قال وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب إنه يجب تقديم مساعدات لكل من المغرب والجزائر لوقف تدفق المهاجرين الأفارقة على أوروبا، وذلك باعتبارهما بلدي عبور باتجاه القارة العجوز. واعتبر الوزير الفرنسي في حوار مع أسبوعية «ليكسبريس» أن أعداد المهاجرين الذين وصلوا إلى إسبانيا في الأشهر الأخيرة مقلقة، مضيفا أن هؤلاء ينتقلون بعدها إلى فرنسا حيث أن نصف طلبات اللاجئين يتم التقدم بها في باريس، منتقدا عمدة العاصمة الفرنسية، آن هيدالغو، التي صرحت أن باريس مستعدة لاستقبال اللاجئين، وهو ما يشجع هؤلاء، حسب قوله، على الوصول إلى فرنسا. وأضاف كولومب أن المغرب والجزائر مستعدان للتعاون في هذا المجال لكن تأمين الحدود مسألة معقدة وهو ما يتطلب مساعدتهما. ومعلوم ان مساعدة دول العبور على مواجهة تدفقات المهاجرين سبق طرحها عدة مرات، والحالة الوحيدة التي توصل فيها الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق مع دولة عبور هي حالة تركيا. ففي 2016، ومع التدفق الكبير لأعداد المهاجرين السوريين الفارين من الحرب، توصلت تركيا والاتحاد الأوروبي إلى اتفاق يهدف إلى مكافحة الهجرة غير الشرعية. وبموجب هذا الاتفاق تقوم تركيا باستقبال المهاجرين الذين وصلوا إلى جزر يونانية، وممن تأكد انطلاقهم من تركيا. وضمن بنود الاتفاق، يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل إعادة المهاجرين غير السوريين إلى بلدانهم وفي المقابل تعهد الاتحاد الأوروبي بتخصيص 3 ملايير أورو للاجئين في تركيا، إلى جانب اتفاق ملحق يقضي بتخصيص 3 ملايير أورو إضافية يقدمها الاتحاد لصالح اللاجئين حتى نهاية 2018. وقرر الجانبان إنفاق المبلغ على مشاريع ستخصص للمجالات الصحية والتعليمية والبنى التحتية والغذائية واحتياجات أخرى للاجئين السوريين. تصريحات الوزير الفرنسي تزامنت مع لقاء قادة الدول ال28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في مدينة سالزبورغ النمساوية لبحث عدد من النقاط الخلافية وعلى رأسها قضية الهجرة. وفجرت عدة حوادث خلافات بين أعضاء الاتحاد الأوروبي تمثلت على الخصوص في السفن التي تقل مهاجرين في البحر المتوسط، وترفض إيطاليا استقبالها في مرافئها بدون التزام بتقاسم اللاجئين. كما أن مشروع إقامة مراكز لإيواء المهاجرين الذين يتم إنقاذهم في البحر، ما زال إطاره غامضا، إذ لم تبد أي دولة افريقية حتى الآن استعدادها لقبوله. وسبق للمغرب أن عبر عن رفضه لهذا الاقتراح كما رفضته الجزائر بدورها.