على مدى قرابة 24 ساعة، عاش المسافرون، مغاربة وأجانب، زبناء الشركة العربية للطيران، في الرحلة رقم 30117، من فاس إلى بروكسيل، المعاناة والقلق والإحساس بالغبن، وكل مرادفات ذلك من «حكرة» وغيرها، حيث تأخر موعد إقلاع الطائرة، من السادسة صباحا من يوم السبت السابع من شتنبر الجاري، إلى الثانية فجرا من صباح الأحد الثامن منه. وفي الوقت الذي يجب فيه على الشركة أن تخبر زبناءها بأي تغيير في المواعيد، ثمانية وأربعين ساعة، قبل الموعد المحدد للرحلة، نجد العربية للطيران تخبر زبناءها، بواسطة رسالة نصية، بعد فوات موعد الإقلاع بسبع ساعات ونصف، حيث كان الموعد السادسة صباحا من يوم السبت، بينما الإخبار بالتأخير كان في الواحدة والنصف بعد الزوال من نفس اليوم ؟؟ وقد حددت الشركة الساعة الواحدة من صباح الأحد، كموعد جديد لإقلاع الطائرة . وللموضوعية فقد استحسن المسافرون ما قامت به الشركة من إسكان للركاب بأحد الفنادق، مع التكفل بكل ما احتاجوا إليه من طعام وشراب وتنقل، لكنهم يفاجؤون ثانية عند تقدمهم لموظفات المطار من أجل شحن الأمتعة، بأن الطائرة غير موجودة، وأنها غير مسجلة للإقلاع في التاريخ المعلن من طرف الشركة، هنا ثارت ثائرة كل المسافرين، الذين منهم من ضيع موعدا مع الطبيب، ومنهم من تخلف عن موعد الالتحاق بعمله أومدرسته .. ومنهم .. ومنهم .. وعبثا حاول المسافرون الاتصال بأحد مسؤولي الشركة، الذين لم يظهر لأي منهم أي أثر .. الأمر الذي جعلهم يصرخون ويحتجون على موظفي المطار، الذين لا دخل لهم ولا حول لهم ولا قوة .. بعد مرور نصف ساعة على الموعد المضروب للإقلاع، أمضاها المسافرون في مشادات كلامية، وقلق، وغضب .. تخبر إحدى موظفات المطار بأن الطائرة على وشك الهبوط، لتقلع في ما بعد في الساعة الثانية صباحا من يوم الأحد، بتأخير قوامه عشرون ساعة بالتمام والكمال . أما ما أشعر المسافرين المغاربة بالحكرة حقا، هو استثناؤهم من التعويض المادي لجبر الضرر عن التأخير، كما هو مثبت في الصفحات الرسمية لشركات الطيران، والذي ينص على أن أية رحلة تأخرت عن موعد إقلاعها بثلاث ساعات، يعوض المتضرر بتعويض مادي يصل إلى ستمائة أورو، لكن المسافرين المغاربة صدموا بأن لا حق لهم في التعويض لأنهم لا ينتمون إلى إحدى دول الاتحاد الأوروبي ؟؟؟ تأخر في الإقلاع دام عشرين ساعة .. إخبار متأخر بالتأخر في الإقلاع .. عدم وجود مخاطب مسؤول .. تحسيس بأن المواطن المغربي في نظر شركات الطيران لا يستحق من التكريم ما يستحقه غيره في الغرب .. فهل هناك «حكرة» أكثر من هاته ؟؟؟