ترأست الأميرة للا حسناء، أول أمس الثلاثاء، بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط، افتتاح معرض «ألوان الانطباعية .. أروع الأعمال الفنية لمتحف أورساي»، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، ورئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون. ويعد هذا المعرض الضخم، الذي يقام إلى غاية 31 غشت 2019، أول معرض انطباعي يعبر ضفتي المتوسط. ويحاول المعرض، المنظم بمبادرة من المؤسسة الوطنية للمتاحف، وبتعاون علمي ومعروضات استثنائية من متحف أورساي، من خلال متتالية من القاعات تعالج كل واحدة منها لونا معينا، أن يبين كيف أن إضاءة الملون والعمل على الاهتزاز الضوئي لم يكن رهانا أوليا للانطباعيين، لكنه يوضح كيف تطورت هذه الأبحاث عبر الزمن والمسارات والتساؤلات الخاصة بكل فنان. وبهذه المناسبة، قدمت كل من مندوبة المعرض سابين كازناف، ومندوب المعرض المشارك بول بيران، للأميرة للا حسناء، شروحات حول الأعمال الفنية المعروضة، قبل أن تقوم سموها بجولة عبر مختلف فضاءات المعرض. كما قدمت كازناف وبيران لسموها كتالوغ المعرض. وقدم المدير العام ل(بريد المغرب)، أمين بنجلون التويمي، أيضا، لسمو الأميرة الطابع البريدي التذكاري للمعرض، كما قدم لها كذلك، مدير متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، عبد العزيز الإدريسي، ونائبة المحافظ هند الأيوبي، والمكلفة بالوساطة الثقافية هدى كسابي، كتالوغ معارض المتحف الجارية. وعقب ذلك، تقدم للسلام على الأميرة للا حسناء الفنانون الحاضرون، قبل أخذ صورة تذكارية. ويشكل معرض «ألوان الانطباعية .. أروع الأعمال الفنية لمتحف أورساي» فرصة فريدة، بالنسبة للزوار المغاربة والأجانب لمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، للاطلاع على أكبر مجموعة لأعمال الرسامين الانطباعيين في العالم، والغوص في إحدى المراحل الزاهرة في تاريخ الفن، والتي شهدت قيام فنانين جريئين بقلب أسس التشكيل الأكاديمي الغربي وتمهيد السبيل أمام الحداثة مع الحفاظ على الروابط مع التقاليد. ويطمح المعرض الحالي إلى تناول مواضيع نادرا ما تحظى بالدرس في حقل الاشتغال على الانطباعية، من قبيل موضوع اللون. ذلك أن زمن الانطباعيين يصادف بالفعل لحظة يفتح فيها تقدم علم البصريات والكيمياء، الذي يبتكر ألوانا جديدة، تفتح للفنانين مجال تمثل غير مسبوق، موني ورونوار وبيسارو وكايبوت وغيرهم كثيرون ممن نهلوا من هذه التقنيات وليدة أساليب جديدة لتوصيف العالم. ينبني الخطاب هنا على أربعين عملا فنيا، وقد أريد له أن يكون مقتضبا وديداكتيا، يستعيد مسار رسامين انطباعيين توخوا ألوانا منفتحة، ويذكر بالدور الذي اضطلعوا به في سياق تاريخ معين من الحداثة، احتل فيه تحرير اللون مكانة مركزية. فالمعرض، بوصفه تجربة جمالية حقيقية، دعوة إلى الغوص في الألوان، من الأسود إلى الوردي، مرورا بالأبيض والأخضر والأزرق. في الجزء الأخير من المعرض، ينعتق اللون، وقد بلغ أوج كثافته، من عقال الواقع ليصير موجودا لذاته. وسوف تسمح فضاءات التأمل العديدة المتناثرة على طول المعرض، والتي تتضمن مجموعة لم يسبق عرضها من رسوم أوجين بودان، بتوفير مفاتيح فهم الانطباعية وبإبراز الثورة التي شكلها الانتقال من الرسم في المحترف إلى الرسم في الهواء الطلق. فمن خلال باقة منتقاة من الروائع الفنية التي تنتمي إلى مجموعات متحف أورساي، يبرز المعرض كيف أعاد الانطباعيون تعريف فن الرسم بفضل تحكم خاص في الألوان، كثمرة للتجريب في الهواء الطلق، وكذا لإحاطة حميمة بأعمال رواد التقليد مثل دولاكروا وكذا بعض النظريات العلمية التي عاصروها. ويعد معرض «ألوان الانطباعية» أول معرض لمتحف أورساي، بالقارة الإفريقية، وأول معرض انطباعي يعبر ضفتي المتوسط .