قد يكون من المغري تخيل أن »داعش« عبارة عن جماعة غير منظمة، لكن الحقيقة أن التنظيم المتطرف الذي استحوذ على مساحات شاسعة من الأراضي في سورياوالعراق، لم يكن ليتمكن من القيام بعملياته العسكرية، ناهيك عن طموحاته بإقامة دولة، دون شكل ما من أشكال هيكل القيادة المنظمة. وفي تقرير جديد عن »داعش«، قدمت مجموعة »سوفان« تحليلاً توضيحياً لما نعرفه بشأن هيكل قيادة التنظيم. ويعتبر إطلالة دقيقة على كيفية عمل الجماعة الإرهابية التي جذبت انتباه العالم. وفي البداية يوجد هيكل القيادة، ويتصدر قمته »أبوبكر البغدادي« (إبراهيم عوض السامرائي)، ويعتبر بدون شك العضو الأشهر في »داعش« حتى الآن، وهو القائد الأعلى للتنظيم. وأشارت مجموعة »سوفان« إلى وجود رجلين آخرين هما: أبومسلم التركماني (فاضل أحمد عبدالله الحيالي)، مشرف التنظيم في العراق، وأبو علي الأنباري المشرف على فرعه في سوريا. وكلاهما كانا عضوين سابقين في حزب »البعث«. ويُعتقد أن التركماني والأنباري عضوان في »مجلس الشورى«، أعلى هيئة استشارية في تنظيم »داعش«. ومن الناحية النظرية، يجب أن يعرض البغدادي القرارات على »مجلس الشورى« الذي يمكنه عزله إذا أخفق في مهامه. ويترأس »أبو أركان الأميري« المجلس، والذي يضم أحد عشر عضواً جميعهم من العراق. ومن الأعضاء المفترضين الآخرين في مجلس الشورى »عمر الشيشاني« (»تارخان تايومرازفيتش باتيراشفيلي«)، وهو شيشاني مشهور تميزه لحيته الحمراء وبسالته في القتال، حسبما تفيد التقارير، غير أن مجموعة »سوفان« تشكك في ما إذا كان القائد الشيشاني عضواً بالمجلس. ورغم ذلك، يعتبر الكيان الأقوى في تنظيم »داعش« هو »مجلس الشريعة«، المكون من ستة أعضاء. وهو الهيئة التي تختار قائد التنظيم وتشرف على تنفيذ الشريعة. وتشير بعض التقارير إلى أن »داعش« استقطبت بعض علماء الدين للمساعدة في تعزيز شرعيتها. وأدنى من ذلك المستوى، توجد مجالس أخرى أقل أهمية. فعلى سبيل المثال تم تكليف »مجلس الأمن والمخابرات« بتأمين سيطرة البغدادي ووقف أية مؤمرات ضده. وهناك أيضاً »المجلس العسكري« المكلف بالمساعدة في مواجهة القوى الخارجية، ويتعامل »مجلس المحافظات« مع الإدارة المدنية للمحافظات ال18 التي يهيمن عليها التنظيم. ويقود التركماني هذا المجلس، ولكل محافظة حاكم يلقب بالوالي. وعلاوة على ذلك، توجد مجالس للمالية والإعلام والشؤون الدينية، ومسمياتها تعبر عنها. وتعتقد أيضاً مجموعة »سوفان« أن هناك مجلسا معنيا برعاية الجنود وأسرهم. ويسلط التقرير الضوء في النهاية على عدد من المسؤولين المضطلعين بأدوار محددة في تنظيم »داعش«، ومنهم عبدالرحمن العفري، عضو المجلس العسكري المسؤول عن أُسر الجنود المقتولين، وأيضاً عبدالله أحمد المشهداني، الذي يرتب إيجاد منازل إيواء للمقاتلين الأجانب، وأبو يحيى العراقي الذي يتواجد مع البغدادي في كافة الأوقات ويعتبر همزة الوصل بينه وبين أبي علي الأنباري. وربما يبدو هيكل القيادة معقداً، لكن في ضوء مساحة الأرض التي يهيمن عليها التنظيم، إضافة إلى عدد جنوده، والذين تقدر عددهم وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية الآن بنحو 31.5 ألف جندي، يعتبر جهاز القيادة أمراً ضرورياً. لكن الأكثر خطراً هو أن ما نعرفه اليوم عن قيادة »داعش« محدود ويصعب التأكد منه، وحتى إذا صحّت التقارير في يوم فقد تتغير في اليوم التالي. * واشنطن يُنشر بترتيب خاص مع »خدمة واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس«