لن يكون يوم الاثنين 14 شتنبر 2020 كسائر الأيام بالنسبة للشاب البلجيكي من أصول مغربية صلاح الدين داسي . ففي هذا اليوم دشن دخوله غير المسبوق للجامعة كطالب هندسة. ترك صلاح الدين (15 عاما) ، الذي يتوفر على قدرات معرفية استثنائية ، مقاعد الدراسة في الثانوية للالتحاق بكلية عريقة هي مدرسة سولفاي للاقتصاد والإدارة التابعة للجامعة الحرة ببروكسيل. وشجعه المشرف على التدريس في المؤسسة الثانوية التي كان يدرس بها عابد الملولي على اجتياز امتحان القبول في الدراسات العليا للسلك الأول، وهو الامتحان الذي اجتازه بنجاح. وقال الشاب المعجزة بنبرة ملؤها الفخر "أحب جدا أن أكون متفوقا . عندما أسعى إلى تحقيق هدف ، أقول في قرارة نفسي إني قادر على بلوغه. وأبذل كل ما في وسعي لتحقيقه " . وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قالت والدة الطفل ، السيدة فاطمة ، التي تلقت الخبر بكل هدوء لكونها اكتشفت في وقت مبكر جدا القدرات الاستثنائية لصغيرها العبقري ، إن صلاح الدين كان يقبل بنهم على قراءة الكتب والمقررات الدراسية منذ صغر سنه. وأثناء دراسته الابتدائية ، انتقل سريعا إلى أقسام عليا لأنه كان يتعلم بسرعة كبيرة . ويقبل صلاح الدين على تجربته الجديدة في الجامعة بحماس وتواضع وفخر. ويبدأ الطالب النابغة ، الذي يتمتع بنضج استثنائي ، دراساته العليا في شعبة الهندسة ، ويأمل أن لا يحرمه ذلك من قضاء أوقات ممتعة مع أصدقائه وأفراد أسرته ، وهو الذي يعرف جيدا كيف يميز بين وقت الدراسة ووقت التسلية. وقبل حضور درسه الأول في الجامعة الحرة لبروكسيل ، لم يفت صلاح الدين الذهاب لإلقاء التحية على زملائه السابقين في القسم بالمدرسة الثانوية التي كان يرتادها في منطقة بروكسيل . ويحافظ أصغر طالب في الجامعة الحرة ببروكسيل على هدوءه ، ولا يريد أن يصرفه أي شيئ عن النجاح في مساره الدراسي . وفي هذا السياق، كشفت والدته لوكالة المغرب العربي للأنباء عن سر أسري صغير. فقد قالت" ليس لدينا في البيت جهاز تلفزة " . ولا شك أن هذه الأسرة أدركت أن الاتصال بعالم المعرفة يتم عن طريق الكتب والإنترنيت عندما يتم استخدامه على الوجه السليم . بالتوفيق صلاح الدين! تكريم خاص أقام سفير المغرب ببلجيكا و الدوقية الكبرى للوكسمبورغ محمد عامر ، مساء الأربعاء، حفل تكريم للشاب المغربي المعجزة صلاح الدين داسي البالغ من العمر 15 عاما، والذي بدء سنته الأولى في دراسات الهندسة بالجامعة الحرة ببروكسيل . وبهذه المناسبة ، أبرز عامر أن الإنجاز الذي حققه الشاب صلاح الدين هو "مبعث فخر" بالنسبة لأسرته و مدرسته وللجالية المغربية ولبلجيكا ولوطنه الأم، المغرب. وقال السيد عامر إن "هذا الإنجاز هو ليس فقط مبعث سعادة وفخر ، بل يشكل كذلك دليلا إضافيا على الاندماج الناجح لأبناء الجالية المغربية التي تعيش في بلجيكا". وسجل أن "الشباب المغاربة في بلجيكا يشعرون بفخر بالغ وهم في حاجة لنماذج نجاح وقدوة مرجعية بارزة للمضي قدما في مختلف مساراتهم"، مضيفا أن " المغرب فخور بإشعاع أبنائه في كافة أنحاء العالم". وعبر السفير أيضا عن اعتزازه بالتشبث الراسخ للجالية المغربية ببلدها الأصلي المغرب. وأضاف أن "هذا الاستثناء المغربي يستمد أساسه من الاهتمام و الرعاية السامية التي ما فتئ يحيط بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس الجالية المغربية المقيمة في الخارج". وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، عبر الشاب المعجزة الذي كان محاطا بأفراد أسرته وأصدقائه، عن فخره بهذا التكريم الذي خصه به سفير المغرب وأكد التزامه بعدم ادخار أي جهد من أجل المضي قدما في مساره والإسهام في إشعاع بلده. وعقب هذا الحفل ، الذي جرى على الخصوص بحضور عبد الرحمان فايد القنصل العام للمملكة ببروكسيل ، ويوسف رياني منسق التربية الوطنية في السفارة وعابد الملولي المشرف على التدريس في المؤسسة التعليمية التي كان يرتادها صلاح الدين داسي، سلم سفير المغرب جائزة تشجيعية للشاب المغربي المعجزة.