كريم شجري، شاب مغربي يقيم في فيينا. ولكنه لا يشبه كثيرا باقي مغاربة أرض الفالس . فهو فنان فرض نفسه في الساحة الموسيقية النمساوية وانضم إلى فرقته الموسيقية عدد من العازفين المرموقين، فنجح، لكن ليس دون كبير عناء في بداياته، في استقطاب اهتمام الجمهور النمساوي. ويمزج كريم شجري، وهو كاتب كلمات وملحن وعازف قيثارة ومنتج، في ألحانه بين العديد من الإيقاعات والأساليب المختلفة من قبيل الريغي والأفروبيت ولوراغا والسكا والتومبو 6/8 دجازي، وأيضا الفنك - روك وبوسا نوفا. ويمزج كل هذه الإيقاعات، كما تريد ذلك التقاليد، بشكل جميل مع الإيقاعات المغربية كالشعبي والعيساوي والكناوي والهواري. وهي وسيلة للحفاظ على التراث المغربي العريق وعلى الدارجة في شكلها العريق، كما يقول كريم شجري في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، مستذكرا بالمناسبة جده، سيدي عبد السلام شجري، الذي كان كوميديا معروفا في الدارالبيضاء، ومعترفا على نطاق واسع بكونه صاحب نكتة. ويستعد كريم شجري حاليا لإصدار ألبومه الأول بعنوان «الغريب» المقرر أن ينزل إلى الأسواق في السنة القادمة، كما لو كان يعبر عن حبه لبلده والحنين الجارف الذي يشعر به جميع المهاجرين المغاربة. لأن أمله الحقيقي، كما يقول بكثير من التأثر، أن يتمكن مرة ثانية من اللقاء مع الجمهور المغربي، خاصة أنه كان من أوائل الفنانين الذين اعتمدوا المزج الموسيقي (الفيزيون) في المغرب قبل أن يغادره إلى الخارج. وهي موسيقى «أندرغراوند» تمزج بين الإيقاعات والأساليب، أو»جذبة غروف» كما يحب أن يسميها الصحافي والكاتب أمال سامي، أحد المتخصصين في هذا المجال، خلال بروز هذه الظاهرة في بداية الألفية الثالثة، والذي يعد أحد الأوائل الذين أبرزوا البعد السياسي والاجتماعي لموسيقى «أندرغراوند». وكان كريم شجري، الذي عاش قسما من حياته في حي بوسيجور بالدارالبيضاء، قد عزف مرة أولى أمام الجمهور المغربي خلال الدورات الثلاث الأولى لمهرجان بولفار في 2005، وكان مجهولا حينها، مصحوبا بفرقة موسيقية من أبناء حيه.