أكد رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، استعداد حكومته والتزامها لتيسير وتحسين مناخ الأعمال بالمغرب لفائدة المستثمرين المغاربة والأجانب، بما ييسر أيضا توجيه استثمارات إضافية نحو القارة الإفريقية، تنفيذا للسياسة الإفريقية التي حرص جلالة الملك حفظه الله على إطلاقها. وأوضح رئيس الحكومة، خلال استقباله، أول أمس الاثنين 3 شتنبر 2018 بالعاصمة بكين، مسؤولي عدد من الشركات الصينية الكبرى، التي لها استثمارات هامة بالمغرب في مجالات الاتصالات والطاقة والبنيات التحتية، أن المغرب ملتزم بتوفير المناخ المناسب للمستثمرين، سواء المغاربة أو الأجانب، مرحبا بكبرى الشركات الصينية التي اختارت المغرب وجهة لإقامة استثماراتها. ولقد مكنت هذه اللقاءات المتتالية، التي عقدها رئيس الحكومة، على هامش الزيارة التي يقوم بها إلى الصين للمشاركة في أشغال الاجتماع السادس لندوة المقاولين الصينيين والأفارقة ببكين، مسيري كل شركة صينية على حدة من عرض برنامجهم الاستثماري بالمغرب، والتباحث بخصوص فرص وإمكانيات تطويره، لتحقيق مزيد من نقل الخبرات وإحداث فرص الشغل والربح المشترك للجانبين. إذ نوه مسؤولو هذه الشركات بالاستقرار الذي تنعم به المملكة المغربية وبظروف الاستثمار بها وبجودة العنصر البشري، كما أعربوا عن أملهم في تطوير مشاريعهم ومواكبة الأوراش الكبرى التي يعرفها المغرب، وتنويع شراكاتهم مع الفاعلين الاقتصاديين المغاربة، بما يعود بالربح على الجانبين، وبما ينسجم مع التوجه الإفريقي المشترك. والجدير بالذكر أن هذه اللقاءات حضرها، إلى جانب رئيس الحكومة، كل من محسن الجزولي، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، المكلف بالتعاون الإفريقي، وعثمان الفردوس، كاتب الدولة لدى وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي المكلف بالاستثمار. ومن جانبه قال محسن الجزولي، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلف بالتعاون الإفريقي، إن «الصين تعتمد على المغرب، بحكم موقعه الجيو- استراتيجي وعلاقاته، لإنجاز مشاريع معا تندرج في إطار تنمية القارة الإفريقية، سواء المتعلقة بالتعاون أوذات الطابع الاقتصادي» . وأوضح الجزولي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش انعقاد قمة التعاون الصيني- الإفريقي ببكين، أن الموقع الجيو-استراتيجي للمغرب وحضوره البارز والمتزايد في إفريقيا يؤهلانه للاضطلاع بدور محوري في إطار التعاون بينه وبين الصين لإعطاء دفعة وزخم جديد لمسلسل التنمية بالقارة الإفريقية. وأضاف أن العلاقات الممتازة بين المغرب والصين، المرتبطين بعلاقات تاريخية، ما فتئت تتعزز على مر السنوات، مشيرا إلى أن الزيارة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس إلى الصين في عام 2016 أعطت دفعة قوية لهذه العلاقات لترقى إلى مستوى شراكة استراتيجية شاملة بين البلدين. كما أبرز أن هذه العلاقات المتميزة، وموقع المغرب ومكانته على الساحة الإفريقية، تعد عوامل محفزة للصين والمملكة لتعزيز الانخراط لفائدة تنمية وتطوير إفريقيا، وبالتالي المساهمة بشكل مباشر في تطوير التعاون جنوب- جنوب. وفي السياق ذاته ، أكد الجزولي أن المغرب «حاضر بقوة « في قمة منتدى التعاون الصيني- الإفريقي، التي تتواصل أشغالها تحت شعار « الصين وإفريقيا.. نحو مجتمع أقوى بمصير مشترك عبر الشراكة المربحة للجميع». وذكر في هذا الصدد، بالمشاركة الفعالة للوفد المغربي في أشغال المؤتمر السادس لرجال الأعمال الصينيين والأفارقة، الذي انعقد الاثنين على هامش قمة منتدى التعاون الصيني- الإفريقي .