إلى جانب أزمات القلب وانسداد الشرايين والسكتة الدماغية وغيرها شدد مشاركون في لقاء علمي وطبي احتضنته مدينة مراكش على أن إهمال صحة الفم والأسنان يعد أحد الأسباب المساهمة في الإصابة بمجموعة من الأمراض المزمنة والخطيرة، ومن بينها سرطانات الفم، إذ تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى تسجيل حوالي 380 ألف إصابة سنويا في العالم. وأبرز المتحدثون في اللقاء الذي نظمته مؤسسة أطلس الطبية بمراكش، تحت شعار «مخاطر أمراض الفم والأسنان وتأثيرها على الصحة الجسدية»، والذي عرف مشاركة أطباء ومتخصصين في جراحة الفم والأسنان، أن تسوس الأسنان غير المعالج يمثل الحالة الصحية الأكثر انتشارا على الصعيد العالمي، إذ يصاب به حوالي 22.5 مليار شخص، إضافة إلى التهابات اللثة. وشدّد المشاركون في هذا الحدث العلمي الذي جاء، حسب اللجنة المنظمة، في إطار دعم المنظومة الصحية بالمغرب، وانخراطا في المساهمة في مبادرات تحقيق السيادة الصحية بالمملكة، وكذا استحضارا لأهمية التحسيس والتوعية بصحة الفم والأسنان، على أهمية البحث العلمي في تطوير ودعم المنظومة الصحية لصحة الفم والأسنان، خصوصا على مستوى جهة مراكشآسفي، التي تعد واجهة المغرب من حيث عدد السياح المغاربة والأجانب المتوافدين. وتطرق هذا اللقاء الصحي كذلك إلى فعالية التكنولوجيات الحديثة في مجال علاج الأسنان، من خلال الاستعانة بكفاءات مغربية طبية استفادت من تجارب دولية متطورة، إضافة إلى توفير خدمات طبية مختلفة من بينها الاستشارة الطبية والجراحة والتجميل، حيث استعرض الدكتور حسن إمزيل، المدير الطبي لمؤسسة أطلس للأسنان في هذا الإطار، أشكال انخراط المؤسسة الطبية في البحث عن حلول صحية لإشكاليات العادات السيئة المضرة بصحة الفم والأسنان، والانفتاح على جديد البحث العلمي ومواكبة التكنولوجيات الجديدة، وجعل المؤسسة الطبية فضاء للنقاش والدراسة العلمية لتطوير خدمات طب الأسنان وتعزيزها. ونبّه عدد من المتدخلين في هذه التظاهرة إلى التداعيات السلبية لعدم الاهتمام بصحة الفم والأسنان، مشيرين إلى تبعاتها المتعددة والتي من بينها، على سبيل المثال لا الحصر، التسبب في الإصابة بأزمات القلب وانسداد الشرايين والسكتة الدماغية جراء الالتهاب والعدوى التي تسببها بكتيريا الفم، مؤكدين كذلك على أن التهاب دواعم الأسنان يؤثر على صحة النساء الحوامل، إذ يتسبب في الولادة المبكرة وفي انخفاض وزن المولود، إضافة إلى الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي لدى البعض بسبب تنقل البكتيريا من الفم إلى الرئة.