خلق مرور ممرضة اسكتلندية بمطار محمد الخامس تبين فيما بعد أنها حاملة لفيروس إيبولا، حالة استنفار قصوى لدى المصالح الصحية والأمنية بالمغرب، تجندت لها طيلة ليلة الاثنين الثلاثاء خلية يقظة خاصة حيث ثم الاتصال ب 25 شخصا من الركاب الذين رافقوا المريضة المصابة بالفيروس والذين دخلوا عبر المطار إلى التراب الوطني وذلك قصد التحقق من وضعهم الصحي بعد هذه الرحلة. وكشفت مصادر مقربة من وزارة الصحة ل «الاتحاد الاشتراكي» أن المصابة بالوباء مرت بالفعل من مطار محمد الخامس قادمة من مدينة فريتاون بسيراليون ومتوجهة نحو مطار هيثرو بلندن . وكانت المريضة تعمل كمتطوعة ضمن فريق طبي لمحاصرة الوباء، وأضافت مصادرنا أن المعنية لم تكن تظهر عليها أثناء عبورها من المغرب نحو بلدها أية أعراض للمرض، وبالتالي فإن احتمال تفشي العدوى في حالة الحضانة يكاد يكون ضئيلا جدا، ومع ذلك فإن المسطرة التي اتبعتها المصالح الطبية فور تأكد خبر الإصابة اقتضت ربط الاتصال مباشرة بجميع الركاب الذين كانوا برفقة المريضة وعددهم 25 راكبا من الذين بقوا داخل التراب الوطني. فيما غادر جميع ركاب رحلة سيراليون الدارالبيضاء نحو لندن وغلاسغو. وأفادت مصادرنا أن عملية الاتصال من طرف وزارة الصحة المغربية بالركاب الرحلة المذكورة سوف تستمر بوتيرة مرتين في الأسبوع لمدة 21 يوما وهي المدة التي تستغرقها حضانة الفيروس، حيث يدلي الأشخاص المعنيون بالمعلومات اللازمة حول حالتهم الصحية. وهذا الاجراء تقوم به المصالح المغربية منذ 4 أشهر بشكل احترازي ، في الوقت الذي لم تعمل به بعض الدول الأوربية إلا حديثا . وقد تم فجر يوم أمس الثلاثاء الإعلان في سكوتلاندا عن إصابة الممرضة المذكورة بفيروس إيبولا بعد قدومها من مهمة تطوعية في سيراليون مرورا بالمغرب. وحسب ما ذكره مسؤولو وزارة الصحة البريطانية فإن السيدة المصابة حلت يوم الأحد بمطار غلاسغو على متن طائرة تابعة للخطوط البريطانية قادمة من لندن، بعد أن أقلتها طائرتان من سيراليون إلى الدارالبيضاء، ومن الدارالبيضاء إلى لندن. وبعد أن لاحظت الممرضة البريطانية على نفسها علامات إصابة محتملة بالفيروس، انتقلت إلى أحد المستشفيات السكوتلاندية، حيث تم تشخيص حالتها، وإيداعها جناح الحجر الصحي، قبل نقلها إلى في طائرة تابعة للقوات الجوية البريطانية، ووسط إجراءات أمنية وصحية مشددة إلى مستشفى «رويال فري» في لندن، الذي يتوفر على جناح مخصص للتعامل مع مثل هذه الحالات. ورافق هذا الإعلان اتخاذ إجراءات احترازية لتفادي تفشي الفيروس القاتل، حيث باشر مسؤولو الصحة البريطانية الاتصال بالركاب الذين كانوا على متن الطائرة التي أقلت المصابة من الدارالبيضاء إلى مطار هيثرو في لندن ومن لندن إلى غلاسغو. ومن جهة أخرى، وجه طبيب بريطاني كان يجلس إلى جانب الممرضة المصابة في رحلتها من سيراليون إلى لندن، مرورا بالدارالبيضاء، انتقادات شديدة اللهجة للمسؤولين في وزارة الصحية البريطانية متهما إياهم بتعريض الصحة العمومية للخطر بالسماح للمتطوعين العائدين من البلدان الموبوءة باستعمال وسائل النقل العمومية والولوج إلى أماكن تعرف ازدحاما بشريا فور وصولهم إلى المطار. وقال الدكتور مارتن ديهل إن القواعد الطبية المعمول بها في هذه الحالات «غير منطقية بالمرة، ولا تعبأ بإجراءات الحجر الصحي». وتحدث عن الأجواء التي تمت فيها الرحلة من مطار فريتاون بسيراليون في اتجاه المغرب قائلا: «كان هناك حوالي 30 متطوعا قرروا العودة إلى بريطانيا، وكان هناك تبادل للعناق في المطار للتوديع». واعتبر ديهل أنه من غير المفهوم أن تنصحهم وزارة الصحة بتفادي استعمال وسائل النقل العمومية ولا توفر لهم وسائل نقل خاصة تقلهم إلى المدن التي يقيمون بها. وحتى في مطار هيثرو، يقول الطبيب البريطاني، لم تكن المرافق المخصصة لمراقبة أولئك المتطوعين كافية، حيث كانوا في حالة ازدحام داخل مكاتب ضيقة. وتم اتخاذ إجراءات مستعجلة من طرف المسؤولين الصحيين في لندن وفي غلاسغو لربط الاتصال بالمسافرين الذين كانوا على متن الرحلة القادمة من الدارالبيضاء إلى لندن، ومن لندن إلى غلاسغو لإخضاعهم للفحوصات الطبية وتتبع حالتهم الصحية.