بصمت الأقلام النسائية، وخصوصا العربية والمغربية، على حضور لافت هذه السنة من خلال الحضور على منصات التتويج في العديد من الجوائز، ما يكسر كل الصور والاختزالات التي تضع الإبداع النسائي في مرتبة ثانية بل قد تنفي عنه أدبيته في الكثير من الأحيان. هنا نماذج مضيئة مما راكمته كتابة المرأة ، كما ونوعا، فاستطاع أن ينتزع الاعتراف والتتويج. عائشة عمور تتوج بجائزة كتارا للرواية غير المنشورة فازت الروائية والشاعرة المغربية عائشة عمور بجائزة كتارا للرواية العربية غير المنشورة خلال السنة التي نودعها، في فئة الروايات غير المنشورة، عن روايتها «حياة بالأبيض والأسود. «حيث استطاعت عائشة عمور، أن تتغلب على 999 مشاركا في صنف الرواية غير المنشورة من مختلف الدول العربية. وكانت عائشة عمور قد فازت السنة الماضية 2018 بجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي عن كتابها « حوارية التشكيل والفنون: دراسة تفاعلية في نماذج من التشكيل العربي » . المغربية ليلى العلمي في القائمة القصيرة للجائزة الوطنية الأمريكية للكتاب اختيرت هذه السنة الروائية المغربية للتنافس ضمن القائمة النهائية للجائزة الوطنية الأمريكية للكتاب برسم سنة 2019 عن روايتها الأخيرة «الأمريكيون الآخرون» وتنافست العلمي مع أربعة كتاب آخرين، من بينهم الفائز ب جائزة البوكر لسنة 2015، مارلون جيمس، والكاتبة سوزان شوي، فضلاً عن كاتبين مبتدئين؛ كالي فاجاردو أنستين وجوليا فيليبس. ولقيت رواية «الأمريكيون الآخرون»، التي صدرت ربيع هذه السنة، ترحيباً كبيراً من قبل النقاد، باعتبارها أحد أكثر الإصدارات لسنة 2019. وبما أن الذاكرة الإنسانية تحفظ للأجيال روايةً غير تلك التي صاغها المنتصرون، متوسلة الشعر والأدب وسائر الفنون لتخليد الضحايا وحفظ آثارهم وتراثهم للإنسانية، فإن رواية «ما رواه المغربي» للروائية ليلى العلمي، والتي تحكي عن إحدى الحملات الإسبانية التي انطلقت صوب «القارةالامريكية» أو «العالم الجديد»، كما أطلق عليه الرجل الأبيض ستقوم خلالها العلمي بإعادة سرد أحداث الحملة من منظور شخصية هامشية هو «مصطفى الأزموري»، والذي كان عبدًا لدى أحد «المستكشفين» الإسبان في تلك الحملة.إن هذا الرواية ترقى لأن تكون وثيقة تاريخية تكشف وتفضح ما سكت عنه المنتصر، وهي -كما تقول المؤلفة ليلى العلمي- «تطلب من القراء التفكير حول مسألة كيف تم تشكيل التاريخ. وكيف كان يمكن تشكيله بطريقة مختلفة إذا ما تم ذلك على يد أشخاص مختلفين». فاطمة الزهراء أخيار تبهر العرب في « تحدي القراءة العربي» استطاعت المتسابقة المغربية في مسابقة تحدي القراءة العربي لهذه السنة ، فاطمة الزهراء أخيار انتزاع بطاقة التأهل إلى نهائي برنامج «تحدي القراءة العربي» عن جدارة ، بعد أن بصمت على مسار متميز طيلة مسار المسابقة على خطى الطفلة مريم أمجون المغربية ذات التسع سنوات التي فازت باللقب السنة الماضية. ابنة مدينة تطوان التي تتابع دراستها بالثانوية التأهيلية القاضي عياض تمكنت بفضل سلاستها في التعبير وترابط أفكارها ومعارفها الواسعة من