لم يكن الجاني يدري أن الحيلة ستنطلي على المحققون وهو يبكي بحرقة قريبته التي توفيت عن طريق الخنق خاصة وأن المتهم لم تكن الجريمة تعنيه في شيء سوى الحصول على إرث قريبته إلا أن عين شاهدة قادته الى حصد حكم المؤبد فماالذي حدث ؟ الطمع في الحصول على الارث بطريقة غير شرعية ساقه الى اقتراف جريمة بخنق قريبته في بيتها ومرافقة جثتها الى المشرحة لمعاينة اثر فعله الاجرامي لكن يقظة المحققون لم تكن لا علاقة الدم ولا القرابة حاجزا من أجل التفكير في مخططه الاجرامي من اجل الحصول على عقود تركة اخيه المتوفى حديثا تاركا لزوجته كل شيء رغم انها عاقر. لقد كان يسهر الليل من أجل أن يخطط لفعله الاجرامي للحصول على وثائق ملكية أرض اخيه المتوفى لاخفائها او تزويرها لكن الزوجة الأرملة كانت حاجزا مانعا بينه وبين مراده لقد كانت تحسب لمخططاته الف حساب خصوصا بعد علمها ان هذا الاخير يقسم بغليظ الايمان في مجالسه الخاصة انه حاصل على وثائق ارث اخيه مهما كلفه ذلك من ثمن ولذلك كانت شديدة الاحتياط خصوصا بعد اكتشافها في احد الايام ان مجهولا حاول السطو على البيت سطا على بيتها للعبث بأثاثه وحرق بعضا من اشيائه وسدون أن يستولي على اشياء ثمينة حيث توصل لحظتها المحققون أن السرقة لم تكن تعنيه في شيء وقد كانت له نية أخرى وأغلق الملف وكعادة سكان البادية فقد يسافرون الى السوق الاسبوعي لاقتناء المؤن والسلع وما يحتاجونه من زاد لكن إحدى صديقات الضحية لاحظت غياب جارتها عن الحضور والتخلف عن الذهاب الى السوق الاسبوعي إذ قبل ان تحل بدارها القريبة من دار جارتها الغائبة عرجت على بيت الضحية تطرق بابها للاطمئنان عن احوالها ورغم الطرقات و المناداة باسمها لكن لا احد يجيب ومع مرور الوقت لاحظت الجارة الوفية ومن خلال النظر عبر شق ان المزلاج الحديدي غير مكتمل فهرعت المستفسرة الى بيت الجارة من أجل إستطلاع الامر وبينما السيدتان تحاولان فك مزلاج سكن جارتها التحق بهما قريب الضحية يسأل عنها التي سبق أن أخبرته بإجراء عملية خفيفة في عينها لكن الجارتين لم تعيرا اهتماما لكلامه واستمرتا يخلخلان الباب بشدة الى ان انفتح فدلف الجميع وسط الدار وهناك كانت المفاجأة . فبعد اختراقهما البيت برفقته واكتشافهما القريبة جثة هامدة على ارضية المطبخ استمرتا في الصراخ والعويل وفي غفلة منهما انسحب المشتبه فيه في هدوء الى الهاتف العمومي المجاور للحي يطلب النجدة وما هي الا دقائق حتى حضر رجال الوقاية المدنية ومعهم رجال الدرك لمعاينة مسرح الجريمة. في لحظة معاينة الجثة بادر بتقديم نفسه باعتباره من عائلة الضحية ثم صعد الى جانب بينما كان في قاعة الانتظار بالمشرحة ينتظر نتائج التشريح الطبي الذي افاد به الطبيب ان الضحية غادرت الحياة بفعل عملية الخنق بحبل سميك كان الضابط المداوم يطلب منه مرافقته الى المصلحة ومن جوابه الاول عن سؤال الضابط صاحب الخبرة الطويلة ظهر ان القاتل لم يكن سوى هو. وبمسرح الجريمة وصف الجاني كيف قام بالدخول الى بيت الضحية ليلا في غفلة منها وكيف ولج عليها غرفة نومها المظلمة ليحبس انفاسها بكف يده القوية واحاط جيدها بحبل سميك لم يمهلها فرصة المقاومة لترتخي صريعة بين يدي المجرم وبعد انتهائه من اعادة تمثيل فصول جريمته الوحشية مد الجاني يديه الى الضابط محمود ليضع بهما الاصفاد ويشدهما الى ظهره ليساق الى القاعة رقم 3 بمحكمة الجنايات حيث قضت في حقه بالسجن المؤبد الذي سيحرمه من الحرية كما سيحرم من الإرث .