تتحدث أمينة بلغة كلها أمل وطموح وتحدٍ معبرة عن مدى فرحها وهي تشارك في الملتقيات الوطنية والدولية الخاصة بالأشخاص المعاقين، وقد حصلت بفضل إرادتها الجارفة على ثلاث ميداليات ذهبية في ملتقيات مختلفة أهمها بلجيكا والإمارات، لكن والدتها كانت غاضبة وهي تحكي لنا معاناتها مع ابنتها، ومع جمعية المعاقين بالعيون، التي لم تقدم لأمينة أي مساعدة عند الحاجة. ازدادت أمينة يوم 17 من يناير سنة 1988 بإعاقة ذهنية تمنعها من الكلام وبزيادة كبيرة في وزنها، تبقى شاردة طول الوقت. بعد سبع سنوات دخلت المدرسة لكنها لم تقبل في المدرسة العمومية، فدخلت إلى مدرسة خاصة، لكنها لم تقو على مواكبة باقي الأطفال، فلجأت والدتها إلى البحث عن مدارس للمعاقين، لكن كان لابد لها من المرور عبر الترويض على النطق حتى تلج المدرسة. لجأت إلى متخصص نفسي في هذا المجال لمدة سنتين. في سنتها العاشرة بدأت أمينة طفولتها الحقيقية والاحتكاك مع الأطفال واللعب وبدأت بالنطق، ثم عادت لمدرسة المعاقين وهي في الثانية عشرة. عندما بلغت الرابعة عشرة، كانت أمينة تحب الماء كثيرا واللعب فيه، فبحثت عن نادي لتعليم السباحة، حيث انخرطت في نادي بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء عن طريق إحدى الجمعيات التي تعنى بالأشخاص المعاقين بالبيضاء، التي وفرت لها كل المستلزمات التي تحتاجها في ممارسة السباحة، كما وجدت كل العناية من المؤطرين، الذين كانوا يأخذونها من المنزل نحو المدرسة ثم المسبح ثم العودة بها إلى المنزل. كما لقيت كل التشجيع خاصة من مدربها ادريس الشطبي الذي تذكره جيدا. في سنتها الأولى من الممارسة، استطاعت المشاركة في عدة ملتقيات وطنية أبرزها ملتقى إفران حيث حصدت ثلاث ميداليات، هاته النتيجة خولتها المشاركة ضمن المنتخب المغربي في الأولمبياد الخاص ببلجيكا سنة 2005، وتوالت مشاركاتها في ملتقيات وطنية ومغاربية، نالت خلالها العديد من الميداليات، حيث كانت تفوز بالمراتب الأولى في مسافات 50 و100 و200 متر، بالإضافة إلى ميداليات التحدي. حكاية أمينة مع المسبح والماء حكاية خاصة، فرغم الإعاقة الذهنية التي لزمتها منذ صغرها، وبفضل الدعم المعنوي والمادي المتواصلين لعائلتها الصغيرة، صمدت أمينة وحققت ما لم تستطع من ذوات القدرات البدنية السليمة أن تفعلنه، رغم انعدام نادي تابع للجامعة الملكية المغربية للسباحة يهتم بالأشخاص المعاقين أو عصب جهوية، لكنها وجدت بعض الغيورين الذين وهبوها من وقتهم واهتمامهم، ما جعلها تصل للمشاركات الدولية، في ظل تنكر آخرين كان المفروض فيهم، ومن واجبهم، مد يد العون في الوقت المناسب، ومن غرائب ما جاء على لسان قاهرة الماء والإعاقة أنه كان لديها فرصة للبقاء بالديار البلجيكية ومتابعة تداريبها هناك إلا أنها فضلت العودة إلى بلدها وحضن عائلتها، وأملها أن تدافع عن ألوان المنتخب المغربي في الألعاب الأولمبية.