أجمع المشاركون في أشغال المجلس الوطني أول أمس الأحد على أن يجعل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من السنة المقبلة مجالا لاستمرار الدينامية التي عاشها الحزب منذ سنتين وتثبيث مكانه في أوساط المجتمع المغربي. وأكد أعضاء المجلس الوطني من مناضلات ومناضلي الحزب، في اختتام أشغال هذا الملتقى المنعقد بالمركب الرياضي بالمعمورة، على ضرورة أن تكون سنة 2015 منطلقا جديدا نحو المستقبل كما أكد على ذلك الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ادريس لشكر الذي شدد على ضرورة اهتمام الاتحاديين والاتحاديات بالمستقبل ، ورفع شعار التجاوز الإيجابي عن أخطاء الماضي. واختتمت أشغال المجلس الوطني بتثمين كل عضواته وأعضائه لكل القرارات التنظيمية والتوصيات والخلاصات السياسية التي أفضى إليها اجتماع اللجنة الإدارية الوطنية للحزب يوم السبت الماضي. وتميزت الجلسة الافتتاحية لأشغال المجلس الوطني، الذي تولت عضواته وأعضاؤه مناقشة واستعراض كل القضايا السياسية والحقوقية والوطنية وكذا التنظيمية الحزبية، بكلمة للكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ادريس لشكر، التي أكد فيها تثمين المكتب السياسي للمجهود الذي بذله المناضلات والمناضلون والتي أوصلت الحزب إلى الدينامية التي يعيشها اليوم. وفي هذا السياق أشار الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية للجهود المبذولة من أجل إخراج جملة من القطاعات من الجمود الذي كان يعتريها بعدما لم تنعقد جموعها منذ أزيد من عقد من الزمن، وأيضا الانتعاشة التي عرفتها التنظيمات الحزبية في جهات وأقاليم لم تعقد مؤتمراتها منذ عشر سنوات. وشدد لشكر على ضرورة انخراط مناضلي ومناضلات الحزب على المستوى الوطني والجهوي والاقليمي والمحلي، في أفق استكمال عقد كل المجالس الجهوية والمتبقية مع نهاية يناير المقبل، في التعبئة للمشاركة في عمليات التسجيل في اللوائح الانتخابية استعدادا للاستحقاقات الجماعية المقبلة، مستثمرين حق الاحزاب في مصاحبة هذا العملية ودفاعا عن قناعة الحزب من أجل نزاهة وسلامة العمليات الانتخابية. وأشار الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى التراجعات الحقوقية التي يعرفها المغرب ، مطالبا مناضلات ومناضلي الحزب ببذل الجهود من أجل دعم المبادرات في مجال قضايا حقوق الانسان التي تحتل موقع الصدارة في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وإيلاء المسألة الحقوقية الأهمية الكبيرة. كما توقف لشكر عند تحليل الوضعية الوطنية، التي عرفت تراجعات سواء تعلق الأمر بالإصلاحات السياسية أو الاجتماعية والاقتصادية، انطلاقا مما عاشته المنطقة العربية جهويا وإقليميا من تفاعلات الحراك الديمقراطي، الذي إن كان قد نجح في إسقاط أنظمة استبدادية فهو مع كامل الأسف أدى إلى وصول قوى محافظة إلى هرم السلطة. وفي هذا السياق أكد الكاتب الأول على ضرورة التفعيل والتطبيق الفعلي للدستور الذي كان ثمرة تضحية الحزب وشباب 20 فبراير وكل القوى التقدمية والديمقراطية في أفق بلوغ ملكية برلمانية. وأوضح لشكر أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كان في ظل هذه التحولات مطالبا بصياغة جديدة لخطه السياسي انطلاقا من مواقع قوى الاختلالات، الأمر الذي جعل سؤال كيف نقوم بمراجعة فكرية يطرح نفسه بشكل جلي على الجميع في المؤتمر الوطني التاسع. وأضاف الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أن مشاركة الحزب في تدبير الشأن الحكومي تركت فراغات تطرح تساؤلات وتتطلب توضيحات في كل محطة سياسية من الاتحاديين والاتحاديات، الذين لا يتواون في بذل الجهود للحفاظ على المكتسبات وتطويرها والتي انطلقت منذ حكومة التناوب، والذين يقاومون الجمود والاحتواء الذي تقوم به الحكومة المحافظة. ورصد لشكر في كلمته أمام عضوات وأعضاء المجلس الوطني، السمات الأساسية للوضعية الحالية جهويا وإقليميا ودوليا، وكذا تفاعلات الحزب وعلاقاته الدولية. وبالموازاة، دعا حبيب المالكي، رئيس الللجنة الإدارية في كلمته في افتتاح أشغال المجلس الوطني مناضلات ومناضلي حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى ضروة استيعاب طبيعة المرحلة التي يعيشها الحزب لتحديد المهام وتوضيح سلم الاسبقيات. وشدد رئيس اللجنة الإدارية على أن تكون السنة المقبلة سنة فاصلة بين مرحلة التراجع الحزبي الذي عاشه حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية منذ عقد من الزمن ومرحلة التوحد الحزبي القادر على مواجهة الاختلالات التي عرفها المشهد السياسي منذ سنة 2009 .