حطمت ولاية الرئيس محمد بودريقة الرقم القياسي من حيث الانتدابات، وبمبالغ مالية كبيرة جداً، حيث وصل عدد اللاعبين الذين استقدمهم فريق الرجاء البيضاوي إلى حدود بداية الموسم الثالث لعهد الرئيس الحالي بودريقة ما يقارب أربعين لاعباً، والرقم مرشح للارتفاع مع انطلاق موسم الميركاتو الشتوي في ظل النتائج غير المشرفة الحالية، وهذا الرقم يشكل سابقة في تاريخ الرجاء، الفريق المعروف بتصديره للاعبين، حيث لم يسبق لأي رئيس بمن فيهم الذين سهروا على تسيير الفريق الأخضر لأكثر من ولاية، أن بلغ رقم معاملاته من حيث الانتدابات ما سجل في عهد ولاية بودريقة، وهو ما يطرح السؤال عريضاً حول ماهية دخول سوق انتداب اللاعبين مبكراً وبهذا النّهم، ومن المستفيد من صفقات استقدام عدد كبير من الوافدين الجدد على البيت الرجاوي؟! صحيح أن فريق الرجاء البيضاوي استفاد من عطاءات بعض اللاعبين الذين تعاقد معهم بودريقة و مستشاره التقني، لكن هناك مجموعة كبيرة من العناصر المستقطبة استفادت من التداريب، والسكن والمعسكرات والأجور الشهرية، والمكافآت المادية، ومنح التوقيعات وبريمات المباريات... وكان عطاء هذه العناصر باهتاً، ولم يرق إلى الحد الأدنى من الانتظارات، بل هناك عدد من الوافدين في إطار صفقات الانتدابات، بمباركة المدرب والرئيس ومستشاره التقني لازموا كرسي الاحتياط على امتداد المدة التي قضوها داخل القلعة الخضراء، وغادرا البيت الرجاوي بمفاوضات مالية مهمة، كان لها طبعاً تأثير على خزينة الرجاء البيضاوي. وحتى لا نكون متحاملين على هذا الرئيس ، الذي فاز بلقب البطولة المحلية، ودفع بالفريق الأخضر إلى مركز الوصافة العالمية، نؤكد بأن جميع الأندية الوطنية تستقطب لاعبين، وتدخل سوق الانتدابات، لكن ما يثير الانتباه هو مبلغ الصفقات التي أبرمها فريق الرجاء في عهد بودريقة، والتي قاربت في أغلبها مائتي مليون سنتيم، بل هناك صفقات أبرمت بمبالغ خيالية تثير الكثير من علامات الاستفهام. وحسب ما بلغ إلى علمنا من المتتبعين والمقربين من فريق الرجاء، فإن أحد الرؤساء السابقين تحدث إلى أصدقائه خلال جلسة حميمية، وهو يدبر شؤون الفريق الأخضر آنذاك، بأن إبرام صفقات انتقال لاعب يمارس بالدوري المحلي لا يمكن أن يتجاوز عتبة أربعين مليون سنتيم، وهذا الرئيس السابق انتعشت في عهده خزينة الرجاء بمئات الملايين من السنتيمات، وحقق العديد من الألقاب، وتم اكتشاف مجموعة من المواهب خلال فترة رئاسته للبيت الأخضر. وارتباطاً بالمسائل التقنية، مادام هناك مستشار تقني اختاره الرئيس بودريقة، ويتعلق الأمر برشيد البوصيري الذي مارس مهمة التسيير كعضو داخل المكاتب المسيرة لعدد من الرؤساء، ومازال عشقه للرجاء يكبر ولاية بعد أخرى، فإن عدد المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الفريق الأخضر إلى حدود بداية الموسم الثالث من ولاية بودريقة خمسة مدربين، بدءاً من امحمد فاخر، وصولا إلى المدرب الحالي خوسيه روماو، مروراً بالبنزرتي وبنشيخة، وهلال الطير، وجاء تغيير هذا المدرب ، بشكل اعتبره المتتبعون مزاجياً، وإلا كيف نفسر الاستغناء عن المدرب فاخر الذي فاز صحبة الخضر بلقب الدوري المحلي الاحترافي، وأهل الرجاء للمشاركة في الموندياليتو، وما سِرُّ الاستغناء عن المدرب التونسي فوزي البنزرتي الذي أشر على حضور موفق خلال البطولة العالمية للأندية، وضاع منه لقب الدوري المحلي خلال المباراة الأخيرة بشكل يثير الاستغراب، سيما وأن أولمبيك آسفي كان آنذاك يصارع من أجل البقاء. وبالنسبة للمدرب الجزائري عبد الحق بنشيخة، فإن إقالته تطرح أكثر من علامة استفهام، سيما وأن الرجاء كان يحتل المرتبة الأولى آنذاك وبخصوص الاطار التقني هلال الطير، فقد كان كبش فداء بعد خسارته أمام الدفاع الجديدي. والآن، فإن روماو مازال لم يحقق ما كان منتظراً منه، حيث فريق الرجاء يتموقع في الصف العاشر فوق خريطة الترتيب العام، ويقدم منتوجاً كروياً باهتاً لا يليق بحجم الفريق وتاريخه، ولا يرقى إلى الحد الأدنى من انتظارات الجماهير التي لا تبخل في تقديم التحفيزات، وتحضر بكثافة لرسم اللوحات الرائعة بالمدرجات، وتبدع في الشعارات... وارتباطاً بما هو تقني، فإن عهد بودريقة عرف إغلاق مركز التكوين الذي كان يعتبر مزرعة لتفريغ اللاعبين، ذلك أن عدداً من خريجي هذا المركز يمارسون الآن بعدد من الأندية الوطنية، لكنه الآن أضحى بناية مهجورة. وسنعود للموضوع في ورقة لاحقة.