في مقال أنجزه «لوموند افريك»، بتاريخ 17 من شتنبر الحالي، تحدث الموقع عن أسطورة القيثارةالكهربائية «جيمي هاندريكس»، و ما يروج من حكايات و أساطير و خرافات، عن زيارته و علاقته بالمغرب، فبالرغم من توثيق زيارات العديد من الفنانين الأجانب إلى هذا البلد، من قبيل «جيم موريسون»، «بول مكارتي» أو حتى «روبرت بلانت»، ما بين سنوات 1960-1970، إلا أن الأسطورة جيمي هاندريكس، لا يزال يحيط به الغموض من كل صوب، بيد أننا لا نعرف الكثير أو صحة ما يقال عن مروره بالمغرب، أو حتى زيارته و قضاء بضعة أيام به. يؤكد العديد من المغاربة، ممن عاصروا تلك الفترة، ادعاءاتهم حول مقابلتهم لهاندريكس، تصل في بعض الأحيان إلى تأكيدهم على تبادل الحوار معه… فبعد ما يقرب من 50 سنة على وفاته، مازال القاطنون في قرية «الديابات» الصغيرة، المقترنة برياح المحيط الأطلسي، شاهدين على ذكريات لقائهم به، من بينهم محمد بوعلالة، الرجل الستيني الذي ترعرع في القرية، قبل دخوله إلى الجيش، حيث يقسم قائلا : «لقد رايته بأم عيني، شاب يحمل قيثارته على ظهره». في صيف سنة 1969، شهدت مدينة الصويرة زيارة سريعة للموسيقي العبقري، غير أن الشواهد المؤرخة لهذه الزيارة لم يعد لها وجود يذكر، ولتتحول ذكرى و كل ما يحيط بزيارته للمدينة، إلى أحاديث تعزز الخرافات التي لا تعد و لا تحصى ، حول أسطورة طفل الفودو. يعقب محمد بوعلالة بالقول : «لقد مر لزيارة بعض من أصدقائه المقيمين في القرية، لتكون المرة الأخيرة التي نبصره فيها. يقال بأنه مات بعدها، لكن الله وحده يعلم الحقيقة». للتذكير، فقد رحل الموسيقي وعازف القيثارة الكهربائية جيمي هاندريكس، عن عمر 27 سنة في مدينة لندن، وذلك بسبب تناوله لكوب من الخمر ممزوج بكمية كبيرة من الحبوب المنومة. تحيي القرية و سكانها عموما، ذكرى زيارة الموسيقي الأسطوري بروايات تكاد تكون أسطورية، ومن جهة أخرى عبر مقهى «كافي جيمي» و دار الضيفة «هندريكس»، الذي حول القرية إلى ما يشبه المقبرة، ما بين موسيقى الروك و قوة الزهور، كتعبير و احتفاء من ساكنتها بذكرى الزيارة التاريخية ل»الجيتار هيرو». زيارة قصيرة في صيف سنة 1969 يتذكر أحد ساكنة قرية الديابات، السيد عبد العزيز خابة (72 سنة)، زيارة الأسطورة هندريكس قائلا : «كان هاندريكس في صحة جيدة، لقد زارنا برفقة حاشيته من حراسه البيض. كان يضع في رقبته، طوقا به 3 ألماسات و يلبس سترة مبطنة من الدنيم (Jean)»، مؤكدا على أخذ صورة معه، إلا أنه لم يعد يمتلكها حاليا. إذا كانت زيارات فنانين من قبيل جيم موريسون، بول مكارتي او روبرت بلانت، الى المغرب مسجلة و موثقة بشكل مثالي، وذلك ما بين سنوات 1960-1970، فإن الأمر يختلف بشدة في حالة جيمي هاندريكس، بيد أن الغموض مازال يحيط و يغذي كل الخرافات و الأساطير المجنونة، المرتبطة بزيارته للمغرب، فبحسب ما جاء في مقال لكاتب السير الذاتية «سيزار غليبيك» على موقع «يوني فايبز»، قال فيه : «إن زيارته القصيرة في صيف سنة 1969، نتج عنها كم هائل من المعلومات الخاطئة و الحكايات الخيالية». من بين ما يراج عن زيارة هاندريكس، ما قيل عن استلهامه للموقع الأثري «دار السلطان»، وهي قلعة أثرية شبه مدمرة، مدفونة بشكل شبه كلي بالقرب من القرية، من اجل تأليف أغنيته المشهورة «قصر من الرمال-Castle Made of Sand» في سنة 1967، أي قبل سنتين من زيارته للمغرب، هذا لا يمنع المقهى الصغير المخصص لهذا النجم، من ان يفتخر بما جاء في هذه الأسطورة، وأن يضع ذلك في لوحة معلقة على مدخله. éastle Made Of Sandجل تاليف أغنيته المشهورة «قصر من الرمال-اثري «دار السلطان»، وهي قلعة اثرية شبه مدمرة، مدفونة بشكل شبه كلي بالتكثر الحكايات المنسوجة، حول زيارة هاندريكس لمدينة الصويرة و قرية «الديابات»، ومنها جاء فيه عن رحلته المزعومة حول المغرب على متن حافلة، أو ما انتشر بخصوص رغبته في شراء جزيرة قبالة الصويرة، أو تلك بخصوص رغبته في امتلاك قرية الديابات كاملة، قبل أن يستلهم من القصر الرملي بها أغنيته الشهيرة. رحلة لتمييز الخطأ من الصواب «جيمي هندريكس سافر إلى الصويرة، المتموقعة على ساحل المحيط الأطلسي (…). لقد شهدنا العديد من الأحداث الغريبة هناك»،كما صرح روبرتبلانت،المغنيا لرئيسيلفرقة»Led Zeppelin»،في حصة»بودكاست»فييونيو 2019. يزعم أيضا رغبته ل»الاقتراب من الصحراء»،بالذهاب إلى مراكش بدلاًمن البقاءشمالاً، كما فعل»براينجونز»،مؤسس فرقة «رولينجستونز»،وغيره الكثيرفيجبالالريف،الشهيرةبمزارعالقنب. سحرت أسطورة هاندريكس، عبدالحميدالنجار،بائع الاسطوانات وصاحب دكان «بوب ميوزك»،المقيم في ظل أسوارالصويرة، إذ يقول : «يأتي العديدمن السياح على خطاه،ويريدون معرفةكل شيء. هناكأيضامن يشعرون بالحنين، ويأتون لتذكرالأيام الخوالي». من بين من يتذكرون الايام الخوالي، الفرنسية لورانسديبوري، البالغةمن العمر 68 عاماً،التي أمضت شهرين في الصويرةفي أوائل السبعينيات، مع مجموعةكاملةمن الأميركيين: «كان كلشيءجنونياً في ذلك الوقت. لم أرهندريكس من قبل،لكنني عرفت امرأة مغربية،تخيط له المخمل والسترات تحتمل ابسه الرائعة». يقول سيزار غليبيك، في ما جاء بخصوص زيارة هندريكس للمغرب، محاولا تمييز الخطأ من الصواب : «نعم، لقد زارجيمي هندريكس فعلا المغرب، و توجه إلىالصويرةحيثأقام في فندقأربعةنجوم،ولكنمهمااكده المرشدون السياحيون والباحثون عن استذكار الماضي،فإن جيمي هاندريكس «لميزرالديابات قط».