نظمت جمعية «زيد فايز» للأعمال الاجتماعية ومكافحة شغب الملاعب والشارع العام، يوم الأربعاء بتطوان، ملتقى تواصليا تحت شعار «شغب الملاعب الواقع والحلول». وتركزت المواضيع المثارة خلال هذا الملتقى، الذي شارك فيه خبراء في علمي الاجتماع والنفس وممثلو المهن القضائية وأمنيون ورياضيون، بالإضافة إلى ممثلي عائلات بعض ضحايا الشغب وجمعيات رياضية، حول سبل مكافحة العنف المرتبط بالرياضة وبرامج التدخل التربوية والتعليمية والاجتماعية والنفسية والأمنية والقانونية الزجرية لمواجهة هذه الظاهرة، التي تؤرق ليس فقط بال المجتمع المغربي بل والدولي أيضا. واعتبر المتدخلون أن الإحاطة بظاهرة الشغب والحد من السلوكيات المرتبطة بها تقتضي تحليلات ودراسات علمية اجتماعية ونفسية معمقة وتضافر جهود الأسر والفعاليات الرياضية والمجتمعية والتربوية والتعليمية، وكذا اعتماد مقاربات شمولية، يتداخل فيها الجانب القانوني والإعلامي والرياضي الممثل في الأندية الرياضية، مع التركيز على المحيط المباشر والعام لمحاصرة هذه الظاهرة والحد من تفشيها. وبعد أن أكدت بعض التدخلات على أهمية التحسيس والتوعية لمواجهة الشغب في الملاعب الرياضية والشارع العام، رأت تدخلات أخرى ضرورة تعزيز الترسانة القانونية وتحيينها وتحديثها وسد بعض الفراغات القانونية المرتبطة بالإشكالية مع تشديد العقوبات على المخالفين. كما وجه المتدخلون الدعوة إلى وسائل الإعلام بمختلف وسائطها ومكوناتها وكذا منظومة التربية والتكوين إلى تكثيف الجهود أكثر للتحسيس والتوعية بهذه الظاهرة التي تؤرق بال المجتمع، والانخراط في هذا المنحى بكل تجرد ومسؤولية من أجل الرقي بالممارسة الرياضية الوطنية وإشاعة ثقافة التسامح والتآخي بين الجماهير الرياضية. كما دعا المتدخلون إلى فتح حوار ونقاش مجتمعي حول موضوع الشغب باعتباره شأنا عاما يعني كل أفراد المجتمع، بمساهمة كل المتدخلين من أمنيين وجمعيات مدنية وسلطات محلية ورياضيين وممثلي القضاء وقطاع الشبيبة والرياضة وفنانين وجامعيين، مع إحداث جائزة وطنية للجمهور الرياضي المثالي للتشجيع على الممارسات النبيلة داخل وخارج الملاعب. وتضمن برنامج الندوة عرضا مصورا حول ظاهرة الشغب وشهادات لبعض الأمهات ضحايا الشغب من المغرب ومصر، ومداخلات لممثلي جمعيات المشجعين وفعاليات رياضية وطنية، إضافة إلى تكريم بعض الوجوه الرياضية والإعلامية والفنية.