ترامب يهدد بمحاولة استعادة قناة بنما    هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإمتلاك أو الوجود

يعد كتاب "الإمتلاك أو الوجود" أو "التملك أو الوجود"، الصادر عام 1976، أحد أهم الكتب النقدية للمجتمع الصناعي الحالي، التي ورثتها البشرية عن أحد أعمدة مدرسة فرانكفورت الألمانية؛ التي حملت على عاتقها تطوير نقد مجتمعي عقلاني، و يتعلق الأمر بإريك فروم. خصص فروم حياته كمحلل نفسي و عالم نفس اجتماعي إلى محاولة دراسة النفس البشرية في شموليتها و كيفية اشتغالها و الإنحرافات التي قد تتعرض لها انطلاقا من منظومتين فكريتين: الماركسية و الفرويدية، على الرغم من أنه عدل الكثير من أفكار فرويد و صححها و وضعها في إطارها الصحيح. كان اشتراكيا مقتنعا تمام الإقتناع بملائمة النموذج الإشتراكي لبناء مجتمع "سليم" و كان عضو الحزب الإشتراكي الأمريكي، في الوقت الذي كان مستقرا فيه بالولايات المتحدة الأمريكية بعد هروبه من ألمانيا النازية. لكنه لم يكن ينظر في التجربة الشيوعية السوفياتية أي تحقيق للإشتراكية الحقة، لذا كان يرفضها جملة و تفصيلا، و يتأسف على "خيانة" هذه المنظومة للمبادئ الماركسية الحقة. كما أنه، حتى و إن كان عمر طويلا في أمريكا، كان من أشد النقاد للنموذج الرأسمالي، الذي قاد في نظره، بفعل ديناميكيات تطوره الداخلي، إلى إنتاج إنسان و مجتمع مريضين بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
يلمس المرء في "الإمتلاك أو الوجود" حجر الأساس لفكر نشيط و خلاق ذا توجه مستوحى من النزعة الإنسانية القحة، التي تجعل الإنسان محور اهتمامها و رفاهيته المادية و المعنوية هدفها الأسمى بعقلنة و جوده و إشعال فتيل النقد الذاتي فيه كويسلة لبلوغ هذا المبتغى. و نظرا للوضع الراهن للأمة المسلمة و ما آلت إليه حالة المسلمين بعد الضعف الملاحظ للقوى التقدمية و الأجنحة اليسارية، فإن التعرف و لو على جملة من مضامين هذا الكتاب، قد يساعد على إحياء الفكر الثوري الحق في أوطاننا، لما يحتوي عليه من تحليل عميق لطبيعة النفس الإنسانية في علاقتها بعالم الإستهلاك الرأسمالي و لما يقترحه من بدائل لتصحيح الطريق الذي تمشي عليه الإنسانية. لم يُكتب لهذا الكتاب أن يترجم إلى العربية، كما هو الشأن لدزينة من الكتب الأخرى لفروم، بل ظل فكر هذا الأخير شبه غائب في الساحة الثقافية المغربية، و بالخصوص في مرجعيات القوى اليسارية و بالأخص ذات التوجه الإشتراكي. لهذا السبب بالضبط عملنا على تقريب قارئ و قارئة جريد الإتحاد الإشتراكي من البعض من فكر فروم بنشر الترجمة الكاملة لمدخل هذا الكتاب، على أن نقوم بتلخيص لكل جزء على حدة من أجزاء الكتاب في أعداد لاحقة.
