ما يُطرح وما يُقال، حول أي علاقة أردنية فلسطينية، ليست دوافعها بريئة من اعادة سلب الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية قرار تقرير مصيره بنفسه على أرض وطنه فلسطين تحت غطاء وحجج من التضليل، على أننا شعب واحد، ومن أمة واحدة، وهذا صحيح ولكنه يفرض علينا كأردنيين وعرب ومسلمين ومسيحيين وأكراداً ودروزاً وشركساً وشيشان، أن نكون مع الفلسطينيين في خندق الدعم والاسناد، روافع لنضالهم الباسل الشجاع في مواجهة العدو الوطني والقومي والديني: المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي، وهم يناضلون ضده ويعملون على اجتثاث عنصريته واستعماره عن أرضهم، حماية لنا من آثاره وتداعياته الاستعمارية على امتداد خارطة الوطن العربي. الفلسطينيون هم طليعة المواجهة ضد هذا العدو ومعهم اللبنانيون والسوريون والمصريون ونحن معهم لوضع حد لتطاولات هذا العدو على حقوقنا وأرضنا وكرامتنا ومقدساتنا في القدس والخليل وبيت لحم والناصرة، وهو لم يتجاوب مع قرارات الشرعية الدولية، ومنطق المساومة، وروح الشراكة، ومتطلبات التسوية، بل يمعن في العدوان والتوسع والمؤامرات لتدمير كل ما هو عربي يقف على رجليه، تقسيم السودان، تمزيق العراق، تدمير سوريا، وحتى مصر كامب ديفيد لم تسلم من شره، ويدعم أثيوبيا لبناء سد النهضة على حساب حقوق مصر المائية وافقارها من أهم عنصر الحياة والتطور الذي تملكه، وها هو يُخطط للعمل على بناء قناة بن غوريون بين البحر المتوسط وخليج العقبة، بديلاً لقناة السويس ما يُفقد مصر أهم مصدر لدخلها المالي وينقصه من عشرة مليار دولار، الى أربعة مليار دولار بعد التنفيذ. المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي شر لا بد من التخلص منه، من برامجه ومشاريعه الاستعمارية التوسعية، وهو توجه وبرنامج ليس مستحيلاً تحقيقه، فالنضال هو حاجة الضعفاء لمقاومة شر الأقوياء، وأول متطلبات النضال ونجاحه وحدة المتضررين من هذا الشر القائم، والنضال الفلسطيني ودوافعه هو وجود هذا الشر الظالم، مثلما يحتاج للدعم والاسناد من الذين يشاركون الشعب الفلسطيني المعاناة من امتداد هذا الشر واحتلاله في لبنانوسوريا، مثلما يحتاج لمد اليد العربية لقوى خيرة سلمية رافضة للصهيونية وللاحتلال وتتوسل التعايش والشراكة من قطاع من الاسرائيليين مهما كان عددهم صغيراً متواضعاً، ولكنهم مثل كرة الثلج المتدحرجة التي ستكبر حينما يجدوا الحضن العربي الدافئ ويميزهم عن باقي قوى التطرف والجموح الاستعماري الصهيوني، وثمة يهود في العالم لا يؤيدون الصهيونية ويتنصلون من أفعالها ومشروعها، يشكلون ظاهرة خيرة لنزع فكرة أن الصهيونية تمثل الطوائف اليهودية في العالم، والصهيونية في ادعائها لتمثيل اليهود والدفاع عنهم مثيلاً وشبيهاً من ادعاء الحركات الاسلامية المتناحرة كداعش والقاعدة اللتين تدعيان كذباً تمثيل الاسلام والمسلمين. منطقنا دائماً، ومصلحتنا المستقرة، لها الأولوية وهي: حماية أمن الأردن أولاً واستقراره وتماسكه ووحدته، ومنه ومن خلاله دعم واسناد الشعب الفلسطيني ونضاله على أرض وطنه من أجل كنس ظلم الاحتلال ومشاريعه وعدوانيته، وهذا ما يجب أن نتمسك به عبر دعم صمود الشعب الفلسطيني، وتوفير مستلزمات صموده، واستمرارية نضاله، وخياره الوحيد بقاؤه على أرض وطنه الذي لا وطن له سواه. كاتب سياسي مختص بالشؤون الفلسطينية والإسرائيلية