يتجدد عشاق المسرح المغربي، خلال الفترة ما بين 19 و 23 يوليوز الجاري، مع مهرجان مسرح البدوي بإيفران، الذي يصل محطته 43، والذي ينظم هذه السنة، مثلما كان في الماضي، تحت إشراف وزارة الشباب والثقافة والتواصل وبتعاون مع المسرح الوطني محمد الخامس والمجلس البلدي لمدينة إفران. لقد تحول مهرجان مسرح البدوي بمدينة إيفران إلى محطة سنوية بالنسبة لكثير من مصطافي هذه المدينة، الذين بات جزء كبير منهم يلائم عطلته السنوية مع مواعيده، لأنه يخلق حركية فنية كبيرة بهذه المدينة الجبلية الرائعة، وأصبح ينعش حركتها السياحية، من خلال توافد إعداد مهمة من الزوار عليها طيلة أيام المهرجان. وسيشهد هذا الموعد الثقافي الهام، تقديم عروض مسرحية من ريبرتوار مسرح البدوي، تشمل مسرحيتي «في انتظار القطار»، الموجهة للكبار و»حكمة الأجداد» الخاصة بالأطفال واليافعين، لمؤلفهما عميد المسرح المغربي الأستاذ عبد القادر البدوي، وإخراج حسناء البدوي، فضلا عن لوحات وفقرات ترفيهية. وسيشارك في العروض المسرحية لهذه السنة نخبة من الفنانين المغاربة، تتقدمها الأستاذتين حسناء البدوي وكريمة البدوي، إبراهيم العماري، محمود أسامة الغضفي، عبد المجيد أوليد، جواد العرفاوي، فاطمة أبليج، أمينة صادقي وباسم داود. وستتخلل فقرات هذه الدورة حفلات موسيقية من التراث الأمازيغي، فضلا عن احتفاء خاص بالسنة الهجرية الجديدة. وبالموازاة مع العروض المسرحية والفنية، سيتم تنظيم ندوة فكرية، تناقش التراث المغربي، يشارك فيها كوكبة من الأسماء الفاعلة في الحقل الثقافي المغربي، فضلا عن حفل توقيع كتاب «سيرة نضال» لعميد المسرح المغربي الأستاذ عبد القادر البدوي ومعرض فوتوغرافي تحت عنوان « الكلمة لا تموت»، يوثق لأهم الأقوال والخطابات والرسائل التي سعى فقيد المسرح المغربي إلى تمريرها طيلة مساره الفني الذي يمتد لأزيد من سبعة عقود. يذكر أن مهرجان مسرح البدوي بمدينة إيفران يعد أقدم مهرجان تنظمه فرقة مسرحية مستقلة على المستوى الوطنية وبات يشكل جزء من التراث الوطني، بعدما أخرجه إلى الوجود الفنان عبد القادر البدوي سنة 1972، في إطار رسالته الثقافية النضالية التي كانت تهدف إلى فك العزلة الثقافية عن مجموعة من المناطق المغربية والتأسيس لثقافة القرب.