ترجمة المدخل
نهاية وهم
إن الأمل و اعتقاد أجيال بكاملها في بداية العصر الصناعي كان يتمثل في التقدم الشاسع و الإعتقاد في تطويع الطبيعة و الوفرة المادية و في أكبر سعادة ممكنة و أكبر ربح و الحرية الفردية الغير المحدودة. فعلى الرغم من أن الحضارة الإنسانية بدأت بالسيطرة النشيطة على الطبيعة من طرف الإنسان، لكن كان لهذه السيطرة حدودا مع بداية العصر الصناعي. ابتداء من تعويض القوة الجسدية البشرية و الحيوانية بالطاقة الميكانية و بالطاقة النووية فيما بعد و مرورا بإبدال العقل البشري بالحاسوب، عزز التقدم الصناعي اعتقادنا بأننا على طريق الإنتاج اللامحدود و من خلاله الإستهلاك اللامتناهي، كما عزز اعتقادنا بأننا سنصبح أقوى ما في الوجود عن طريق التقنية و أعرف/أعلم عن طريق العلم. كان الإنسان يعتقد بأنه في الطريق ليصبح إلاها، مخلوقا قويا، باستطاعته خلق عالم ثاني، و لا تحتاج الطبيعة إلا تزويدنا بحجر بناء هذا العالم.
عاش الرجال و النساء بدرجات تطورت أكثر شعورا جديدا بالحرية. كانوا أسياد حياتهم، تكسرت سلاسل الإقطاعية، تحرروا من كل القيود و أصبح بإمكانهم عمل ما كانوا يرغبون فيه. على الأقل هذا ما كانوا يشعرون به. و على الرغم من أن هذا الأمر كان محصورا على الطبقات المتوسطة و العليا، فإنه أَمْر زرع الإعتقاد عند الآخرين، بأن هذه الحرية الجديدة صالحة في آخر المطاف لكل أفراد المجتمع، إذا تطور التصنيع بنفس الوتيرة. تحولت الإشتراكية و الشيوعية بسرعة من حركة كانت تريد خلق إنسان و مجتمع جديد إلى قوة حاولت تحقيق مثال الحياة البورجوازية للجميع: البروجوازي الكوني كرجل و مرأة المستقبل. كان المرء يفترض بأنه إذا عاش الجميع في غنى و رفاهية، فإن الكل سيصبح سعيدا دون قيود. فقد شكل ثلاثي الإنتاج الغير المحدود و الحرية المطلقة و السعادة دون قيود نواة دين التقدم الجديد و عوضت مدينة أرضية للتقدم "مدينة الله". هل يدهش كون هذا الإعتقاد يزود أتباعه بالطاقة و الحيوية و الأمل؟
من اللازم ألا يفارق نظر المرء التأثير العظيم و الطويل المدى لهذا الأمل الكبير و الإنجاز المادي و العقلي المدهش للعصر الصناعي، لمحاولة فهم الصدمة التي نتجت عن عدم تحقق هذا الأمل. في الواقع، لم يكن بإمكان العصر الصناعي الوفاء بأمله/وعده الكبير هذا، و يكبر عدد الناس الذي أصبحوا يعون التالي يوميا:
* كون السعادة و أكبر قدر من المتعة لا يتحققان نتيجة تلبية كل الرغبات و لا يقودان إلى الوجود الجيد أو الرفاهية well-being.
* انتهى حلم الرغبة في أن نصبح أسياد نفوسنا و حياتنا بإدراكنا بأننا أصبحنا كلنا عجلات للآلة البيروقراطية الضخمة.
* كون تفكيرنا و مشاعرنا و ذوقنا متحكم فيها من طرف التصنيع و جهاز الدولة، الذي تتحكم فيه وسائل الإعلام.
* كون التقدم الإقتصادي ينحصر على الدول الغنية و كون الهوة بينهم و بين الدول الفقيرة يكبر يوميا.
* كون التقدم التقني يحمل في طياته مخاطر أيكولوجية و حرب نووية، قد يقضيا على هذه الحضارة و لربما ينهيان كل أشكال الحياة المعروفة حاليا. عندما ذهب ألبيرت شفايتسر Albert Schweizer إلى أوسلو يوم 4.11.1954 ليتسلم جائزة نوبل للسلام قال: "لنتجرأ و ننظر للأشياء كما هي. فقد حصل أن الإنسان قد أصبح سوبرمان ... لكنه لا يقدم العقلانية المافوق إنسانية التي تتطابق مع امتلاك قوة فوق إنسانية ... من هنا يُصبح ما لم يعترف به المرء فيما قبل واضحا كل الوضوح، أي أن السوبرمان يصبح إنسانا يثير الشفقة كلما تطورت قوته ... ما كان من الضروري أن نَعِيه قبل هذا بكثير هو أننا كسوبرمانات أصبحنا لا إنسانيين" (A. Schweizer, 1966, S. 118-120).
