غابت، مع انتشار جائحة كورونا، الأنشطة المدرسية في الكثير من مؤسساتنا التعليمية حيث قررت العديد منها تعليق الأنشطة المدرسية في حين برمجت بعضها أنشطة مع مراعاة الشروط الاحترازية لمواجهة كوفيد 19. إن النشاط المدرسي سواء الفني أو الثقافي أو الرياضي، يمثل جانبا حيويا من جوانب الفعل البيداغوجي، وهو كذلك برنامج ينفذ بإشراف المدرسة وتوجيهها، والذي يتناول كل ما يتصل بالحياة المدرسية وأنشطتها المختلفة ذات الاهتمامات بالنواحي الاجتماعية والبيئية والفنية والرياضية..كلها عمليات مصاحبة للنشاط الدراسي اليومي ومكمل له..كما أن النشاط المدرسي يمثل جزءا متكاملا مع المنهج الدراسي . تطلق على النشاط المدرسي تعبيرات عديدة منها: النشاط المصاحب المنهج/ النشاط اللاصفي/النشاط الإضافي… النشاط المدرسي له 0ثار إيجابية على احترام الذات وعلى التحصيل الدراسي والمشاركة في الأعمال التطوعية..كما يحقق أهدافا تربوية داخل المدرسة كالشعور بالانتماء إلى الجماعة وإظهار روح التنافس الشريف وتحقيق الاستقرار . ويقوم النشاط المدرسي كذلك بدور رئيس في حل مشكلات التلاميذ الاجتماعية والنفسية والتربوية إضافة إلى دوره في اكتشاف مواهب وقدرات التلاميذ المتميزة وتنميتها. ولكي يحقق النشاط المدرسي أهدافه لابد من تظافر جهود مكونات الحياة المدرسية وتهيئة البيئة المناسبة لمشاركة التلاميذ في النشاط المدرسي بمساعدة المشرفين على تنظيمه . يرى الفيلسوف جون ديوي أن النقطة الحقيقية بربط المواد الدراسية بعضها ببعض، يجب ألا تكون مادة العلوم أو الأدب أوالتاريخ أوالجغرافيا، وإنما هي نشاط التلميذ الاجتماعي ذاته. إن الأنشطة المدرسية مفيدة لتنمية قدرات ومؤهلات التلاميذ، فهي تساهم في نجاحهم الدراسي وانخراطهم الفعلي في الحياة المدرسية. وهي كذلك استثمار حقيقي طويل الأجل ومربح للأسر والمجتمع، كما أن الأنشطة المدرسية تخلق توازنا بين المدرسة وأوقات الفراغ وتبعد التلاميذ عن التوتر . ولضمان نجاح النشاط المدرسي لابد من توفر العناصر التالية: التلميذ، رغبته وقناعته وتأهيله/البرنامج المتنوع والمشوق والضامن لمبدأ تكافؤ الفرص أمام كل المشاركين/المنشط القادر على إنجاح النشاط المدرسي والمحب لعمله/الإدارة التربوية القادرة على تهيئة الأجواء المناسبة وتوفير الإمكانيات لتنفيذ فقرات النشاط المدرسي بنجاح/الأسرة وحالتها الاجتماعية والاقتصادية التي تعد من الأمور التي تدعم مشاركة الأبناء في النشاط المدرسي. وصفوة القول نتمنى أن تزول جائحة كورونا بكل متحوراتها الخطيرة وتعود أجواء الأنشطة المدرسية لتكسير الروتين والملل في الحياة المدرسية. (*) باحث تربوي