تدخلات مثيرة لحماية شخصيات مهمة، وعمليات محكمة لصد محاولات اختطاف واحتجاز أو عمليات سطو مسلحة، تحركات مدهشة لفرق الخيالة والدراجين والكلاب المدربة، عروض منسقة لرياضة الدفاع الذاتي، وعمليات لمجموعة التدخل السريع في مواجهة مخاطر إرهابية، تلك بعض الفقرات الغنية التي سمحت لجمهور واسع من زوار الأبواب المفتوحة للأمن الوطني المقامة بفضاء باب الجديد بمراكش من 26 إلى 30 شتنبر الجاري، بالاطلاع على الكفاءات العالية لرجال الأمن ويقظتهم في مواجهة مختلف الأخطار التي يمكن أن تتربص بأمن المواطنين وسلامتهم. التظاهرة التي تنعقد تحت شعار» الأمن الوطني شرطة مواطنة» شكلت فضاء تفاعليا أتاح للمواطنين فرصة الاقتراب من المجهود الذي تبذله عناصر المديرية العامة للأمن الوطني، في سبيل ضمان الأمن وتوفير شروط الاطمئنان في عالم تزداد فيه المخاطر وتعرف فيه الجريمة تحولات عميقة تطرح تحديات علمية وتكنولوجية في مواجهتها. مثلما سمحت أروقتها بخلق مجال تحسيسي حول مختلف القضايا التي تهم الأمن، بشكل يرفع من يقظة المواطن ويحث، بشكل إيجابي، على تفهم طبيعة العمل الأمني من خلال الشروحات والإيضاحات التي يقدمها أطر المديرية لمختلف الزوار الذين تتنوع فئاتهم من تلاميذ وسياح وعموم المواطنين. ويحفل فضاء هذه التظاهرة بعدد من الأروقة التي تعرض مختلف أنشطة المديرية العامة للأمن الوطني وتوثق لذاكرتها وتخلد لشهداء الواجب، وتعرف بمجموع إصداراتها. سعيد علوة، والي الأمن بمراكش، الذي ألقى كلمة في افتتاح الأبواب الثانية للأمن الوطني، نيابة عن عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني، أكد أن تنظيم هذه التظاهرة التواصلية، يأتي في إطار التنزيل الدقيق للتعليمات الملكية السامية القاضية بتحديث المرفق العام الشرطي وعصرنته، وتجويد الخدمات الأمنية المقدمة لعموم المواطنين والأجانب وكذلك في إطار تدعيم المقاربة التواصلية التي تنهجها مصالح الأمن الوطني والرامية لإرساء مفهوم الشرطة المواطنة، الشرطة القريبة من المواطن والمجندة لخدمته والحريصة على ضمان أمنه وسلامته. وتهدف هذه التظاهرة التواصلية، بأبعادها التحسيسية ومقاصدها التوعوية، إلى دعم انفتاح المديرية العامة للأمن الوطني على محيطها المجتمعي، وإطلاع المواطن على كافة المهام التي تضطلع بها مختلف الوحدات والتشكيلات الأمنية المجندة لخدمته وضمان أمنه وسلامة ممتلكاته، وكذا استعراض جميع التجهيزات والمعدات والآليات المتطورة الموضوعة رهن إشارة مصالح الأمن الوطني. وتتميز هذه التظاهرة بتقديم 56 تمرين محاكاة، تقدّمها فرق خيالة الأمن الوطني والكلاب المدربة للشرطة وكوكبات الدراجين والفرق المركزية للتدخل والحماية المقربة والفرقة الموسيقية للأمن وتشكيلات المشي العسكري، فضلا عن مجموعة التدخل السريع التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، كما سيتم تأثيث 29 رواقا لاستعراض جميع مهام ومرافق الأمن الوطني، وتخصيص ثلاث فضاءات للتنشيط والترفيه والتحسيس، وفضاء خاص بمتحف الشرطة وإصدارات موظفي الأمن الفنية والأدبية، وفضاء خاص بشهداء الواجب من موظفي الأمن الوطني، بالإضافة إلى تقديم عشر (10) مناظرات في مختلف المواضيع المطبوعة بالراهنية والمتعلقة باهتمامات المواطن الأمنية.