طالب لاعبان إفريقيان مسؤولي النادي المكناسي لكرة القدم تسديد مستحقاتهما العالقة منذ نهاية الموسم الكروي الذي ودعناه. جاء ذلك بعد أن ضاقت بهم السبل وفشلت كل المساعي التي قاداها لحمل رئيس الكوديم على تسوية وضعيتهما المادية، المتمثلة في ما تبقى من منحة التوقيع وراتب شهرين وتذاكر الطائرة. وحسب باب نداي، فإن وضعه تأزم أكثر خصوصا مع الشهر الفضيل كونه متزوج وأب لبنت، إذ وبدل إيجاد حل لوضعه المادي العالق، بالتي هي أحسن، لجأ المكتب المسير للكوديم، في خطوة غير محسوبة العواقب، إلى قطع التيار الكهربائي على الشقة التي كان يكتريها له. فلم يجد بدا من الاستنجاد بوسائل الإعلام لإثارة انتباه المسؤولين لوضعيته، وحث المكتب المسير على الإسراع بصرف مستحقاته. وأضاف باب نداي، إنه وقع عقدا مع رئيس الكوديم خلال الموسم 2017 – 2018 بمنحة قدرها 80 ألف درهم، مقسمة إلى شطرين وأجر شهري بقيمة 4 ألف درهم وتوفير سكن، إلا أن كل شيء تبخر ولم يتوصل لحد الساعة سوى ب 10 آلاف درهم، كما ظل يقتسم مع زميله في الفريق «جوال « شقة تفتقد لأدنى التجهيزات المنزلية. وكشف اللاعب السينغالي نداي، الذي سبق أن لعب للنادي المكناسي والاتحاد الإسلامي الوجدي قبل أن يعود إلى الكوديم خلال الموسم الماضي، أن رئيس الفريق ظل يتصل به ووعده بتسديد جميع مستحقاته، إلا أنه مع انتهاء الموسم الكروي اختفى عن الأنظار وأقفل هاتفه في وجهه وتنكر لكل شيء، ليصبح نائب أمين المال هو المخاطب الرسمي من خلال إرسال تسجيلات صوتية عبر «الواتساب» يأمره فيها بمغادرة الشقة فورا. وبحسرة كبيرة دعا باب نداي رئيس الفريق إلى الالتزام بما هو مدون في العقد، كما ناشد الجهات المسؤولة بالتدخل عاجلا لدى المكتب المسير لحل الأزمة التي يمر منها. من جهته قال جوال إنه لم يكن يتصور يوما أن يقع له ما وقع مع الكوديم، ويمر من هذه الحالة الحرجة التي تسيء أولا وأخيرا لفريق عريق. وهكذا يقول أإن وضعه لا يختلف على باب نداي، إذ وقع عقدا مع رئيس الفريق لسنة واحدة بقيمة 60 ألف درهم وأجر شهري وكراء شقة وتذكرة السفر عبر الطائرة، إلا أنه لم يتوصل سوى ب 24 ألف درهم، أما بالنسبة للأجر فشأنه شأن زميله نداي لا يزال يدين للفريق براتب شهرين. وبمرارة كشف جوال للجريدة إن رئيس الفريق طلب منه إيواء باب نداي ريثما يكتري له شقة، إلا أن ذلك لم يحصل وبقينا على هذا الوضع طيلة الموسم. وأضاف «إننا لا نريد الإساءة للفريق»، ولكن بعد أنه استنفذ كل قنوات الاتصال مع الرئيس دون جدوى، قرر رفقة زميله اللجوء إلى وسائل الإعلام لدحض ادعاءات الرئيس بكونه صرف كل مستحقات اللاعبين، دون أن يتحدث عن باقي اللاعبين الذين توصلوا فقط بتسبيق لمغادرة مركز الاستقبال، داعيا في الآن ذاته الرئيس إلى تسوية وضعيته المادية، حفاظا على سمعة الفريق. يشار إلى أن حالة هذين اللاعبين ليست معزولة، بل لا زال في ذمة الفريق أجور ومنح اللاعبين والمستخدمين والأطر التقنية و….. إلا أن وضع اللاعبين الإفريقيين يبقى شاذا، خصوصا وأن ملك البلاد ما فتئ يعطي إشارات قوية نحو القارة السمراء، ودعا إلى «صياغة خطة عمل إفريقية بشأن الهجرة»، فيما يعامل من وقع على عقد بهذه الطريقة المشينة.