تعيد طائرات بدون طيار ليلة الاثنين الثلاثاء التحليق من جديد فوق سماء باريس لتزور للمرة الثانية، في تحدي كبير للسلطات الأمنية الفرسية، عبر الأعالي السفارة الأمريكية في العاصمة الفرنسية ومناطق رمزية وحساسة في مدينة الأنوار. واختارت طائرات بدون طيار أن ترسم لنفسها ذات المسار الذي تم خلاله رصد خمس طائرات على الأقل في باريس في الليلة قبل الماضية لتحلق على طول نهر «السين» وكذا بالقرب من محيط ساحة «الكونكورد» المتاخمة للسفارة الأمريكية وفوق «الأنفاليد» و«برج إيفل» وعدد من مداخل العاصمة باريس مثل سان كلو بجنوب غرب العاصمة وكليانكور شمال باريس وعلى طول نهر السين. وقد أثارت عمليات التحليق الغامضة هاته، التي ركزت على مدى يومين متتاليين على التحليق فوق مناطق رمزية وحساسة في العاصمة باريس تخوفات كبيرة للسلطات الأمنية الفرسية، مفترضين إمكانية استغلال متطرفين أو ارهابيين للتكنولوجيا المتطورة التي توفرها الطائرات بدون طيار من قبيل التحكم من بعد والاختراق السهل للمدارات الحضرية والوصول اللسريع للأهداف والرصد والتتبع عبر الكاميرات ونقل حمولات متفجرة. وكان أفراد حراسة السفارة الأمريكية في العاصمة الفرنسية قد انتبهوا الى تحليق طائرات بدون طيار فوق محيط السفارة بالقرب من الشانزيليزي، ورصد شهود عيان ورجال أمن هذه الطائرات حيث تمكنوا من تصويرها للمرة الأولى وإحالات ذلك أعضاء فرقة الأبحاث العشرة التابعين للدرك الجمهوري المتخصصين في النقل الجوي المكلفين بالملف. ودفعت هذه التخوفات، التي جعلت السلطات الفرنسية تأخذها محمل جد كونها المرة الأولى التي يرصد فيها هذا العدد من الطائرات في ليلة واحدة في العاصمة الفرنسية باريس، النيابة العامة تفتح تحقيقا قضائيا يتعلق بالتلبس ب«التحليق بطائرة في مناطق ممنوعة» حيث عهد التحقيق إلى لدرك الجمهوري وتكلفت به فرقة الأبحاث التابعة لدرك المتخصصة في النقل الجوي. وقد حلقت هذه الطائرات بدون طيار، التي لا تتطلب غالبيتها رخصة للقيادة والتي تخترق شروط عدم «التحليق ليلا» ، و على «علو كبير» وفي «المناطق الحضرية»، حلقت فوق أماكن رمزية وحساسة إلى أعلى درجة في باريس فيما تنتشر في العاصمة إعداد كبيرة من قوات الأمن كتعزيزات منذ الاعتداءات الجهادية مطلع العام كما سجل العشرات من التحليقات منذ أكتوبر الماضي كا ابرزها التحليق فوق القصر الرئاسي الفرنسي. ويذكر أنه منذ نونبر الماضي بعد التحليق فوق إحدى المحطات النووية الفرسية بدأت القيادة العليا للجيش الفرسي تحقيقات سرية لرصد تحليقات الطائرات بدون طيار، كما منح استثناء لفرقة خاصة تابعة للدرك الجمهوري الفرنسي لإسقاطها لكن وفق شروط محددة.، هذا في الوقت الذي تضع فيه السلطات الأمنية الفرنسية عدة شروط لمواجهة الطائرات بدون طيار، في وجه رجال الأمن في المناطق الحضرية الذين لا يتوفرون على إمكانيات التتبع والرصد الميداني.