تجري انتخابات المناديب بقطاع السكك الحديدية يوم الجمعة 15 ماي الجاري في جو مطبوع قطاعيا بتنافسية بين النقابات واللوائح التي تمثلها، يستعمل فيها البعض أساليب وخطابات تدفع إلى اليأس أكثر منه إلى الشراكة الواعية والمسؤولة والقادرة على إفراز تمثيلية حقيقية من شأنها أن تعطي المشروعية الضرورية لعمل نقابي جاد يهدف الى تكريس المكتسبات، وتطويرها لما فيه مصلحة المتعاونين دون تمييز وكذا مصلحة القطاع برمته بالنظر الى الدور الاستراتيجي الذي يلعبه في الحياة الاقتصادية. ونظرا لأهمية هذا الاستحقاق المهني لأنه الكفيل بإفراز التمثيلية كما سلف، ويرهن الحوار الاجتماعي في القطاع وعلى الصعيد الوطني لمدة ست سنوات المقبلة، وهي مدة ليست بالقصيرة في الحياة المهنية والإدارية والاجتماعية لعموم السككيين والسككيات، فإن النقابة الديمقراطية للسكك الحديدية العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل تطرح الأسئلة المحرجة التالية والتي لعل تلمس الجواب عنها يسهل الاختيار الصادق بين المتنافسين أشخاصا ومنظمات نقابية. 0 هل حصيلة الحوار الاجتماعي الذي تم بالقطاع طيلة الست سنوات الماضية كانت ايجابية بما فيه الكفاية؟ هل توفرت لها كل سبل المشاركة والتواصل وكان السككيون في قلب التداول القبلي وأخذت بعين الاعتبار كل مقترحاتهم الوجيهة؟ . هل نظام التدبير بواسطة الأهداف حقق فعلا كل أهدافه؟ اين ثغراته وتأثيراتها السلبية على الموارد البشرية تعلق الأمر بشروط الترقي أو بظروف العمل أو التكوين والتكوين المستمر... إلخ؟ . هل العمل النقابي بالقطاع وكل من مارسوه سابقا كان يكتسي صبغة الفعل الجماعي المنظم أم سلك مسالك الفعل الفردي والذاتي والاهتمام فقط بالقضايا الفردية على أهميتها وأغفل القضايا الجوهرية ذات البعد الجماعي الذي وجد العمل النقابي أصلا من أجله؟ . هل كان من الممكن أكثر مما كان؟ وهل كان نقابيو المرحلة السابقة أكفاء وشكلوا فعلا تلك القوى الاستراتيجية الضرورية لإبداع الحلول وابتكار أساليب حضارية للدفاع عنها؟ لذلك، فإن نقابتنا التي مع الأسف لم تشارك في تدبير المرحلة السابقة، بل واكبتها حسب الإمكانيات والظروف عير بياناتها وإعلامها على محدوديته، تقدم للسككيين ثلة من لوائح مناضليها الذين خبرهم السككيون في مراحل سابقة يشهد الجميع اليوم أنها كانت غنية على عدة أصعدة، نضالا وحوارا واقتراحا ومشاركة واسعة للسككيين أطرا ومتعاونين في التسيير والتنفيذ، هؤلاء المناضلون وبدعم من الإطار النقابي المتجه للمستقبل قادرون على بلورة أشكال نضالية وحلول لكل قضاياكم وفي مقدمتها: . تحسين الأجور والرفع من قيمة التعويضات المحفزة . تعميم الترقية الداخلية لتشمل كافة السككيين والسككيات مع إعادة تصنيف الحاصلين على الشواهد العليا. . تحسين ظروف العمل لضمان أمن وسلامة مجموع العاملين بالقطاع. . تقليص ساعات العمل الأسبوعية وتوفير الشروط الملائمة لتطبيق التوقيت المستمر الذي تخضع له جل المؤسسات. . تحصين المكتسبات الاجتماعية وتدبير شؤونها بما يسهم في جودة خدماتها. . تسطير برامج جديدة لبناء السكن الاقتصادي والاجتماعي فوق أراض في ملكية المكتب خاصة في المراكز الكبرى. كلنا إذن مدعوون يوم 15 ماي إلى التصويت بكثافة على لوائح مرشحي النقابة الديمقراطية للسكك الحديدية العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل من أجل بلورة عمل نقابي حداثي يجعل من المنخرط المحور الأساسي لبناء نقابة الغد الأفضل الذي نريده جميعا.