عاشت مدينة وجدة مساء يوم الجمعة 03 يوليوز، تاريخ تشكيل مكتب الجماعة الحضرية لوجدة، أحداثا استثنائية تمخضت عن سيناريوهات أعدها مسؤولو حزب "التراكتور" وساهمت في إخراجها السلطة بتواطؤ مكشوف اتضح جليا مع انفلات أعصاب كبار الأمن، وهم يراقبون ممثلي وسائل الإعلام، اثناء انعقاد الجلسة، يحاورون برلمانيي حزب المصباح (مصطفى الرميد، سعد الدين العثماني ومصطفى الابراهيمي) من وراء السياجات التي طوقت مقر البلدية، وزاد من عصبيتهم تجمهر المواطنين للاستماع لإفادات برلمانيي حزب المصباح حول العملية التي كانت تجرى داخل قصر البلدية وما سبقها من ممارسات ساهمت في نسف "التحالف من أجل إنقاذ مدينة وجدة" الذي كان يقوده حزب العدالة والتنمية، فأعطيت الأوامر لقوات التدخل السريع الذين عملوا بتدخلهم الوحشي على بث الفوضى والرعب في أوساط المواطنين وممثلي وسائل الإعلام على السواء على مستوى شارع محمد الخامس، حيث انهالوا بعصيهم الغليظة على كل من تواجد بعين المكان ولم تسعفه رجلاه في الانفلات من قبضتهم، كما تمت ملاحقة الصحفيين الذين لجؤوا إلى مقر النقابة الوطنية للصحافة المغربية، القريب من البلدية، فتم الاعتداء على مراسل جريدة "بيان اليوم" وتكسير آلة التصوير خاصته، وإصابة آخر من جريدة محلية بكسر في يده اليسرى بعدما تلقى بها ضربة عصا كانت موجهة إلى رأسه، هذا ولم يسلم من هذا التدخل العنيف واللامبرر برلمانيو حزب المصباح، حيث تم تعنيف كل من الرميد والعثماني واعتقال مصطفى الابراهيمي واحتجازه بمقر الأمن الولائي ليطلق سراحه فجر السبت 04 يوليوز... وقد خلفت هذه الممارسات استياء عارما وسط المواطنين، الذين حجوا إلى مقر البلدية لمتابعة أطوار الحلقة الأخيرة من مسلسل انتخاب، أو الأحرى تنصيب رئيس المجلس البلدي لمدينتهم، بالرغم من أن التشكيلة كانت قد انتشرت قبل موعد انتخابها، حيث عين الرئيس ونوابه في عشاء جمع، ليلة الخميس/الجمعة، كل من توفيق حجيرة والشيخ بيد الله ومحند العنصر بأحد المنازل بحي القدسبوجدة ،حسب ما صرح به مصدر جد موثوق لجريدة الاتحاد الاشتراكي هذا، وحضر جلسة تشكيل مكتب الجماعة الحضرية لوجدة الأعضاء 65 واستمرت من الخامسة مساء إلى ما بعد منتصف الليل، وترشح لمنصب الرئيس كلا من عبد الله الهامل عن العدالة والتنمية وعمر حجيرة عن حزب الاستقلال، فحصل هذا الأخير على 36 صوتا مقابل 27 لمرشح حزب المصباح مع تسجيل صوتين ملغيين، فيما وزعت مقاعد نواب الرئيس على الأصالة والمعاصرة (06)، الحركة الشعبية (3) والاستقلال (1)، ومباشرة بعد انتخاب الرئيس انسحب مستشارو العدالة والتنمية والمتحالفون معهم احتجاجا على ما وصفوه ب"عدم سرية التصويت داخل القاعة والضغط الكبير الذي كان يمارس على المصوتين"، فتعرضوا، أثناء احتجاجهم خارج البلدية، لهجوم من قبل قوات الأمن نجم عنه إصابة المستشارة "فاطمة بوضة" بجرح على مستوى الشفة السفلى وإصابة المستشار "نور الدين بوبكر" (محامي بهيئة وجدة) بكسر في الجمجمة بعد تلقيه لضربة قوية على مستوى الرأس خضع بفعلها لعملية جراحية مستعجلة... وفي هذا الصدد، أصدرت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية بلاغا للرأي العام أدانت فيه "التدخلات العنيفة ذات الطابع الانتقامي، والتي تعبر عن الاستهانة بكرامة المنتخبين وعموم المواطنين..." معلنة عن تضامنها ومساندتها لكل المتضررين مما وصفتها ب "الممارسات البدائية والهمجية التي تكرس المسار التراجعي، سواء في الديموقراطية أو التنمية"... وإلى ذلك، فقد شجب الشارع الوجدي، الممارسات اللاديموقراطية التي طبعت الاستعدادات لانتخاب رئيس وأجهزة الجماعة الحضرية لوجدة، واستاء، وهو الذي كان متطلعا للتغير، للتشكيلة التي أفرزتها، حيث أعرب العديد من المواطنات والمواطنين في تصريحات لجريدة "الاتحاد الاشتراكي" عن تأسفهم لتحالف حزب تاريخي كحزب الاستقلال مع لخضر حدوش (النائب الأول) وادريس أقديم (النائب الثاني)، مع العلم أن الأخيرين مشهورين بجملة من الخروقات والتجاوزات، يتابع حدوش ببعضها أمام الغرفة الجنائية بمحكمة الاستئناف، وقد أشار أحد المتتبعين للشأن المحلي بوجدة بأن "عمر حجيرة، مع هذه التشكيلة، سيكون أتعس رئيس عرفته الجماعة الحضرية لوجدة..."