تخوض الشغيلة الصحية بالقطاع العام إضرابا جديدا يومه الأربعاء وغدا الخميس، حيث من المنتظر أن تصاب المؤسسات الصحية العمومية المختلفة، من مستوصفات ومراكز للقرب، ومستشفيات إقليمية وجهوية وجامعية بالشلل، باستثناء أقسام المستعجلات ومصالح الإنعاش والعناية المركزة. خطوة احتجاجية أخرى تندرج ضمن مسار نضالي تخوضه منذ مدة العديد من النقابات القطاعية، وضمنها التحالف النقابي الذي من بين مكوّناته النقابة الوطنية للصحة العمومية العضو المؤسس للفيدرالية الديمقراطية للشغل، وذلك احتجاجا على السياسة الحكومية في التعاطي مع الشأن الصحي العام ومع مطالب الشغيلة الصحية، هاته الأخيرة التي كانت تنتظر تنزيل النقط التي تم الاتفاق حولها والتي تم تضمينها لمحضر جرى توقيعه بعد سلسلة من الجولات والجلسات التي عقدتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية مع ممثليها، لكن عوض ذلك اختارت الحكومة التهرب من مسؤوليتها واعتبرت نفسها في حلّ من أي التزام، سهر وأشرف مكوّن من مكوّناتها على التوصل إليه بعد لقاءات رسمية متعددة؟ وتعليقا على الخطوة، أكد الدكتور كريم بلمقدم، الكاتب العام الوطني للنقابة الوطنية للصحة العمومية، في تصريح ل» الاتحاد الاشتراكي» على أن ما يعرفه قطاع الصحة العام يعبّر عن هواية سياسية وعن افتقاد لكل حسّ بالمسؤولية التي من المفروض أن تميّز أداء الحكومة بكل مكوناتها، بالنظر إلى الوضع الذي تعرفه الساحة الصحية منذ مدة الذي يتميز بالغليان والاحتقان بسبب التعامل الذي قابلت به الحكومة مطالب الشغيلة بشكل عام، وما تم التوصل إليه من خلاصات متفق بشأنها مع ممثلي وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بشكل خاص، وضمنها المقترحات التي تم رفعها لرئاسة الحكومة، التي تعاملت معها بلامبالاة كبيرة. وشدد الدكتور بلمقدم على أنه بعد سلسلة من الإضرابات التي قررت النقابات القطاعية الدعوة لخوضها، في المؤسسات الصحية المختلفة والمستشفيات والمديريات الإقليمية والجهوية والإدارة المركزية، التي عرفت تجاوبا كبيرا ساهم في إنجاح واضح لكل المحطات الاحتجاجية التي تم تسطيرها، والتي كان التعنت الحكومي سببا رئيسيا في الدعوة لها، ظلت الحكومة تكتفي بالتفرج على الوضع وكأنها غير معنية بما يقع، بحيث تبين على أنها لا تجد حرجا في استمرار الإضرابات وفي الإضرار بمصالح المرضى والمرتفقين الذين ظلت النقابات ولمدة طويلة تؤجل كل شكل احتجاجي وتمدّ يدها للحوار الجاد والمسؤول لإيجاد الحلول الضرورية للقطاع ومهنييه دون أن تكون مضطرة لخوض أي إضراب، لكن هذا البعد المواطناتي لم تلتقطه المكونات الحكومية، ودفعت بالمزيد من الاحتقان. وأكد القيادي النقابي في تصريحه للجريدة، أن المنظومة الصحية هي اليوم عبارة عن ورش مفتوح، يتطلب تعبئة وتكتلا من طرف كل المتدخلين من شركاء اجتماعيين ومسؤولين حكوميين، وهو ما يستوجب معه توفير مناخ صحي وكل الظروف الملائمة من أجل تنزيل سليم لكل الخطوات المسطرة بما ينعكس إيجابا على المواطنين وعلى الصحة العامة، لكن التعاطي الحكومي في شكله الحالي يعتبر مصدر قلق كبير وتوتر تتسع حدته في أوساط الشغيلة الصحية يوما عن يوم.