بعد أن فتح وزير الصحة الحسين الوردي النار على الأطباء المتهاونين والمتغيبين بدون عذر، والذين اعتبرهم في لقاء مركزي جمعه منتصف هذا الشهر بالمدراء الجهويين والمناديب الإقليميين، السبب في استمرار مجموعة من الممارسات الشائنة بالمؤسسات الصحية، ومن بينها وفيات النساء الحوامل والأطفال، متوعدا هذه الفئة بإعمال المساطر الإدارية والقانونية في مواجهتها، قرر عدد من الأطباء فضح وزارة الصحة وتعرية واقع المستشفيات، وإبراز ظروف العمل المهينة التي يشتغلون فيها في ظل انعدام عدد من التجهيزات الطبية الضرورية مقابل حضور وسائل وصفت بالبدائية والتي تؤدي إلى مضاعفات أخطر، وذلك على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وذلك كردّ فعل على الرمي باللائمة على الأطباء الذين اعتبروا أن تصريحات الوزير غير مسؤولة ومن شأنها تعريضهم للخطر في مواجهة المرضى وذويهم، وبأن الهدف منها هو جعل الأطباء شماعة لتعليق فشل وزارة الصحة عليها! الغاضبون نشروا صورا لمستشفيات على الصعيد الوطني تركض فيها الفئران، وتتجول فيها القطط بكل طلاقة رغم أنها قد تتسبب في الحساسية للعديد من المرضى، فضلا عن أسرة مهترئة معالجة بقطع "الكارطون"، وكذا تعطل مراحيض مقابل جمع الإفرازات البشرية في قنينات بلاستيكية، إضافة إلى قاعات تعاني من الرطوبة، ومعدات صدئة، دون إغفال صور توضح الكيفية التي ينتقل بها المرضى إلى دور الولادة والتي هي ليست سوى عربات مجرورة بالدواب، في ظل غياب سيارات الإسعاف، هذا في الوقت الذي تقوم فيه الوزارة بالدعاية لطائرات الهليكوبتر التي تساءل المعنيون عن توقيت اشتغالها والحالات التي تتم فيها الاستعانة بها؟ الصفحات الفايسبوكية لم تتضمن الصور الفاضحة التي كان من بينها كذلك من تعري واقع وضعية طاولات الولادة، وقنينات الأوكسجين الموضوعة رهن إشارة الحالات المستعجلة للمصابين بالربو والاختناق والمشدودة بأربطة في مشهد مزر فحسب، بل طالبت مباشرة حملة للهاشتاغ كشكل احتجاجي من أجل المطالبة برحيل وزير الصحة وبفضح واقع المستشفيات والمزاولة المهنية للأطباء، هذا في الوقت الذي بادرت فيه مجموعة من المكاتب النقابية على المستوى الجهوي والوطني إلى إصدار بيانات لتبرئة الذمة ومهاجمة وزارة الصحة على تصريحات وزيرها، وعلى انعدام وسائل العمل المساعدة على قيام الأطباء بواجبهم المهني.