لماذا لم يتححق ذاك الأمل الكبير؟
يرجع سبب عدم تحقق هذا الأمل، إلى جانب التناقضات الإقتصادية للتصنع المتجدرة في هذا النظام، إلى المبدئين السيكولوجيين له، أي:
1. فهم هدف الحياة السعيدة كتحقيق أقصى حد من اللذة التي يمكن للإنسان الوصول إليها (مبدأ اللذة الراديكالي).
2. الإعتقاد بأن الأنانية و الجشع، و هي الخاصياتان التي يشجعها هذا النظام لكي يستطيع العيش، تقودان إلى الإنسجام و السلم.
من المعروف أن مبدأ اللذة قد مورس في حقب تاريخية مختلفة من طرف الأغنياء. كان من يتوفر على إمكانيات مادية هائلة كما كان الحال عليه عند النخبة في روما و في المدن الإيطالية في العصر الوسيط و كذا في أنجلترا و فرنسا في القرنين 18 و 19، يحاول إعطاء حياته معنى باللجوء إلى الملذات الغير المحدودة. و حتى و إن كان هذا الأمر معتادا في دوائر معينة و في أزمنة محددة، فإنه لم ينبع من نظرية الرفاهية Wohl-Sein، التي عبر عنها كبار معلمي الحياة في الصين و الهند و الشرق الأوسط و أوروبا.
كان الإستثناء هو الفيلسوف اليوناني ديموستيني Aristippus أحد تلامذة سقراط (النصف الأول للقرن الرابع قبل المسيح)، الذي كان يُعلم بأن هدف الحياة هو التمتع بأقصى حد من الملذات الجسدية و بأن السعادة هي مجموع هذه الملذات. و القليل الذي نعرفه عن فلسفته وصل لنا بفضل ديوجين ليرتيوس Diogenes Laertius، و يكفي ما نعرفه عنه للبرهنة بأن ديموستيني كان راديكاليا في فهمه لمبدأ اللذة. ذلك أنه كان يقول بأن وجود رغبة ما هي الأساس الذي يُعطي الحق في تحقيقها، و بهذا فإن تحقيق هدف الحياة هو المتعة.
قد لا يمكن النظر إلى إبيقور Epikur كممثل لهذا النوع من مبدأ اللذة، كما مثله ديموستيني. فعلى الرغم من أن أبا قور كان يرى بأن اللذة "الخالصة" هي أسمى هدف، فإن ذلك كان يعني بالنسبة له "غياب الألم" (Aponia) و "استراحة الروح" (ataraxia). طبقا لأبيقور لا يمكن للمتعة في معنى تلبية الرغبات أن تكون هدف الحياة، ذلك أن ما ينتج عن هذه اللذة بالضرورة هو العزوف عن اللذة، و بهذا يبتعد الإنسان عن الهدف الحقيقي لحياته، يعني غياب الألم. هناك وجوه شبه كثيرة بين نظرية إبيقور و نظيرتها الفرويدية. و على الرغم من ذلك، و على عكس أرسطو، يظهر بأن ابي قور يُمثل نوعا من الذاتية، طالما أن ما تقدمه الفلسفة الأبيقورية المتناقضة تسمح بتأويل نهائي لنظريته.
