1 – إن تقوية صفوف الاتحاد الاشتراكي، تصالحه مع ذاته ومع المواطنين والمجتمع، تستدعي فتح الأبواب، فتح العقول والقلوب، أمام كل أبناء وبنات الاتحاد الاشتراكي، أمام كل الاتحاديات والاتحاديين الذين خاصموا حزبهم في لحظة من اللحظات، لأسباب ذاتية أو موضوعية، والذين غادروه بصيغة أو أخرى وبخلفيات مختلفة …. إن الاتحاد الاشتراكي ليس ملكا لأحد ولا حقا محفظا من طرف أي كان ….إن الاتحاد الاشتراكي في الميلاد والمسار، في الفكرة والحلم، في الرؤية والتوجه، في الفكر والممارسة، في الماضي والحاضر ….حزب كل الاتحاديات والاتحاديين، حزب كل المغاربة، كل المغاربة المؤمنين بالمشروع الاتحادي …إن الاتحاد الاشتراكي بيت مفتوح وحق مشاع لكل المغاربة المؤمنين بقيم الديمقراطية والحداثة والعدالة الاجتماعية. الاتحاديات والاتحاديون، لا يشكلون فقط حزبا؛ إانهم عائلة، بنية نسقية متماسكة ومتناغمة ….قد يتخاصمون، يختلفون، يغضبون، يرحلون، يعتزلون وينعزلون …وهذا حال الاخوة في كل أسرة . ولكن وقت الحسم يلتحمون ويتماهون، يتجاوزون صغائر الأمور، ليتفرغوا، متراصين ومتضامنين لعظائمها.. 2 – بناء وحدة الأسرة الاتحادية في اتجاه تعزيز البناء الديمقراطي لبلادنا …إن وحدة الحزب ثقافة وسلوك ، قناعة وممارسة، الإيمان بوحدة الحزب تبدأ أولا بالانخراط في بنائه وتقويته، وتقوم ثانيا على القطع مع العقلية التشتيتية التدميرية وأصحابها، وقبل هذا وذاك تقتضي الحسم مع الذات والخروج من دوائر الكسل والتذبذب واللعب على الحبال …إن وحدة الحزب مسؤولية أساسية ملقاة على جميع الاتحاديات والاتحاديين مهما اختلفت مواقعهم، وحدة تحكمها قوانين الحزب وقوانينه، وتؤطرها قيمه الإنسانية التقدمية المناهضة للتمييز والكراهية والحقد، ويحصنها مشروعه المجتمعي الديمقراطي الاشتراكي الحداثي والتضامني. إن وحدة الحزب والحالة هذه، مسؤولية والتزام، تفرض على الجميع الانخراط الأخوي، الواعي والمسؤول، في إنجاز المهام التاريخية الملقاة على عاتقه في هذه الظرفية… 3 – إن الاتحاديات والاتحاديين عازمون اليوم، أكثر من أي وقت مضى، على الوقوف في وجه كل النزوعات التي تروم إضعاف الاتحاد الاشتراكي، وهي نزوعات أناس لم يسبق لهم أن ناضلوا من أجل الوطن، لكنهم اليوم من متزعمي «القطبية المصطنعة»، وهم الذين تخلفوا عن كل المعارك القاسية التي خاضها الشعب المغربي من أجل امتلاك مصيره ….فأين كان هؤلاء زمن السنوات العجاف …أين كانوا حين كان الاتحاديون يواجهون آلات القمع والتنكيل؟! طبعا، الجواب جاهز لا يحتاج إلى عناء بحث وتفكير، إنهم كانوا على هامش الوجود وخارج التاريخ، كانوا في قاعة الانتظار، انتظار جني ثمار نضالات رجال ونساء المغرب الشرفاء … الاتحاد الاشتراكي هو المنقذ، بالأمس واليوم وغدا، في المحطات المفصلية، في اللحظات الحاسمة؛ الاتحاد الاشتراكي هو الحل … حزب وطني ومواطن، شرعي ومشروع؛ شرعية تاريخية ووطنية، نضالية وديمقراطية… 4 – الاتحاد الاشتراكي قاطرة اليسار المغربي، ومن الخطأ الاعتقاد أن إضعافه يخدم الديمقراطية والتحديث ، وهذه إحدى الخلاصات التي لن تبرح فصائل اليسار المشتت،أ تقر بها على اعتبار أن خيارات التحديث والديمقراطية لا يمكن أن تتحقق بدون حزب من وزنه … إن حصيلة تطور الحقل السياسي المغربي، من وجهة تشكل العائلات السياسية، واستحضار النضالات والتضحيات والمعارك المجتمعية، تؤكد هذه الخلاصة بجلاء، وتفضي إلى تأكيد حقيقة مفادها أن الاتحاد الاشتراكي هو ملك لكل اليسار وليس ملك نفسه، وهو بذلك معني، من وجهة نظر التاريخ، ليس بمصيره الخاص فقط، بل بمصير العائلة اليسارية كلها والعائلة التحديثية بشكل عام، وعلى هذا الأساس ينظر إليه كرقم أساسي في أجندة البلاد، وعلى هذا الأساس أطلق الكاتب الأول ذ ادريس لشكر نداء الوحدة والمصالحة الاتحادية .. 5 – جاء في التقرير السياسي للكاتب الأول أمام المجلس الوطني -29 يونيو 2019 – «إن المبادرة التي أطلقناها بخصوص المصالحة الاتحادية وانفتاح الحزب على مختلف الطاقات المجتمعية، وجدت صداها لدى العديد من الفاعلين في الحياة السياسية والحقوقية الوطنية. وفي هذا الصدد، عبرنا في الحزب عن ارتياحنا لالتحاق وفد يضم عددا من المسؤولين والمناضلات والمناضلين السابقين بالحزب الاشتراكي الموحد بإقليمي القنيطرة وسيدي قاسم، وفي مقدمتهم نادية قيسي، عضو المكتب السياسي للاشتراكي الموحد سابقا، كما رحبنا مؤخرا بالتحاقات جديدة لحقوقيين بارزين من قبيل الأستاذ محمد الهيني الذي ضحى بمنصبه في القضاء من أجل مواقفه ، والأخ جواد الخني رئيس المنتدى المغربي للديمقراطية وحقوق الانسان، وكذا فعاليات اتحادية توقفت عن العمل في حزبها منذ مدة في مختلف الأقاليم بدءا من الدارالبيضاء ومدن أخرى شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، وأيضا مختلف الفئات من محامين وأساتذة جامعيين وصحفيين وجمعويين وفلاحين وطلبة ينتسبون لعدد من الجهات والأقاليم. وفي هذا السياق أيضا، نعيد التأكيد على أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يظل الحضن الأكبر لأسرة اليسار إيمانا منه بالمبدأ الذي يحكم الطبيعة والذي يعتبر أن الأودية الصغيرة لا بد من أن تصب في النهر الكبير. وهنا نعبر عن تفاعلنا بكل ايجابية مع النداء الذي أطلقته مجموعة من المثقفين، للدعوة إلى وحدة اليسار، مؤكدين أن حزبنا لم يتردد يوما في الدعوة إلى توحيد اليسار، بل إنه كان مبادرا إلى فتح الحوارات، وإقامة الجسور للتفكير المشترك والعمل الجماعي، من أجل تقارب قوى اليسار في أفق الحزب الاشتراكي الكبير».