إقناع لجنة التحكيم، وبالتالي تمثيل المغرب والمغاربة في نهائي البرنامج الذي حظي بمتابعة جماهيرية عربية واسعة. «جائزة نوبل للآداب» 2019 للكاتبة أولغا توكاركوك فازت هذا السنة البولندية أولغا توكاركوك بنوبل الآداب مناصفة مع الكاتب النمساوي بيتر هاندكه «، كانت هذه المرة الثانية التي تُمنَح فيها الجائزة عن دورتَين متتاليتَين منذ عام 1974 . وقد قطع منح الجائزة للكاتبة أولغا توكاركوك مع مرحلة طالما انتقدت فيها العديد من الأصوات الجائزة باعتبارها «ذكورية» وتركيزها على الكتّاب الرجال في معظم دوراتها، والكاتبة البولندية هي الفائزةُ الخامسة عشرة بالجائزة منذ بدء «الأكاديمية السويدية» منحها في 1901، في مقابل 101 رجلاً فازوا بها. وكانت آخر الفائزات هي الكاتبة البيلاروسية سفيتلانا أليكسييفيتش (2015). تنشغل توكاركوك بالمجتمع البولندي والحياة فيه وتاريخه الملتبس، وسبق لها أنْ فازت ب «جائزة مان بوكر» الدولية لعام 2018 عن روايتها «الرحلات الجوية». جوخة الحارثي أول شخصية عربية تتوج ب«مان بوكر الدولية» فازت الروائية العمانية جوخة الحارثيهذه السنة بجائزة «مان بوكر الدولية» لأفضل عمل أدبي مترجم للغة الإنكليزية عن روايتها «سيدات القمر» التي تشكل شاهدا على تحول بلدها بعد مرحلة الاستعمار. وبذلك تكون الحارثي أول شخصية عربية تتوج بهذه الجائزة الأدبية الدولية المستحدثة في 2005 .وأعلنت لجنة التحكيم أن الرواية «توفر صورة شاعرية متخيلة وفنية لمجتمع يشهد عملية تحول وتطل على حيوات كانت سابقا في الظل». وصرحت رئيسة لجنة التحكيم بيثاني هيوز أن «الكتاب يستولي على العقول والقلوب بالمقدار نفسه».وتمت ترجمة الرواية إلى الإنكليزية من قبل الأمريكية مارلين بوث (64 عاما) وصدرت بعنوان «سلستيال باديز».
هدى بركات تتوج ب«بوكر2019»؟ بعد بين 6 روايات لروائيين عرب من لبنان، والأردن، وسوريا، ومصر، والعراق، والمغرب، فازت الروائية اللبنانية هدى بركات ب«الجائزة العالمية للرواية العربية» (البوكر العربية 2019)، عن روايتها «بريد الليل» (دار الآداب)، كما أعلنت لجنة الجائزة في حفلٍ أقيم في أبوظبي، عشيّة افتتاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب. وكانت الأسماء الأخرى التي تنافست على الجائزة الأولى هي: الأردنية كفى الزعبي «شمس بيضاء باردة»، والسورية شهلا العجيلي «صيف مع العدو»، والمصري عادل عصمت «الوصايا»، والعراقية إنعام كجه جي «النبيذة»، والمغربي محمد المعزوز «بأي ذنب رحلت؟» وبررت اللجنة فوز بركات معتبرة «أن رواية (بريد الليل) رواية حول بشر هاربين من مصائرهم، وقد أصبح الصمت والعزلة والكآبة والاضطراب كونهم الجديد، وهي رواية إنسانية ذكية الحبكة توازن بين جدة التكنيك وجمال الأسلوب وراهنية الموضوع الذي تعالجه». ورواية «بريد الليل» لا تحديد للمكان فيها، لكن لبنان حاضر في كل تفاصيلها، في ضياع شخصياتها، في آلامهم وتمزقاتهم. وهي رواية تختلف تقنياً عن كل سابقاتها للأديبة. لا بل كل رواية لها، عالم آخر، وفكرة جديدة، وإن دارت جميعها في فلك ألم الحروب ولعنتها.