لا يوجد هناك أي مُعَلِّم كبير عَلَّمَ بأن الوجود الفعلي لرغبة ما يُشكل معيارا أخلاقيا معينا مثل أبيقور. ما كان يهمهم هو الرفاهية القصوى للإنسانية (vivere bene). فالعنصر المهم في فكرهم هو التمييز بين المتطلبات (الإحتياجات) المدركة ذاتيا و التي يقود تحقيقها إلى لذة لحظوية و المتطلبات التي تتجدر في الطبيعة الإنسانية و يتطلب تحقيقها تطور الإنسان. يعني أن هذا التحقق يُنتِج الرفاهية eudaimonia. بكلمات أخرى، ما كان يهمهم هو التمييز بين المتطلبات الذاتية الخالصة و نظيرتها الموضوعية، مع العلم بأن النوع الأول يُعرقل تطور الإنسان ، في الوقت الذي يُشجع النوع الثاني على تطور الطبيعة الإنسانية.
اهتم فلاسفة القرنين السابع عشر و الثامن عشر بشكل لا لبس فيه بالنظرية القائلة بأن هدف الحياة هو تحقيق كل رغبات الإنسان كما كان يرى ذلك ديموستيني Aristippus. و قد برز هذا الفهم بسهولة عندما لم تعد كلمة "نفع Profit" تعني "ربحا للروح"، كما كان الأمر عليه في الإنجيل و عند سبينوزا، و أصبحت ترمز إلى الربح المادي و المالي. و قد حدث هذا في الحقبة التي تخلصت فيها البورجوازية من قيودها، و بالخصوص عندما بدأ المرء يتحرر من كل أواصر الحب و التعاون معتقدا بأن من يعيش لذاته فقط، يكون هو ذاته بشكل أكثر و ليس أقلا. بالنسبة لهوبز Hobbes، كانت السعادة تتمثل في المرور من ملذة (cupiditas) إلى أخرى. و كان لاميتري La Mettrie ينصح بالمخدرات، لأنها كانت في نظره تعطي الإنطباع بالسعادة. أما بالنسبة لدوساد De Sade، فإن تلبية الدوافع الهمجية يكون مشروعا لأنها توجد و تطالب بتلبيتها. كان هؤلاء إذن مفكرون عاشوا في حقبة الإنتصار النهائي للطبقة البورجوازية. فما كان فيما قبل ممارسا بطريقة غير فلسفية من طرف الأرستوقراطية، أصبح ممارسة و نظرية للبورجوازية.
تطورت الكثير من النظريات الأخلاقية في القرن الثامن عشر، منها ما كان في شكل مذهب المتعة كالنفعية و منها منظومات كانت ضد مبدأ اللذة كتلك التي طورها كنط و ماركس و طورو Thoreau و شفايتسر Schweitzer. لكن رجع المرء حاليا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بكثرة إلى نظرية و ممارسة مبدأ اللذة في شكله الراديكالي. ذلك أن تصور المتعة الغير المحدودة أصبح يشكل تناقضا مع مبدأ العمل المضبوط و افتراض إيتوس عمل قهري، الذي يناقض مبدأ الكسل الشامل أثناء ساعات الراحة اليومية و أثناء العطلة. ذلك أن العمل الرتيب في المصانع و روتين البيروقراطية من جهة ، و التلفزة و السيارة و الجنس من جهة أخرى، يسمحان بهذا الخلط الكبير المتناقض.
