يعيد نهضة بركان فتح واجهة التنافس المحلي، بعدما طوى كتاب نصف نهائي كأس الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم، وما عاشه من ضغوطات بفعل التصرفات الاستفزازية لفريق اتحاد العاصمة الجزائري. وسيخوض الفريق البركاني مساء يومه الخميس، بداية من الثامنة ليلا على أرضية الملعب البلدي، لقاء مؤجلا عن سدس عشر نهائي كأس العرش، حيث سيكون على موعد مع الجيش الملكي، الذي يتطلع إلى تحقيق التأهل، ورفع معنويات لاعبيه بعد السقوط غير المنتظر في الدوري الاحترافي أمام حسنية أكادير. سقوط قد تكون كلفته كبيرة، في حال فوز الرجاء على نهضة بركان بالذات في اللقاء المؤجل عن الجولة 27 من الدوري الاحترافي، لأنه قد يقلص الفارق بينهما على نقطة واحدة على بعد ثلاث دورات فقط من نهاية التنافس. وحسب المدرب التونسي معين الشعباني، فإن عدم خوض مبارتي نصف نهائي كأس الكاف سيؤثر لا محالة على مستويات اللاعبين، الذين افتقدوا التنافسية لمدة ثلاثة أسابيع، وهو ما يخدم مصالح الفريق العسكري، الذي يأمل تحقيق العبور ومواصلة التنافس على لقب هذه المسابقة التي يحمل رقمها القياسي الوطني. ويتوقع أن تستقطب هذه المواجهة جماهير غفيرة، خاصة في ظل تخفيض إدارة الفريق البرتقالي لأثمنة تذاكر الدخول، كنوع من التعويض لجماهيرها الوفية، التي اقتنت تذاكر إياب نصف النهائي، وحلت بالملعب دون أن تشاهد المباراة التي ألغيت بسبب رفض اتحاد العاصمة. يذكر أن نهضة بركان ضمن تأهله إلى المباراة النهائية لكأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم دون أن يلعب لقاءي نصف النهائي، بسبب انسحاب اتحاد العاصمة، احتجاجا على تضمن القميص البركاني خريطة المملكة المغربية بحدودها الكاملة. وانفجرت أزمة كبيرة بفعل الموقف الجزائري، خاصة بعد مصادرة أمتعة الفريق البركاني بمطار هواري بومدين قبل عشرة أيام من طرف المصالح الجمركية، ما جعل نهضة بركان يشترط خوص لقاء الذهاب بحصوله على أمتعته الرسمية، والتي لم يتسلمها رغم تدخل الكاف، الذي هدد بمعاقبة الفريق الجزائري في حال عدم تدخله لتمكن نهضة بركان من أقمصته الرسمية. والأكثر من هذا أن الفريق الجزائري واصل تحديه، بعدما رفض خوض لقاء الإياب ببركان. ونقلت الاتحادية الجزائري هذه القضية إلى محكمة التحكيم الرياضية في سويسرا الطاس(، لكنها تقلت صدمة كبيرة بعدما زكت الأخيرة قرار لجنة الاستئناف بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم، والقاضي بخسارة اتحاد العاصمة الجزائري بثلاثة أهداف دون مقابل أمام نهضة بركان، في ذهاب نصف نهائي كأس الكاف. ورفضت (الطاس) الطلب الاستعجالي للاتحاد الجزائري لكرة القدم، الذي سعى إلى إيقاف القرار الصادر عن لجنة الاستئناف بالكاف، التي أحالت أيضا الملف للجنة الانضباط، قصد اتخاذ مزيد من القرارات في حق الفريق الجزائري والاتحاد المحلي. وبهذا القرار تؤكد محكمة الطاس شرعية الموقف البركاني، وتضع النظام الجزائري، الذي سعى إلى افتعال أزمة من لاشيء، في موقف محرج أمام الشارع الرياضي المحلي، وفي مقدمته مشجعو اتحاد العاصمة، الذين اعتبرت فئة واسعة منهم أن الفريق ضحية، وأنه أدى فاتورة عداء مجاني لكل ما هو مغربي.