تميز اليوم الأخير من المؤتمر العالمي للبحث العلمي في الأنظمة المعلوماتية، الذي عقد بفاس أيام 24 . 23 . 22 من الشهر الجاري، بالتوقيع على الاتفاقية الإطار، التي أحدثت بموجبها مدرسة الدكتوراه في هندسة وتدبير الأنظمة المعلوماتية بالمغرب، وستحتضنها المدرسة المغربية لعلوم المهندس بالدار البيضاء ((EMSI . مدرسة الدكتوراه المحدثة شكل من أجلها مجلس علمي يضم زيادة على أساتذة باحثين مغاربة في مجال المعلوميات أكبر الخبراء الفرنسيين في هذا الميدان، منهم أكوكا جاكي عن مؤسسة ((CNAM و «مارتين كولار» عن جامعة نيس و«جون بيير جيرودان» عن جامعة غرونوبل و «كامي روزانطال» عن جامعة باريس دوفين بالإضافة إلى «كوين كوڤي» عن جامعة مارسيليا، وستترأس الأستاذة المعروفة عالميا «كوليت رولانس» عن جامعة باريس صوربون هذا المجلس العلمي. وقبل الأساتذة الباحثون الأجانب المكونون لهذا المجلس العلمي التعاون العلمي في جميع أشكاله من تداريب بالمختبرات الفرنسية إلى حد التأطير المشترك للطلبة المغاربة الذين يهيئون دكتوراتهم في ميادين الأنظمة المعلوماتية. هذا التتويج جاء بعد النجاح الذي عرفه المؤتمر في دورتيه الأخيرتين بالمغرب، واعترافاً بالمجهودات التي تبذلها بلادنا في ميدان التكنولوجيا الرقمية والتقنيات الحديثة للتواصل. ومعلوم أن هذا المؤتمر الذي أشرفت على تنظيمه بفاس كل من المدرسة المغربية لعلوم المهندس وكلية العلوم ظهر المهراز بفاس ومنظمة IEEE بالمغرب، عرف مشاركة أزيد من 130 مؤتمراً يمثلون 39 دولة من القارات الخمس، كلهم خبراء وباحثون في مجال المعلوميات عموما وتسيير وتدبير وهندسة الأنظمة المعلوماتية وبنوك المعلومات على الخصوص. المؤتمر كان فرصة للطلبة الباحثين المغاربة في هذا الميدان أن يحضروا محاضرات لأكبر الخبراء الدوليين في الميدان، أمثال «أوكسيل» من الولاياتالمتحدة و «باشور» من إسبانيا و «ميلو بولوس» من بريطانيا، كما كان فرصة للأساتذة الباحثين المغاربة للوقوف على آخر التطورات العلمية والتكنولوجية في ميدان البحث العلمي الرقمي، الذي يعد أساسيا ليُبقوا على الجودة الدراسية والبيداغوجية بالمعاهد المغربية وليستشرفوا مآل المعلوميات والتقنيات الحديثة في المستقبل، ومواكبة التطورات الدائمة والسريعة في ميدان التكنولوجيا الرقمية. فبعد تفعيل توصيات دراسة ماكنزي من طرف الحكومة المغربية في ميدان الخدمات عن بعد، من خلال إنشاء العديد من البنيات التقنية، ك «كازا نيرشور» بالبيضاء و «تيكنو بوليس» بالرباط، وبعد استضافة المغرب للعديد من كبريات الشركات العالمية في ميدان الأوفشورينغ، بات من الضروري بذل مجهودات موازية في تكوين الموارد البشرية القادرة على إعطاء القيمة المضافة لتلك الخدمات عن بعد، وبالتالي فالمعاهد المختصة المغربية، أصبحت مطالبة زيادة على دورها الطبيعي في تكوين مهندسين وأخصائيين للمساهمة في تطوير المقاولة المغربية، بإدخال التقنيات الحديثة والمعلوميات، فهي ملزمة اليوم بتكوين مختصين قادرين على تكريس السياسة الوطنية للخدمات عن بعد وإعطاء القيمة المضافة، للرفع من تنافسية المغرب في هذا الميدان. العديد من بلدان الجنوب إن لم نقل كلهم، تخلفوا عن الثورة الصناعية مع كل ما ترتب عن ذلك من ضعف البنيات الاقتصادية وقلة التشغيل، وهو ما خلف هشاشة اجتماعية. اليوم، المغرب على غرار بلدان سبقته كالهند، يحاول أن يستفيد من الثورة الرقمية، ولن يتأتى ذلك إلا بالتكوين والتكوين المستمر، مما يبين أهمية استضافة مؤتمرات عالمية من هذا الطراز، خصوصا أن للمغرب أدمغة عديدة وفي كل المجالات العلمية هاجرت بلدها في وقت سابق وتتبوأ حاليا مكانة علمية مرموقة في كل بقاع العالم وفي كبريات الجامعات العالمية، وهي الآن تعبر عن إرادتها للعب دورها الوطني في جلب تظاهرات علمية للمغرب، وتكريس سياسة تعاون دولي في مجالات علمية ذات القيمة المضافة بالنسبة لاقتصادنا.