مقال لم اكتب عنوانه بل ما نشرته صحيفة واشنطن بوست الامريكية للكاتب ماكس بوت كاتب الأعمدة في الصحيفة حيث حذر من أن الرئيس دونالد ترامب يقود الولاياتالمتحدة للخراب بإذكائه جذوة الكراهية، ودعا الكاتب ترامب لوضع حد للعنف الذي يضرب البلاد، ووقف تحريضه لمن وصفهم بالمعتوهين في البلاد. وبعيدا عن مسببات الكاتب الداخلية فأننا نستنتج فعلا ان العالم اجمع اصبح يعاني من الكراهية والعنصرية التي يتعامل بها الرئيس ترامب على مستوى الوضع الداخلي الامريكي او السياسيات الخارجية للولايات المتحدةالامريكية، ويتساءل العديد من الاعلاميين والمراقبين لسياسة الامريكية عن السر وراء اصرار الرئيس ترامب على تكرار تصريحاته العنصرية التي تجاوزت كل الحدود، والذي دفع الكثيرين داخل امريكا وخارجها، الى دق ناقوس الخطر والتحذير من خطوات وتصريحات ومواقف الرئيس الامريكي التي بدأت بالتأثير على الاستقرار المجتمعي ليس في امريكا فحسب بل علي المستوى الدولي. ويبدو ان ترامب وبعد فشله في تحقيق اي نجاح يذكر في سياسته الخارجية، إثر اعترافه بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الاسرائيلي وقيامة بنقل السفارة الامريكية الى القدس، ودعمه المطلق لسياسات حكومة الاحتلال الاسرائيلي وإصراره علي تسويق صفقة القرن الامريكية، وزعزعته للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط، وتوتير علاقات امريكا مع الصين والهند وكندا والمكسيك وحتى اليابان والاتحاد الاوروبي، ومسرحياته الاستعراضية مع كوريا الشمالية، لم يجد من سلاح يمكن ان يدخل من خلاله الى الانتخابات الرئاسية الا سلاح العنصرية، وهو سلاح عادة من يحسن استخدامه وببراعة، لكن فات ترامب ان سلاح العنصرية هو سلاح ذو حدين، فهو قد يشحذ همم قاعدته العنصرية، التي ستصوت له حتما بالانتخابات القادمة، الا انه وبكل تأكيد سيخسر الصامتين والمنطقة الرمادية ورافضي العنصرية لدى المواطنين الامريكيين البيض، الذين سيستطفون الى انصار الحزب الديمقراطي. فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته جامعة «كوينيبياك» الأمريكية مؤخرا على مستوى الولاياتالمتحدةالامريكية، أن أكثر من نصف الناخبين(51 في المائة) يرون ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخصا عنصريا، في حين أن 45 في المائة لا يعتقدون ذلك، وفي ذات السياق يرى العديد من السياسيين والإعلاميين انهم وعبر متابعتهم لصفحة ترامب على تويتر قاموا بالتوقف عن متابعه بسبب ما فيها من عنصرية وكراهية، الامر الذي دفع ناشطون الى اطلاق هاشتاغ تحت عنوان الغاء متابعة ترامب، كحركة رمزية رافضة للخطاب العنصري والكراهية التي يمارسها ترامب بحق الامريكيين انفسهم وكل من يختلف معه علي المستوى الدولي، وفي ظل ذلك باتت الاصوات تتصاعد ضد عنصرية ترامب، والتي قد تقضي على احلامه في البقاء في البيت الابيض لولاية ثانية. ان فترة حكم الرئيس الامريكي ترامب مضت بينما التمييز العنصري يضرب أطنابه في الولاياتالمتحدة ويتسع مداه، وتتواصل طاحونة الموت ضد السود على أساس عنصري، وكذلك تداعياته المتمثلة في حالة عدم المساواة الاجتماعية والسياسية، وكل ذلك يكشف زيف وكذب الرئيس ترامب الذي يتشدق بحماية حقوق الإنسان والدفاع عنها، ويقدم النصائح لغيره من دول العالم أو يقوم بتهديد وحصار البعض تحت ستار توفير الحماية لهم مطالبهم بدفع الاموال مقابل توفير الحماية في اسلوب تجارى كونه يتعامل مع الدول والمنظومة الامنية وكأنها شركة تجارية خاصة او بنك مالي يريد الاستثمار به، بينما يمارس كل اشكال العنصرية على المستوى المحلي والدولي . ان حكم الرئيس الامريكي ترامب هو اشبه بالحكم السلطوى القمعي حيث تخلى عن مبادئ حقوق الإنسان وبات يمارس لغة العربدة والتهديد لمختلف الدول الصغيرة علي المستوى الدولي بفرض عقوبات اقتصادية وقام باستغلال الموازنات الامريكية لدعم العمل والمشاريع العسكرية بدلا من الاهتمام بحقوق الانسان علي مستوى شعوب المنطقة، وقام بوقف تمويل عمليات وكالة الغوث الدولية التي تقدم المساعدات لمختلف ألاجئين على مستوى العالم، ولعل حالة الاحباط واليأس بدأت تنتشر وتسود بين مختلف دول العالم من جراء السياسية الامريكية الخارجية والتي يمارسها الرئيس ترامب وخاصة في تعامله مع القضية الفلسطينية ضاربا بعرض الحائط عدالتها، وممارسا عنصريته في التعامل مع الشعب الفلسطيني والأمة العربية وحقوق العرب في مكافحة الارهاب وصياغة اسس لمواجهة الارهاب الدولي، وبدا يتسرب لدى العرب والمسلمين ومختلف دول العالم ويقتنعون بان اسوء مرحلة مضت على العلاقات العربية والإسلامية والدولية هي مرحلة وحقبة الرئيس ترامب التي كانت مخيبة للآمال في العلاقة مع امريكا، وان تشدق الرئيس ترامب بحقوق الانسان ومواجهة الارهاب ومحاربة العنصرية ما هو الا غطاء للتدخل في شؤون دول المنطقة، حيث تنتشر يوميا في الصحف ووسائل الاعلام الامريكية مئات من عناوين الاخبار التي تحتوى علي ممارسة العنصرية والكراهية بداخل المجتمع الامريكي، بينما فشل الرئيس ترامب وادارته في نشر ثقافة السلام والمحبة والتعايش بين الشعوب ويمارس عنصريته على مستوى دول العالم اجمع. *رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية