سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
330 ألف مغربي لقحوا أنفسهم ضد الأنفلونزا خلال الموسم الحالي ووضعية الداء مستقرة : رضيع، امرأة حامل، شاب مريض بالربو، ومسنون يعانون من أمراض مزمنة ضحايا الفيروس
ولج طفل يبلغ من العمر 5 سنوات مستشفى بوافي بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان بالدارالبيضاء بعد التأكد من إصابته بفيروس AH1N1 المعروف ب “أنفلونزا الخنازير”، وظهرت على الطفل الذي يقطن بحي العيون أعراض الزكام المصحوب بارتفاع في درجات الحرارة، وهو ما حتّم بعد عرضه على الطبيب نقله إلى مستعجلات المستشفى الذي يمكث به تحت المراقبة الطبية ويخضع فيه للعلاج، إذ جرى تسليمه الدواء الذي يوصف في مثل هذه الحالات، وأكد مصدر طبي أن حالته لا تدعو للقلق وبأنه سيتماثل للشفاء. وارتفعت خلال اليومين الأخيرين حالات الاستشفاء بعدد من مناطق المملكة، سواء بالنسبة للحالات التي تأكدت إصابتها أو تلك المشكوك فيها، تفاديا لأية مضاعفات غير مرغوب فيها، الأمر الذي حتّم على المرضى الخضوع للعلاج بعدد من المستشفيات والمصحات الخاصة، التي تنسق مع المندوبيات الجهوية لوزارة الصحة وتخبرها بكل حالة جديدة يتم تسجيلها، من أجل تكوين قاعدة بيانات واضحة عن انتشار المرض. ويواصل فيروس AH1N1 المعروف ب “أنفلونزا الخنازير” الفتك بأرواح ضحاياه، صغارا ومسنين، حوامل ومصابين بأمراض مزمنة، بحسب وزارة الصحة التي أشارت في حصيلة رسمية إلى ارتفاع عدد الضحايا إلى 11 ضحية، 4 بالدارالبيضاء،3 في طنجة، وحالة واحدة بكل من الرباط، فاس، طانطان وأزيلال. وعلمت “الاتحاد الاشتراكي” أن الأمر يتعلق بسيدة حامل، التي توفيت بمستشفى الشيخ خليفة، ورضيع يبلغ من العمر 18 شهرا، الذي كان يعاني من ضعف خلقي في النمو وتشوه في الرئة، إلى جانب شاب مريض بالربو، وعدد من المسنين الذين كانوا يعانون من أمراض مزمنة مختلفة، كما هو الشأن بالنسبة لأمراض القلب والشرايين والسكري وغيرها. وأكدت وزارة الصحة أنه في إطار اليقظة وتكثيف نظام الرصد الوبائي، فقد مكّنت التحاليل المخبرية ل 684 عينة تم أخذها عند المصابين بمتلازمة الأنفلونزا أو بالالتهابات التنفسية الحادة الوخيمة، من كشف فيروس الأنفلونزا في 160 عينة، أي بنسبة 23.3%، وقد تبيّن أن نسبة 97.3% من الفيروسات المعزولة كانت من نوع A مقابل 2.5% من النوع B. ومن بين فيروسات النوع A، يمثل النوع الفرعي A(H1N1)78.8% مقابل 21.2% من النوع الفرعي.A(H3N2) وبخصوص الحالات المتكفل بها في المستشفيات العمومية والمصحات الخاصة، فقد سجلت خلية التتبع المركزية بالوزارة أنه من أصل 58 حالة من الالتهابات التنفسية الحادة الوخيمة، التي كانت موجبة بالنسبة للنوع الفرعي AH1N1 تماثل15 مريضاً للشفاء، فيما لا يزال 32 مريضاً يتلقون العلاج. وأكد مصدر طبي أن نسبة المغاربة الذين لقحوا أنفسهم ضد الأنفلونزا الموسمية خلال الموسم الحالي لم تتجاوز 1 في المئة، أي ما يعادل 330 ألف شخص، في الوقت الذي توصي فيه منظمة الصحة العالمية بأن يتم على الأقل تلقيح 70 في المئة من الفئات المعرضة لمخاطر الإصابة، وذلك تفاديا للمضاعفات والتبعات الصحية الوخيمة للأنفلونزا بمختلف فيروساتها على صحة الأشخاص، خاصة أولئك الذين يكونون معرضين لها بشكل أكبر، ويتعلق الأمر بالأطفال ما بين 6 أشهر و 5 سنوات، والمسنين فوق 65 سنة، والنساء الحوامل والمصابين بأمراض مزمنة، كالربو، السكري، الضغط الدموي، أمراض القلب والشرايين وغيرها. وشدّدت مصادر “الاتحاد الاشتراكي” على أن معدل انتشار فيروس الأنفلونزا خلال السنة الجارية لا يختلف عن السنوات السابقة، وبأن الأرقام والنسب المسجلة مطمئنة، بالرغم من حالات الوفيات التي يتم تسجيلها، مبرزة أن الخبراء يعتمدون في قياس الوضعية الحالية على تجميع المعطيات الوبائية المتعلقة بالفيروس التي تهم الخمس سنوات الفارطة، وتتم مقارنة معدلها بمعدل الموسم الحالي، للوقوف على الوضعية الوبائية الفعلية، ويتبين لحدّ الساعة أنها لا تزال عادية ولم ترتفع إلى مستوى ينذر بالخطورة.