تميزت نهاية الأسبوع الجاري بعدد من عناوين الأمل العريضة، التي تمنح الدفء والثقة للقلوب، وتسرّ النفوس، وتعيد البسمة إلى قسمات الوجوه. عناوين توزعت ما بين تعافي 3 أطر صحية، دخلوا في مواجهة شرسة مع فيروس كورونا المستجد، منهم من تدهور وضعه الصحي في لحظة من اللحظات، مما حتّم ولوجه إلى مصلحة الإنعاش، فقاوموا المرض بضراوة وانتصروا عليه ببسالة. ويتعلق الأمر بالدكتور بنيازغي، مدير المركز الجهوي لتحاقن الدم بفاس، الذي أصيب بالفيروس بعد سفر إلى الديار الفرنسية من أجل اصطحاب قريب له من هناك، وهو ما تم فعلا، وعاد إلى أرض الوطن مزاولا عمله لاحقا، دون أن تظهر عليه أية أعراض مرضية، لكن آنذاك كان قد تقرر إخضاع مهنيي الصحة الذين تواجدوا في بؤرة من بؤر المرض الخارجية للتحاليل الفيرولوجية، وفقا لمصادر ” الاتحاد الاشتراكي”، فتأكدت إصابته، وهو الخبر الذي كان مفاجئا بل وصادما للعديد من معارف الرجل، المعروف بطيب خلقه وبكفاءته وتفانيه في العمل، فتم إدخاله إلى المستشفى، في حين تم إجراء التحاليل على الأطر الصحية لمركز تحاقن الدم والمخالطين، وكانت النتائج سلبية، بينما مكث هو بالمستشفى مدة 12 يوما تلقى خلالها العلاج، إلى أن تمكّن بحمد من الله وبفضل عزيمته ومجهودات مهنيي الصحة من استرداد عافيته وإعلانه منتصرا على الفيروس. انتصار حققته كذلك طبيبة متخصصة في الأمراض الصدرية بمستشفى ابن الخطيب في العاصمة العلمية، التي أصيبت بالعدوى أثناء مزاولتها لمهنتها، حيث يرجح أن يكون ناقل المرض أحد المرضى الذي قدم من منطقة أخرى، وولج المستعجلات طلبا للفحص وتشخيص وضعه الصحي، دون أن يخبر المهنيين بأن شقيقه مصاب بالفيروس، حيث تم استقباله وفحصه واستشفاؤه، ولم يفصح عن خبر شقيقه إلا بعد مدة، مما خلق جلبة وقلقا كبيرا في أوساط المهنيين، الذين خضعوا للاختبار الفيرولوجي، فتأكدت إصابة الطبيب ” ب “، التي ولجت هي الأخرى المستشفى، وقضت فترة العلاج، إلى أن تعافت بشكل كلي، وغادرت المؤسسة الاستشفائية سالمة معافاة يوم السبت. وفي أكادير، تمكّن الدكتور سعيد بوجلابة، مندوب وزارة الصحة ومدير المستشفى الجهوي الحسن الثاني بالنيابة، هو الآخر من قهر الفيروس، وتوجيه صفعة له، بعد أن كان هذا الطبيب والمسؤول قد تعرض للإصابة بعدواه، بفعل تواجده الميداني، وانخراطه في تفعيل المخطط المسطر وطنيا لمواجهة الجائحة، وفي غفلة منه طالته العدوى، التي حتمت إدخاله إلى العناية المركزة مساء يوم الثلاثاء21 مارس، بسبب صعوبات في التنفس، ومكث هناك إلى أن استقرت وضعيته الصحية، حيث ظل يحظى بالمتابعة الطبية والمراقبة، إلى أن تم إعلانه فائزا على الفيروس بضربة قاضية، أكدتها نتيجة التحليلة المخبرية الثانية مساء الجمعة، وفسحت المجال أمامه لمغادرة المستشفى يوم السبت، الذي قضى به 12 يوما. الأخبار التي تثلج الصدر، والتي تتعلق بشفاء الأطر الطبية، إلى جانب ارتفاع معدلات تعافي حالات أخرى في صفوف مجموعة من المواطنين على الصعيد الوطني خلال اليومين الأخيرين، قابلها خبر ولوج بعض الحالات التي أصيبت بالعدوى إلى مصالح الإنعاش بالمراكز الاستشفائية الجامعية، لكن وإن كان الأمر يتعلق بحالات مرضية في وضع صحي يعرف نوعا من المضاعفات، فإن ما يبعث الأمل فيها، أن عددها لم يتجاوز 3 حالات على الصعيد الوطني خلال 48 ساعة الأخيرة، وهو مؤشر على تراجع معدل الحالات الصعبة، الذي يحتاج إلى تقديم قراءة علمية وبائية، للأسف ما زلنا نفتقدها إلى غاية اليوم، لكن قد تكون لذلك صلة وطيدة بالبروتوكول العلاجي، الذي يتأسس على الكلوروكين، الذي إن تم تعميمه على المخالطين، فهذا يعني أنه يمكن أن يشكل حاجزا وقائيا وسدّا للحيلولة دون تطور المرض وحدوث مضاعفات عند المعنيين، وهنا يمكن أن تكون قوة هذا الدواء، بحسب مختصين، باعتباره دواء وقائيا بالأساس، يحول دون تدهور الوضع الصحي للمخالطين وللمصابين بالعدوى في المراحل الأولى للمرض التي تتميز بالبساطة.