أعلن حزب نداء تونس فوز مؤسسه ورئيسه الباجي قائد السبسي بالدورة الثانية للانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد، في وقت سجل منافسه الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي اعتراضه على هذا الإعلان قبل ظهور النتائج الرسمية. وأكدت النتائج الأولية التي بدأت تظهر منذ صباح أمس تقدما لقائد السبسي على منافسه، كما مكاتب استطلاعات الرأي شملت عينات من الناخبين بعد الإدلاء بأصواتهم فوز السبسي على المرزوقي وحصوله على ما بين 52.8% و 55.5% من إجمالي أصوات الناخبين. وبذلك تميل الكفة إلى إعلان الباجي قائد السبسي رئيسا لتونس في أول انتخابات ديموقراطية وحرة في البلاد التي حكمها منذ استقلالها عن فرنسا سنة 1956 رئيسان هما الحبيب بورقيبة (1987/1956) ثم زين العابدين بن علي (2011/1987). وأقيمت احتفالات مساء أمس أمام مقر الحملة الانتخابية للباجي قائد السبسي في منطقة «البحيرة» قرب العاصمة تونس، إثر إعلان محسن مرزوق القيادي في حزب نداء تونس ورئيس حملة قائد السبسي عن فوزه وأعلن عدنان منصر مدير الحملة الانتخابية لمحمد المنصف المرزوقي مساء الأحد انه «لا أساس» لفوز قائد السبسي، معتبرا أن إعلان نداء تونس عن فوز رئيسه بالانتخابات يمثل «خرقا للقانون الانتخابي وللسلم الأهلي» وفق تعبيره. وفي حال تأكيد فوز قائد السبسي رسميا بالرئاسية، يكون « نداء تونس» حقق ثاني انتصار له في أقل من شهرين بعدما كان فاز بالانتخابات التشريعية التي أجريت يوم 26 أكتوبر الماضي. وأسس قائد السبسي حزب نداء تونس في 2012 بهدف «خلق التوازن» (وفق تعبيره) مع حركة النهضة الإسلامية التي فازت بانتخابات المجلس الوطني التأسيسي التي أجريت في 23 أكتوبر 2011 وحكمت تونس حتى مطلع 2014. وتأهل قائد السبسي (88 عاما) والمرزوقي (69 عاما) إلى الدورة الثانية بعدما حصلا على التوالي على 46.33 بالمئة و 43.33 بالمئة من إجمالي اصوات الناخبين ونوهت الصحف التونسية الصادرة اليوم بهذه الانتخابات التي اعتبرتها تاريخية وقالت جريدة «المغرب» اليومية «يوم أمس أكملت تونس مرحلة من تاريخها السياسي بانتخاب أول رئيس منتخب مباشرة من الشعب, في انتخابات كل المؤشرات الأولي ة تدل على شفافيتها ونزاهتها». وتحت عنوان «الباجي قائد السبسي رئيسا» أعربت جريدة «لابريس» اليومية الناطقة بالفرنسية عن الأمل في أن «تطوي (الانتخابات) بشكل نهائي صفحة الماضي الدكتاتوري والحزين والمؤلم» الذي عاشته تونس منذ استقلالها عن فرنسا سنة 1956 وحتى الإطاحة في 14 يناير 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. ولفتت إلى أن قائد السبسي والحكومة القادمة التي سيشكلها حزبه «نداء تونس» الفائز بالانتخابات التشريعية الأخيرة، سوف يرثان وضعا صعبا بعدما «انتقلت كل المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية (في البلاد) إلى اللون الأحمر.». وتحت عنوان «والآن إلى العمل» قالت جريدة «الصباح الأسبوعي» انه «لا بد من الانتقال اليوم وبسرعة إلى الملفات الأهم, وتحديدا إلى العمل، فهناك أكثر من ملف حارق على المستويين الاجتماعي..والاقتصادي».