تخليدا لليوم العالمي للأمراض النادرة الذي يصادف يوم 28 فبراير من كل سنة، أكدت خديجة موسيار، رئيسة الجمعية المغربية لأمراض المناعة الذاتية والجهازية، على أنه يوجد بالمغرب أزيد من 20 ألف مصاب بمرض حمى البحر الأبيض المتوسط العائلية، الذي يندرج ضمن خانة الأمراض النادرة، مؤكدة على أن هذا المرض هو داء التهابي ذاتي وراثي يحدث جراء خلل جيني مع طفرة على مستوى كروموسوم 16، وبالتحديد في جينة تتحكم في درجة الالتهاب. ويصيب المرض بالأساس الأشخاص المنحدرين من حوض البحر الأبيض المتوسط، وتحديدا الأرمن والترك، وكذلك اليهود الشرقيين والعرب. وأضافت الدكتورة موسيار أن أسباب هذا المرض وراثية، موضحة بأن أعراضه تتمثل في نوبات متكررة من الحمى مع ارتفاع عال لدرجة الحرارة، مصاحبة بآلام مبرحة على صعيد البطن أو الصدر والعضلات أو المفاصل وذلك نتيجة التهاب الأغشية المحيطة بالأعضاء، مشددة على أن أعراض البطن هي الأكثر شيوعا بين المصابين بهذا المرض وتشبه حدتها وقسوتها في كثير من الأحيان الحالات الجراحية، لدرجة أن هناك بعض المرضى الذين لم يشخصوا بعد يتم خضوعهم لعمليات جراحية لاشتباه أعراضهم مع التهاب الزائدة الدودية، أو غيرها من الأعضاء في البطن. وأكدت الدكتورة موسيار على أن النوبات تمتد ليومين أو ثلاثة، وبعد ذلك تعود الأمور إلى نصابها كأن شيئا لم يقع، مما يجعل أقارب المريض بل وحتى مقدمي الرعاية الصحية يشككون في المرض، مبرزة على أن علامات المرض تظهر عادة في المراحل الأولى من الطفولة وذلك ما بين السنة الثانية والثالثة من العمر، ويزداد ترددها في مرحلة المراهقة، مع استمرارها بعد ذلك إلى مرحلة البلوغ، موضحة على أنه عادة ما تحدث النوبات نتيجة للإجهاد، التعب، التعرض للبرد، وكذا تناول وجبة عالية الدهون، أو بفعل تعفن، أو بعد تناول بعض الأدوية أو في فترة الحيض.