انطلقت، مساء السبت الماضي، فعاليات الأسبوع الوطني الخامس للصناعة التقليدية الذي تحتضنه مراكش من 9 إلى 17 فبراير الجاري بمشاركة أزيد من 1200 عارض من مختلف جهات المملكة. ويبرز فضاء هذه التظاهرة المقام على مساحة تمتد على 50 ألف متر، إبداعية الصانع التقليدي المغربي وتنوع عطائه وإتقانه ووفائه لروح « الصنعة» التي تشكل إرثا لاماديا يختزن رمزيات بكثافة تتشابك فيها الوظائف الاجتماعية للمنتوجات التقليدية بدلالات ثقافية وحضارية تشكل مخزونا غنيا للذاكرة الجماعية للمغاربة. وإلى جانب رهانات النهوض بقطاع الصناعة التقليدية وتقوية أدائها الاقتصادي ومساهمتها في النمو وخلق فرص الشغل، يظهر الأسبوع الوطني الخامس للصناعة التقليدية المنظم من قبل وزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي بشراكة مع دار الصانع، رهانا ثقافيا مهما يتمثل في الدور الكبير الذي يقوم به الصانع التقليدي المغربي في حماية رأسمال رمزي ثمين، واستدامة حضوره وإشعاعه بشكل يتجاوب مع تحديات التطورات التي يعرفها المجتمع. ويشكل واجهة لإبراز فن العيش الأصيل لدى المغاربة بمختلف ربوع المملكة، هذا الفن الذي يدمج الجمال في كل تفاصيل الحياة. وهو ما تظهره بجلاء المنتوجات المعروضة، التي تعكس حساسية جمالية فائقة لدى الصانع التقليدي وحرصه الكبير على جوهرها الفني. ومن الجوانب القوية في هذه التظاهرة، أنها تشكل واجهة لاستكشاف الاشتغال المبدع لدى الصناع التقليديين على الشكل، وتطويعه بأناقة استثنائية، سواء في فنون الخشب أوالخزف أوالنحاس أو الأزياء أو النسيج أو الفضة وغيرها من مجالات الصناعة التقليدية. وهو ما يعكس أهمية الرأسمال البشري العامل في هذا القطاع، ليس فقط باعتباره يدا عاملة، وإنما من حيث هو طاقة خلاقة للإبداع والإتقان والتجديد والابتكار المستمر. مثلما يكشف المساهمة النسائية في تجديد النفس الإبداعي لهذا القطاع. وحسب محمد ساجد، وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، الذي أشرف على انطلاقة الأسبوع الخامس للصناعة التقليدية، فهذا القطاع يحظى بدور حيوي في نسيج الاقتصاد الوطني حيث أنه يشغل حوالي 20 بالمئة من الساكنة النشيطة بما يناهز 3،2 مليون نسمة. ويساهم بما يقارب 8 بالمئة في الناتج الداخلي الخام، إضافة إلى كونه قطاعا مصدرا بحيث أن صادرات المغرب من الصناعة التقليدية ارتفعت خلال سنة 2018 ب30 بالمئة، ويمثل عنصر جذب في المجال السياحي. وعرفت انطلاقة هذه التظاهرة، تنظيم كرنفال ضخم صباح يوم السبت جاب أهم شوارع المدينة، لتحسيس الساكنة بأهمية هذا الحدث ودعوتها للمشاركة فيه. كما يتضمن برنامج الأسبوع الوطني للصناعة التقليدية فقرات غنية، تتضمن مواد تنشيطة وفنية، وندوات للتداول في راهن القطاع وآفاق تطويره، وورشات تكوينية تستهدف الشباب. إضافة إلى الملتقى الثامن للمحافظة على حرف الصناعة التقليدية المغربية. والمناظرة الوطنية الموضوعاتية الثانية: فرع الحلي والمجوهرات، ويوم التكوين المهني في الصناعة التقليدية حول التقنيات المختلفة لتسويق المنتجات.