(وم ع) في إطار استراتيجية تجويد خدمات الحج التي تعتمدها السعودية ضمن خططها الرامية إلى تطوير المشاعر المقدسة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج والمعتمرين، تعززت منظومة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن لموسم الحج الحالي بالإعلان، لأول مرة في المملكة، عن تجربة «الكبسولة الفندقية». وتقوم تجربة الكبسولة الفندقية المتنقلة، التي قدمتها جمعية «هدية الحاج والمعتمر»، مؤخرا في مكةالمكرمة، على فكرة تقليل مساحة وحجم الوحدة المخصصة للنوم إلى الحد الأدنى بحيث تصبح الكبسولة غرفة فندقية قائمة بذاتها من حيث كل الخدمات والتجهيزات الفندقية. وتعد الكبسولة الفندقية المتنقلة، التي ظهرت بداية في اليابان قبل أن تنتشر في أنحاء مختلفة من العالم، بمثابة حل اقتصادي في متناول المسافرين، و»ملاذ آمن ومتطور، مزود بكل التقنيات المريحة للباحثين عن مكان للسكن». وقد صممت هذه الغرف الفندقية لحجاج هذا العام على شاكلة كبسولات مصنوعة من البلاستيك والألياف الزجاجية، بطول 220 سنتيمترا وبعرض 120 سنتيمترا، وارتفاع 120 سنتيمترا، وتحتوي على وسائل الراحة ووحدة تحكم إلكترونية، ووسائل السلامة، جاهزة للاستخدام في المشاعر المقدسة. وفي عرضها للتجربة الجديدة، أوضحت الجمعية، صاحبة المبادرة، أن هذه الكبسولات «ستستخدم في موسم الحج الحالي، بحيث توضع جنبا إلى جنب فوق بعضها بعضا بارتفاع وحدتين مع وجود سلم بثلاث درجات يتيح الوصول إلى المستوى العلوي. ويتم تخزين الأمتعة في خزائن خارجية حفظا للخصوصية، فيما يتم إغلاق باب منزلق في نهاية الكبسولة يفتح ببطاقة ممغنطة خاصة بكل مستخدم مع توفير معايير الأمن والسلامة بفتح الباب تلقائيا عند تعطل الكهرباء إضافة إلى فكرة توفير دورات مياه منفصلة الخدمات تمكن من الانتفاع بالمغاسل أو أماكن الاستحمام». وتأتي هذه المبادرة في إطار «رؤية 2030» التي تروم ضمن أهدافها، زيادة الطاقة الاستيعابية لمنظومة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن من نقل وإقامة وغيرها، وذلك في أفق استقطاب ستة ملايين حاج خلال موسم الحج، و30 مليون معتمر على مدى العام بحلول 2030. وتطمح هذه الرؤية إلى تجويد منظومة الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين من خلال الدور الذي يضطلع به القطاعان العام والخاص بالمملكة في تحسين خدمات الإقامة والضيافة، والتنقل والصحة، وتوفير المعلومات الشاملة والمتكاملة من خلال التطبيقات الذكية. وفي هذا الصدد، تعتزم السلطات السعودية أن تجعل من حج هذا العام «حجا ذكيا» من خلال استخدام التكنولوجيا، ولاسيما تقنية الاتصالات وربطها بالتقنيات الذكية لتنسيق الحجيج، على أن تتحول كل خدمات الحج إلى خدمات إلكترونية بالكامل بحلول عام 2030. وعلى المستوى اللوجيستي، سخرت السلطات السعودية الوسائل والتجهيزات اللازمة لإنجاح استقبال وإدارة الحجيج في واحد من أكبر التجمعات البشرية على الإطلاق، ومن ذلك توسعة الحرمين الشريفين، وإنجاز شبكة قطار المشاعر المقدسة، والانتهاء من توسعة وإنشاء مطارات أخرى لاستقبال ضيوف الرحمن.