مليونا مغربي تبلغ أعمارهم 18 سنة فما فوق يعانون من السكري يشكل اليوم العالمي لداء السكري، الذي خلده المجتمع الدولي الخميس الماضي، مناسبة للتحسيس بأخطار هذا المرض وأهمية الوقاية من المضاعفات المرتبطة به، بالإضافة إلى بحث تقنيات جديدة للعلاج. ومغربيا، تعتبر وزارة الصحة أن داء السكري يطرح إشكالا بالنسبة للصحة العمومية لعبئه المزدوج، الوبائي والاقتصادي، حيث أن مليوني مغربي تبلغ أعمارهم 18 سنة فما فوق يعانون من الداء، نسبة خمسين بالمئة منهم يجهلون إصابتهم بالمرض، كما يتم التعرف على حالات جديدة عبر نظام المراقبة الوبائية يتراوح عددها ما بين 40 إلى 50 ألف حالة، داعية في هذا الصدد إلى مزيد من التحسيس بأهمية تبني أسلوب حياة صحي يتأسس على تغذية متوازنة وممارسة الرياضة بانتظام. وتعبئ الوزارة سنويا غلافا ماليا يفوق 190 مليون درهم لاقتناء الأدوية، وللإجراءات المتعلقة بالتفاعل والتشخيص والتعامل مع مضاعفات الداء، وكذا للتتبع الصحي للمرضى، كما أنها تقوم بجهود كبيرة في ما يتعلق بالكشف السنوي على 500 ألف شخص، وتوفير الحقن والأدوية مجانا على مستوى مؤسسات تقديم العلاجات الأولية ل 832 ألف مصاب بداء السكري، علاوة على تعزيز قدرات مهنيي الصحة، في مجال التكفل بالسكري. وتجدد منظمة الصحة العالمية تحذيرها، في هذه المناسبة السنوية، من خطر مضاعفات مرض السكري التي أصبحت تتطور تدريجيا مع زيادة فترة الإصابة بالمرض، وعدم السيطرة عليه بشكل كاف. وهناك العديد من المضاعفات التي قد تصيب مرضى السكري، ومنها الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل الذبحة الصدرية، والجلطة القلبية، والسكتة القلبية أوالدماغية، وتصلب الشرايين والإصابة باعتلال الأعصاب، وذلك نتيجة تلف الأوعية الدموية. كما قد تتسبب مضاعفات داء السكري في اعتلال الكلية، ويحدث ذلك نتيجة تأثير السكري على الأوعية الدموية الموجودة بالكلية التي تقوم بفلترة الدم، واعتلال شبكية العين، حيث يرفع السكري من نسبة الإصابة بالماء الأبيض وارتفاع ضغط العين، كما أنه قد يؤدي للعمى نتيجة الضرر الحاصل في الأوعية الدموية التي تغذي شبكية العين، بالإضافة إلى اعتلال القدم نتيجة إصابة أعصاب القدم بالضرر بسبب قلة التروية الدموية . ويعتبر داء السكري، الذي تصفه منظمة الصحة العالمية ب»الوباء العالمي» لكونه المسبب الأول للعمى وبتر الأعضاء السفلى للمريض، مرضا مزمنا ينتشر في صمت، حيث أشارت التقديرات الأخيرة للفدرالية الدولية لداء السكري إلى أن ما يقارب 400 مليون شخص عبر العالم مصابون بهذا المرض، وأن ما يعادل شخصا من أصل عشرة، معرض للإصابة بالداء في أفق سنة 2035. كما تتوقع المنظمة أن يحتل السكري المرتبة السابعة في التصنيف بين أسباب الوفاة الرئيسية بحلول عام 2030.