توج الزمالك المصري بلقب بطل مسابقة كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم لأول مرة في مسيرته العريقة، إثر فوزه مساء الأحد، في إياب اللقاء النهائي، على نهضة بركان بركلات الترجيح 5 – 3، عقب انتهاء الوقت الأصلي بنفس نتيجة الذهاب، بعدما سجل محمود علاء هدف الفريق الأبيض من ضربة جزاء (55). فعلى ملعب برج العرب بالإسكندرية وأمام أكثر من 65 ألف متفرج، كان يتعين على نهضة بركان الحفاظ على تقدمه بملعبه البلدي بهدف الطوغولي لابا كودجو، ما جعله يستهل اللقاء بهجوم ضاغط، وكاد يقلب التوقعات لو أحسن حمدي لعشير استغلال الفرصة التي أتيحت له أمام المرمى، بعدما توصل بكرة عرضية من الجهة اليمنى وفشل محمود علاء في إبعادها (6). وبخطأ دفاعي مماثل ارتكبه اسماعيل المقدم، كاد فريق منير الجعواني يدفع الثمن عندما انفرد يوسف إبراهيم «أوباما» بالحارس عبد العالي المحمدي، لكنه أرسل الكرة فوق العارضة. واخترق الطوغولي لابا كودجو، صاحب هدف الفوز في الذهاب وهداف البطولة (8 أهداف)، دفاعات الزمالك مرتين متتاليتين وسدد في الأولى فمرت فوق العارضة (19)، وأعاد الكرة في الثانية إلى بكر الهلالي، فتباطأ ليقطعها الدفاع (21). وتبادل الفريقان الهجمات في النصف الثاني من الشوط الأول، فكانت أكثر من جانب نهضة بركان، وأخطر قليلا من جانب الزمالك. وفي الشوط الثاني، منح الحكم الإثيوبي باملاك تيسيما، بالعودة إلى تقنية المساعدة بالفيديو (في إيه آر)، ضربة جزاء للزمالك، انبرى لها بقوة محمود علاء ووضعها على يمين الحارس المحمدي، الذي ارتمى في الجهة المعاكسة (55). وبعد سيطرة واضحة لدقائق من قبل أصحاب الأرض بعد التقدم، قام الضيوف بردات فعل لم تخل من خطورة تقطع معظمها داخل أو على حدود المنطقة، وأهدر أحمد السيد «زيزو» فرصة ثمينة للزمالك بعد ثوان من نزوله بديلا (72)، ورفع عبد الله جمعة كرة أمام المرمى طار لها محمود عبد المنعم «كهربا» أبعدها الحارس البركاني إلى ركنية (75). واعتمد رجال المدرب السويسري كريستيان غروس على المرتدات في الدقائق الأخيرة، وشكلوا خطورة على مرمى خصومهم، وانحرفت كرة أحمد السيد قليلا عن القائم الأيمن (80)، وبرع عبد العالي المحمدي في إبعاد كرة مقوسة وسريعة للاعب الزمالك المغربي حميد أحداد (82)، وحصل مدافع نهضة بركان، عمر النمساوي، على بطاقة حمراء لضربه كهربا على فمه، بعد احتكاك بينهما بعد تدخل التقنية مرة جديدة(90). وحكمت نتيجة الوقت الأصلي على الفريقين باللجوء إلى ضربات الترجيح لكسر التعادل، بموجب نظام المسابقة الذي لا يتيح خوض وقت إضافي، وهو ما سعى إليه الزمالك بعد تسجيله هدف اللقاء، معتمدا على قوة حارسه محمود عبد الرحيم «جنيش». ولجأ الحكم الإثيوبي إلى تقنية المساعدة بالفيديو مرة ثالثة لدى تنفيذ ركلات الترجيح وطلب اعادة الركلة الثانية، التي نفذها لاعب نهضة بركان المقدم وتصدى لها جنش، معتبرا أن الأخير تحرك قبل التنفيذ. ونجح لاعبو الزمالك الذين بدأوا التنفيذ في محاولاتهم الخمس، بينما أضاع لعشير الركلة الأولى للفريق البركاني ليخسر فريقه 3 – 5 في محاولته القارية الأولى. وفي المقابل، نجح الزمالك في احراز اللقب الأول في مسابقة كأس الاتحاد، علما بأنه توج خمس مرات في دوري الأبطال آخرها عام 2002. أما آخر لقب قاري فيعود الى عام 2003 باحرازه الكأس السوبر الإفريقية على حساب الوداد البيضاوي (3 – 1). ورغم عدم خسارته للنهائي، فإن نهضة بركان كسب احترام الجميع، لأنه بصم على مشوار متميز في هذا الاستحقاق القاري، وحقق إنجازا تاريخيا في هذا الاستحقاق، لأن أقصى ما بلغه قاريا كان هو ربع نهائي المسابقة ذاتها خلال السنة الفارطة.