شهد قطاع النقل العمومي بإقليم بنسليمان خلال الأسبوع الأخير من السنة الميلادية التي نودعها توترا و احتقانا كبيرا، بسبب تمكين و استفادة حافلات شركة «النقل الممتاز» من استغلال خطوط جديدة، و في اتجاهات متعددة و من بينها الخطوط التي تربط مدينة بنسليمان في اتجاه كل من تجزئة الوازيس و المنطقة الصناعية و المطار، بالإضافة إلى الخط الرابط بين بوزنيقة و الطريق الشاطئية في اتجاه الرباط ، مما دفع بمهنيي قطاع سيارة الأجرة إلى القيام بحركات احتجاجية في مختلف المحطات، لإثارة انتباه المسؤولين إلى عدم تكافؤ المنافسة في مجال النقل العمومي، حيث قاموا باعتراض الحافلات صباح يوم الاثنين 29 دجنبر 2014 و توقيفها من متابعة سيرها في اتجاه الطريق المؤدية إلى الولي الصالح سيدي امحمد بن سليمان و تجزئة الوازيس. و قد اضطرت السلطات المحلية و الأجهزة الأمنية على إثر هذه الحركة الاحتجاجية، إلى التدخل و عقد جلسة مع المحتجين بمقر باشوية مدينة بنسليمان حيث صرح الباشا لبعض المهنيين أن اجتماعا موسعا سيعقد قريبا لدراسة و مناقشة مشاكل النقل العمومي. نفس الشيء وقع صبيحة يوم الثلاثاء 30 دجنبر الأخير، حيث قام المهنيون بتوقيف حافلات شركة «النقل الممتاز» و منعها من التحرك و القيام بحركات ووقفات احتجاجية بالقرب من شركة ليوني بالطريق المتجهة نحو الشاطئ حيث شوهد إنزال مكثف للأمن و السلطات المحلية التي تدخلت لمعالجة الأمر. القرار الذي اتخذه المسؤولون بإحداث خطوط جديدة لحافلات الشركة المشار إليها اعتبره مهنيو الطاكسيات إجحافا في حقهم و «تواطؤا» للجنة السير و الجولان التي ما فتئت تقدم الامتيازات تلو الأخرى ، حسب تعبير المهنيين لحافلات «النقل الممتاز» ، و التي تحظى بمكانة خاصة و متميزة لدى المسؤولين، على حساب قطاع سيارة الأجرة الصنف الأول التي تعاني من مشاكل متعددة و لم يتم لحد الآن إيجاد حلول لها رغم النداءات المتكررة لأصحاب و سائقي الطاكسيات. و استغرب المتضررون سلوك المسؤولين المتسم بالازدواجية حيث يتعاملون بالكيل بمكايلين تجاه مكونات قطاع النقل العمومي بالإقليم. والدليل على ذلك ، حسب هؤلاء، هو عدم إشراك المهنيين في اتخاذ مثل هذه القرارات التي ستلحق أضرارا بالمهنيين و تدفعهم إلى الفقر و التشرد و كذا حرمان سيارة الأجرة من محطات فرعية بالمدينة خاصة في اتجاه بوزنيقة و عدم إصلاح المحطة الرئيسية التي تعاني من انعدام الإنارة، و في المقابل فإن الحافلات أصبحت تستغل جل الخطوط بالإقليم رغم أن البعض منها ليس به خصاص على مستوى النقل العمومي و لا يتطلب إحداث خط جديد تستفيد منه حافلات شركة «النقل الممتاز» ، التي ، حسب المحتجين، لا تحترم دفتر التحملات سواء في نقلها للركاب أو في عدد الحافلات التي تستعملها و كذا عدم احترام العلامات و المحطات المخصصة لتوقفها خاصة في الخطوط التي تستغلها في اتجاه المحمدية و بوزنيقة، الشيء الذي أضر بأصحاب الطاكسيات. و للإشارة فقد سبق للمجلس الإقليمي في دورته العادية المنعقدة يوم 30 أكتوبر 2014 بمقر عمالة بنسليمان أن طرح تجاوزات حافلات الشركة المذكورة خاصة بعد أن لوحظ تخليها عن نقل الطلبة و التلاميذ خلال يومي السوقين الأسبوعيين بالإقليم (الخميس والأربعاء )، علما بأنهم يتوفرون على بطاقات الاشتراك الشهرية التي تخصصها الشركة لهم. و هو ما دفع بأعضاء المجلس الإقليمي إلى مطالبة الشركة باحترام دفتر التحملات و الزيادة في عدد الحافلات الكبيرة، حسب ما هو متفق عليه في هذا الدفتر. و قد أكدت مصادر ل«الاتحاد الاشتراكي» أن الخطوط التي تم إحداثها تمت بناء على طلبات و مراسلات المواطنين في المناطق المشار إليها أعلاه. و يبقى الأمل معقودا على الاجتماع الموسع الذي وعد بعقده باشا المدينة للتوفيق بين رغبة المواطنين في توفير النقل العمومي و بين التخفيف من الأضرار و المعاناة التي يعرفها قطاع سيارة الأجرة التي تجاوز أسطولها 400 طاكسي كبير بالإقليم.