أوضح مدير المؤسسة السجنية بتطوان فؤاد الماكي أن المندوبية العامة، ومنذ تأسيسها سنة 2008، عملت على تعزيز مواردها البشرية لمواكبة تطور الساكنة السجنية التي تجاوزت 83757 سجينا عند متم شهر دجنبر 2018، وهو رقم قياسي جديد يؤكد أنه رغم المساعي المبذولة لتحسين ظروف الإيواء وبناء سجون أكثر رحابة فإن ظاهرة الاكتظاظ ستظل إشكالية هيكلية دائمة ما لم يتم تبني حلول جذرية للحد من الارتفاع المضطرد في عدد السجناء . وأضاف ذات المتحدث في كلمة ألقاها على هامش احتفال مؤسسته بالذكرى 11لتأسيس المندوبية العامة للسجون وإعادة الإدماج أن تسيير قطاع السجون في ظل هذه الظروف، هو عمل يومي يتطلب جهدا خاصا وتعبئة مستمرة للموارد البشرية بحرفية عالية في تدبير المعيش اليومي للسجناء، ولعل التحول الإيجابي الذي عرفته المندوبية العامة ينعكس من خلال النتائج التي تم تحقيقها رغم الصعوبات المطروحة خاصة في المحور المتعلق بتهييئ السجين للإدماج من خلال تسطير برامج تلامس جميع فئات السجناء. وأشار فؤاد الماكي، خلال هذا الحفل الذي حضرته نائبة رئيس جماعة تطوان أمينة بن عبد الوهاب وممثلين عن السلطات المحلية والأمنية والقضائية والإعلامية، أن هناك برامج وطنية للمسابقات الثقافية والرياضية والدينية ومهرجانات ثقافية لفائدة السجناء الأفارقة وكذا الملتقى الوطني للتأهيل والإبداع لفائدة الأحداث نزلاء مراكز الإصلاح، فضلا عن إطلاق برنامج سجون بدون أمية لتكوين 10000 سجين، ساهمت بشكل كبير في تهيئة السجناء للإدماج، منوها ببرنامج المحاضرات العلمية بشراكة مع الرابطة المحمدية للعلماء الذي يهدف إلى نشر ثقافة التسامح. وبخصوص خطة المندوبية العامة التي سبق إعلانها في شهر مارس من السنة الماضية والمتعلقة بنشر ثقافة التسامح ومحاربة التطرف العنيف داخل السجون، أوضح المسؤول عن المؤسسة السجنية بتطوان أن ذلك مكن من مراجعة مجموعة من السجناء المعتقلين على خلفية قضايا الإرهاب والتطرف من مراجعة أفكارهم والتصالح مع المجتمع، كما تم تنظيم الجائزة الوطنية للقراءة لفائدة نزلاء ونزيلات المؤسسسات السجنية وبرنامج “ماستر كلاس” كما تم إحداث مقاهي ثقافية بعدد من المؤسسات من بينها السجن المحلي تطوان من أجل استضافة نخبة من المثقفين والأدباء وخلق جو للتواصل والتفاعل مع النزلاء، وكذا إحداث نواد سينمائية داخل السجون بشراكة مع المركز السينمائي المغربي لتشجيع الإبداع. وفي سياق آخرعرج المتحدث ذاته على عمل المندوبية العامة في ما يخص إغناء عنصرها البشري بإجراء عدد كبير من مباريات التوظيف في تخصصات نوعية تراعي حاجيات المؤسسات السجنية كالتمريض، المعلوميات، مجال علم الاجتماع وعلم النفس، التدبير والتسيير المعلوماتي والتواصل وغيرها من التخصصات، فضلا عن المهام الأصلية لموظفي السجون في مجال الحراسة والأمن، مضيفا أن ذات المندوبية تولي اهتماما بالغا لجانب تكوين الموظفين حيث تم تشييد مركز تكوين الأطر بمدينة تيفلت وتزويده بأحدث التجهيزات ليستجيب لمعايير تكوين الموظفين وتدريبهم على الممارسات الفضلى في العمل السجني وتوفير التأطير اللازم وكذا خلق شراكات مع مجموعة من الدول مكنت من توفير تدريب حديث لعدد كبير من موظفي وأطر المندوبية العامة الذين تم إيفادهم لهذه الدول للاطلاع، عن كثب، على تجاربها في إدارة السجون . وفي مجال التدبير اليومي للسجون تطرق فؤاد الماكي إلى إقرار مجموعة من الدلائل المسطرية في مجالات التدبير الأمني والاجتماعي والضبط القضائي توحيدا للعمل بالسجون وتوحيدا لخطة عمل أشرف على إعدادها نخبة من الخبراء في مجال العمل السجني تفاديا للارتجال والعشوائية في التسيير. وفي سياق آخر وقعت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج ووزارة إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية على اتفاقية شراكة في مجال تحديث وتحسين زيارة عائلات نزلاء المؤسسات السجنية للمساهمة في معالجة الإكراهات التي تعرفها خدمة زيارة نزلاء المؤسسات السجنية والمتمثلة في طول مدة انتظار الزوار وضعف البنية التحتية والتجهيزات واعتماد وسائل تقليدية في تدبير مرفق الزيارة. كما تم توقيع اتفاقية شراكة مع المرصد المغربي للسجون تروم توفير المساعدة والاستشارة القانونية لنزلاء مختلف المؤسسات السجنية. هذا وفي ختام هذا اللقاء تم تكريم بعض موظفي المؤسسة السجنية بتطوان في مبادرة اعتبرها الجميع تنويها وتقديرا للخدمات الجليلة التي يسهرون على تقديمها.