خلال اجتماعه الأسبوعي ليوم الثلاثاء 28 أبريل 2009، ناقش المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، فصول الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الاتحاد الاشتراكي وشهداؤه ورموزه، بشكل ممنهج ومنسق، تشارك فيه قيادات سياسية وجهات إعلامية، ويتضح من خلال دناءتها وعدوانيتها أنها تجاوزت الظروف الانتخابية وتصفيات الحسابات الرخيصة، وتجسد إرادة معلنة ومضمرة تسعى الى اغتيال الذاكرة الوطنية بأخلاقها وقيمها ورموزها وقتل السياسة بمفهومها النبيل ومشروعها البناء، وإرساء وضع يتنافس فيه المفسدون وأعداء الوطنية والتقدم والديموقراطية . إن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وهو يشجب بقوة حملة الكذب والافتراء والتلفيق ومصادرة التاريخ، وإعادة كتابته لصالح الاستبداد والقهر، فإنه يعبر عن إرادته لمواجهة هذه الهجمة بكل حزم وليس دفاعا عن نفسه، فالاتحاد وشهداؤه أكبر من أن تنال منهم مؤامرات من هذا النوع، مفضوحة النوايا والاهداف، بل دفاعا عن أخلاق العمل السياسي، وعن حق بلادنا في حياة سياسية تقطع مع أساليب الماضي ومناهجه التي زجت ببلادنا في عقود من التخريب السياسي. إن المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يعتبر هذا التطاول على تاريخ الشهداء ببلادنا، محاولة لإلقاء مزيد من الظلال على جريمة اغتيال المهدي بنبركة في الذكرى الخمسينية لتأسيس حزب القوات الشعبية. وبهذه المناسبة، فإننا نعبر عن مطالبتنا بالكشف عن قتلة المهدي وإظهار كل الحقيقة في هذا الملف الذي تسعى أكثر من جهة لإقباره. كما نعلن عن رفضنا القاطع لاغتيال المهدي مرة ثانية ، ضد مسار الإنصاف والمصالحة الذي انخرط فيه حزبنا بإخلاص ومسؤولية ، إيمانا منه بضرورة التوجه للمستقبل وضرورة الكشف عن الحقيقة كاملة في ما يخص ملفات القمع والاختفاء القسري ومصادرة الحقوق والحريات. والمكتب السياسي الذي يقدر مدى الغضب الذي فجرته الهجمات الدنيئة على الشهداء ، يحيي كل المبادرات التي نهضت في وجه الانحطاط السياسي والتدمير الرمزي للتاريخ المضيئ للقوى الوطنية والتحررية في بلادنا، كما يدعو كافة الاتحاديات والاتحاديين وكل التقدميين والديموقراطيين في بلادنا الى التعبير عن الغضب ، بمناسبة فاتح ماي والعمل على جعلها مناسبة لربط البعد التحرري والأممي لنضال الشهيد المهدي، بالبعد الوطني في سيرته التحررية.