أهدينا للعالم مدينة عصرية منفتحة وبهذه المناسبة، نقدم تحية للأطر التي أسست في هذه المدينة تقاليد عريقة وأعطتها وجها جديداً. لابد أن نتذكر أن المدينة كانت تعيش مرحلة الانحطاط والعزلة وفترة مظلمة. إذ كانت تتوفر على مؤسسة فندقية وحيدة. هذه المدينة خرجت من النفق المظلم بفضل أبنائها. تعرفون أني مدمن على مدينة الصويرة وتعرفون أن مهرجان گناوة أحدث ثورة في حياة المدينة، وأن المدينة التي لا تعتز بإرثها لا يمكن أن تنهض. وقد صنعت من فن گناوة فنا للعالم بعد أن كان فنا للفقراء، وأن معلمين گناوة هم من يستطيعون أن يعبروا بالتصوف وبالأهازيج التي تنطق بذكر الله وذكر النبي. إن الصويرة بعد أن خرجت من المرحلة الظلامية ستصبح محوراً للنمو الاقتصادي. المطار يمكن أن يتطور إلى مطار دولي ويمكن إنجاز عدد كبير من المشاريع السكنية وفتح طريق مزدوج بين الصويرة وشيشاوة، وهناك استثمارات كبيرة أجنبية ووطنية وفرص كثيرة للشغل وستكون الحصيلة حقيقية وواقعية. والسؤال المطروح: هل انتهت المخاطر بهذه الإنجازات؟ لا نريد من أحد أن يرجع الصويرة الى الوراء الى نقطة الصفر، لأن الأشياء التي أنجزت هي مكتسبات لهذه المدينة. ولابد من انتخاب فريق ليحافظ على هذه المنجزات، لأن المكتسبات في الميدان السياحي معرضة للمنافسة، ولابد من تطوير منتوجنا السياحي، منتوج يحافظ على القيم وعلى التسامح، وهي ميزة أساسية، ولم يعد مسموحاً أن تكون الصويرة مدينة جامدة. والنجاح الذي حققته الصويرة لابد أن يقتسمه أبناؤها، وأن المدينة لابد أن تتوسع، وأن مسؤولية المحافظة على البعد الثقافي يجعل من الصويرة مركزاً عالميا لإنتاج الإبداع والفنون والموسيقى، وخلق قطب اقتصادي كبير في المنطقة، وخلق صناعات غير ملوثة. وعلى الفريق المنتخب أن يطور الحكامة وينفتح على المرأة والشباب، لأن الصويرة عاصمة ثقافية عالمية. ولا ننسى أن المدينة مرتبطة بعمقها القروي، وبمحيطها الثقافي حيث تتعايش ديانات وحساسيات مختلفة، وهذا يساهم في بناء مغرب متعدد وموحد وأن من بين نقط القوة هي أن المدينة استطاعت أن تدافع عن الاختلاف. وإرادة الاتحاد الاشتراكي هي الحفاظ على هذه المكتسبات ونتوجه الى الإرادات الطيبة المخلصة الصادقة. ونرفع نداء باسم الحزب الى الشباب والنساء والفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والفنانين والرياضيين والمجتمع المدني من أجل بناء نهضة جديدة لمدينة الصويرة. وأنا واثق بأن الصويريات والصويريين سيضعون الثقة في من يرونهم نزهاء. وإذا حققنا انتصاراً في هذه المدينة، سنكون فخورين، لأن المدن التاريخية في قلب الاتحاد الاشتراكي، وحذار أن تسمحوا في حقكم في التصويت، لأن في ذلك ستمنحون للمفسدين فرصة أخرى للرجوع بالمغرب الى الوراء بسعيهم بكل الوسائل الى منع الناس من التصويت بالترهيب وبتبخيس العمل السياسي، ويريدون بذلك أن يلغوا من المغرب المؤسسات المراقبة لينتصب بعض دعاة الديمقراطية أوصياء على مغرب اليوم. بينما نريد في الاتحاد الاشتراكي أن نرسخ في بلادنا ديمقراطية واضحة لإعادة بناء جسور الثقة بين المواطنين والمؤسسات، وأن أمام المغرب اليوم فرصة تاريخية لبناء حياة مشتركة في المدن والقرى لبناء مغرب متقدم وعادل لجميع المغاربة. وكان الكاتب الإقليمي الأخ سعيد أحميم قد أشار في كلمته الترحيبية باسم الكتابة الاقليمية وكافة مناضلي ومناضلات الاتحاد الاشتراكي بالإقليم إلى أن هذا اللقاء يوفر فرصة للتواصل مع سكان مدينة الصويرة والإقليم، وأن ما يشجع الاتحاد الاشتراكي على الإقدام على مثل هذه المبادرات هو حضور نخبة من الشخصيات التي تمثل ساكنة الصويرة والإقليم ذات الارتباط بالشأن المحلي، مما يعبر عن أن الاستحقاقات القادمة ستكون حاسمة لصالح الاتحاد الاشتراكي ولصالح مرشحي الوردة رمز الوفاء والإخلاص والتقدم والازدهار. وعند تناوله الكلمة، أكد وكيل لائحة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الأخ رضوان خان أننا نعيش اللحظات الأخيرة من الحملة الانتخابية، مساهمة من حزبنا بأن تعطى الشؤون المحلية لأهلها للقيام بدورهم في تسيير شؤونهم بالتخطيط لتنميتهم واتخاذ قراراتهم بإراداتهم ولصالحهم، ونصدر بذلك البرنامج الانتخابي المناسب المبني على إطار تشاركي مع الساكنة المحلية، وهو البرنامج المعبر عن طموحات ورغبات المواطنات والمواطنين. ودعا الشباب الى خوض غمار استحقاقات الانتخابات الحالية من أجل وضع أسس متينة لبناء مدينة جديدة قوامها الانفتاح والتقدم، وأن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يضع رهن إشارة سكان مدينة الصويرة مرشحين أكفاء نزهاء بما في ذلك اللائحة الإضافية للنساء، ملتزمين بخدمة الصالح العام والنهوض بمدينة الصويرة من أجل أن تتبوأ المكانة اللائقة بها بين المدن التاريخية المغربية.