إن المتتبع لواقع مدينة القصرالكبير في ظل ما كان يطمح إليه المواطن القصري من تحول يمكن أن يطرأ عليها بعد تجربة مجلس العدالة والتنمية لولايتين متتابعتين، يقف بالدليل الملموس على العجز البين لمحاولة تلمس الطريق من أجل النهوض بها على مستويات متعددة، لأن الترييف أصبح قاعدة واستشراف آفاق الأبعاد التنموية استثناء. ربما كانت نوبة تشاؤم، أوأنها إحباطات تراكمت، حتى أتى الوقت الذي أصبحنا كذلك نشعر فيه بأن كل ما حولنا صار خانقا، وأن شيئا ما في حاجة إلى تجديد وتغيير، تجديد على مستوى الآفاق التي تتسم بالقصور والنقص، لأنها لا تملك القدرة من طرف المسؤولين بالمجلس الجماعي ولا حتى ميكانيزمات التفكير من أجل جعل المدينة بثقل تاريخها العريق الذي يجعلها أقدم حاضرة في المغرب، لم يتمكن المسؤولون عن تدبير الشأن المحلي من محاولة استيعاب أن كل ما حولنا، لم نعد نجد فيه أو في أنفسنا طاقة لتحمل ما أصبحت عليه من ظواهر، تمظهرت كفسيفساء انتشرت عبر المدينة لتعمها بسلوكات شائنة أصبحت تزكم الأنوف، وتصيب الإنسان بالغثيان وهو يحاول أن يتجول فيها، حيث الباعة المتجولون أخذوا الشوارع المهمة بالمدينة، وظفروا بها وهم متيقنون أن لا أحد سيجادلهم بما ظفروا به، لأنه في الحقيقة المرّة أن هول الظفر بالأصوات قد آن أوانه، وأمر اقتناصها هو ما يجعلهم يغضون الطرف في محاولة منهم لكسب هذا الرهان... علما بأنهم وضعوا عهدا وميثاقا يجسد الالتزامات، ويكشف المستور من خلال البرنامج الانتخابي بأهداف طموحة ودقيقة سطرت باحترافية، ولكن الزمن يطارد، وهو الذي سيجلي الحقائق وما أكثرها، لأن زمن التردي أضحى هو الآخر قاعدة وعلى جميع المستويات. هناك المعاناة اليومية والمتجلية أساسا في لجوء المواطنين كذلك للمستشفى المدني من أجل التطبيب، حيث من الأولويات التي كانت تستدعي التفكير بجدية الاهتمام بهذا الجانب ليكون للمدينة مستشفى في حجم تعدادها السكاني المتزايد، زيادة على المعاناة مع بعض المسؤولين بهذا المستشفى، حيث العشوائية، وعدم تحمل المسؤولية والاهانات التي يتعرض لها المريض بدءا من قسم المستعجلات إلى الولادة ... أمر آخر يدخل في صلب المهام والمسؤوليات التي كانت تستوجب التفكير وبعقلانية، والمتجلي أساسا في خلق شروط التنمية، لمحاولة التخفيف من آفة البطالة المحلية، عوض العزف على نغمات الأنشطة المستهلكة والروتينية والتي تلمس بشكل فج الرهان عليها من أجل اقتناص الأصوات، في حين أن الواقع خلاف ما يذهب إليه أصحاب هذا الوهم، لأن العبرة بالنتائج!