذه الأعمال التي تؤكد معرفة القائمين على هذه المؤسسة بكل الاشكاليات التي يعيشها العالم الإسلامي والتي يجهدون أنفسهم، جزاهم الله عنا خيرا ووفقهم في عملهم، وسهله عليهم. إن مهام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة كثيرة، متنوعة، متطورة، مما يدعو إلى تقديم كل الدعم المالي والمعنوي لها ولمسؤوليها تشجيعا لهم على ما يقومون به ليس فقط تجاه الإسلام - لأن الله قادر علي حمايته وحفظه - ولكن لما فيه مصلحة البشرية جمعاء وعلى رأسها ترسيخ مبدأ الحق في الاختلاف واللجوء للحوار حول كل مشكل. للتعرف أكثر على الإيسسكو: www.isesco.org.ma