تستعد فرقة أكنول للثقافة والفنون لتقديم عملها المسرحي الجديد «حلم ليلة سفر»، يوم السبت 11 أكتوبر 2025 على الساعة الثامنة ليلاً بالمسرح الكبير بن امسيك بالدار البيضاء، وذلك بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، في إطار دعم إنتاج وترويج الأعمال المسرحية برسم سنة 2025. المسرحية من إعداد واقتباس نور الدين سعدن، وإخراج ربيع بن جحيل، وسينوغرافيا رشيد الخطابي، فيما تولت فردوس الرامي تصميم الملابس. ويشارك في التشخيص كل من سهام أزطوطي، عبد المالك أخميس، ونور الدين سعدن، أما الإضاءة والمؤثرات الضوئية فهي من إنجاز أنس أفيتح، والموسيقى والعلاقات العامة أيوب بنهباش، والمحافظة العامة المهدي لدري، وتنفيذ السينوغرافيا وديع حامين، والإعلام والتواصل ياسمينة الشريبي، بينما يتولى الطاهر خبيزة إدارة الفرقة. تدور أحداث المسرحية في مكتب للهجرة بدولة كندا، حيث تُستَنطَق شخصية شاب دخل البلاد بطريقة غير شرعية بعدما تم العثور عليه داخل حاوية بضائع إلى جانب جثة فتاة. يتضح مع تطور الأحداث أن الفتاة هي شقيقته التي كانت تحلم بالوصول إلى "الضفة الأخرى"، لكن إعاقتها الجسدية حالت دون تحقيق الحلم. ومن خلال الاسترجاعات الدرامية، يستعيد الأخ تفاصيل الرحلة، منذ لحظة الاستعداد وحتى الوصول إلى ما كانت تسميه أخته بلاد السيام، ليصطدم بواقع مغاير تمامًا لصورة الحلم التي رسمتها الذاكرة. من الناحية الفنية، ينطلق الإخراج من رؤية تأويلية عميقة ترى أن الرحلة في النص ليست انتقالًا جغرافيًا بل انقسامًا داخليًا بين شخصيتين متناقضتين: أخ يحتمي بالواقع وأخت تقيس العالم بالحلم. وتجسّد السينوغرافيا هذا التمزق داخل صندوق معدني مغلق يرمز إلى الحدود بين الداخل والخارج، بين ما يُقال وما يُخفى في الصمت. أما الأسلوب الإخراجي، فيعتمد على الواقعية النفسية، حيث يُبنى الأداء على الحقيقة الداخلية للشخصيات لا على المبالغة التعبيرية. فكل حركة وصمت وانفعال نابع من دافع داخلي لحظي، وكل علاقة تُصنع عبر الإنصات قبل الكلام. ويتحول الصندوق الحديدي إلى فضاء نفسي متغير، يضيق كلما اشتد الخوف، ويتسع مع انبثاق الخيال. وتتجلى الجرأة الإبداعية في اختيار أن تكون موظفة مكتب الهجرة غائبة جسديًا عن الخشبة، وحاضرة فقط عبر الفيديو أو الداتا شو، لتجسيد بعدها البيروقراطي البارد، حيث تظهر كشاشة بلا جسد، نبرة آلية ولغة جافة خالية من المشاعر، ما يعمّق الإحساس بالعزلة والانفصال لدى الشاب المهاجر، ويكرّس التناقض بين الإنسان الحيّ والنظام الآلي. بهذا العمل، تؤكد فرقة أكنول مرة أخرى قدرتها على المزج بين الرؤية الجمالية والطرح الإنساني، عبر معالجة قضايا الهجرة، الحلم، والكرامة الإنسانية بلغة مسرحية مكثفة، تُحوّل الألم الإنساني إلى رحلة فنية داخل الذات أكثر منها عبورًا نحو الآخر.