لنتوقف عند حدود العنوان الذي اقترحناه لقراءة هذا النص الروائي . إن المفتاح هو السر الذي يجمع شخوص الرواية، مثلما يشتتها إلى مناح أخرى. وهو بهذا المعنى مفتاح ندخل به العالم الروائي لمحمد غرناط . كيف ذلك ؟
إن الرواية تبدأ من آخرها ، لأن الصفحة الأخيرة هي عتبة الرواية، ترسيمتها الرئيسة، وهي بهذا المعنى تكتسي أبعادا متعددة ليس من قبيل الأمكنة والأزمنة التي نرغب فتحها، بل في جعل القادم والمستقبل عبورا نحو فتحه . إن مفتاح الرواية يتحدد من هنا ، من صفحاته الأخيرة . لكن بين الصفحات الأخيرة والغلاف / عنوان الكتاب مسافة تأويلية تدع قارئ الرواية متوترا، ومتحفزا نحو الربط الدلالي بين هذين البعدين، بعد أن يلتقيا ويختلفا. وإن كان عنوان الرواية يحيل على وصف زمن الرواية، كزمن بارد ومثلج، فإن البرودة هنا ترمز إلى الزمن المغربي الحديث، الذي لم تعد فيه الحياة كما كانت في السابق ملتهبة وساخنة بالحب والمودة وما إلى ذلك. إنه زمن تتشظى فيه البرودة بين تلافيف اليومي والأمكنة، وشخوص الرواية. زمن يشكل فيه اللامعنى حدوده القصوى في المعنى. إن شخوص الرواية الملتفون حول المرأة تتحدد ، وتتجسد في قلب العلاقة بين الذكورة والأنوثة ، بين الرجل والمرأة، كأن سخونة حياة الرواية تبتدئ من الذكورة، وكأن هذه الأخيرة هي الضامنة لقياس البرودة والحرارة، ولأن الأمر كذلك فإن العلاقة بين البرودة والحرارة تنقلب لتكون المرأة ، بما هي امرأة خائنة، وماكرة ومخادعة،وشيطانة فإنها تزرع هذه البرودة في سرديتها .
و من هذه الوجهة نستطيع مقارنة العلاقة بين الرجل والمرأة في الرواية بمنطق آخر، يضيء المعتم في الواقع المغربي الحديث، صحيح أن الدراسات ما بعد الحداثية تظهر أن المرأة هي منبع السلطة داخل المجتمع، بما أنها متحكمة ومتملكة للنظام الرمزي في ثقافة ما . بينما الرجل يحتفظ بسلطته القانونية البرانية . بين البراني والجواني مسافة تتسع لأكثر من تأويل ممكن. قد نحيل هنا على قصص ألف ليلة وليلة ، أي امتلاك رمزي لسلطة الحكي لشهرزاد. كأن صوتها هو تحريرها من الموت، ها هنا تنفضح العلاقة وتتكون بطريقة جديدة تكون فيها الخدعة والمكر رافعتين للرواية ككل.
هل استطعنا تقريب العنوان من حواسنا ؟ أم أننا تركناه يسبح في اعتباطيته، مادام العنوان في آخر الأمر هو لعبة ما قبل وما بعد، أي ما قبل الكتابة وما بعدها، كما المولود تماما. لنترك هذا العنوان جانبا ونخطو مع ساردها المتحدد في تضاريس الرواية، إن هذه التضاريس تفترض منا إعادة رسمها بطريقة تجعل الخطو سبيلا نحو الوصول إلى ما نريد قوله، بمعنى كيف نعيد كتابة الرواية من جديد ؟ أو كيف نحفر بين الأيام والبرودة عما لم يقله محمد غرناط ؟ أو بالأحرى البحث عن مفتاح آخر بعيد عن المفاتيح التي وزعها الكاتب على شخوص روايته.
إن البحث في هذا البين - بين هو ما يهمنا في هذه القراءة. فأهمية هذا تكمن في التنفيس على الذي لم يقله الكاتب. إننا نستعير هنا وجها آخر من الوجوه التي يمتلكها الكاتب لنرسم ما قبل وما بعد الرواية، إن الكاتب يهدي لقرائه هذه الإمكانية، وهي إمكانية ملفوفة بالمقالب والمخاطر، كأن هذه الأخيرة يشترك فيها القارئ والكاتب معا. بل تهم هذا الأخير وأقنعته المتعددة. كأنه يجر قارئه لتخيل حياة غنام ومديحة فيما قبل، كما يحيل هذا الما قبل على ما بعد الأسطر الأخيرة من الرواية ، أي كيف يرتمي القارئ في عوالم متخيلة بينهما لشخوص الرواية، هذه المسألة يشير إليها السراد في أكثر من مرة، خصوصا فيما يتعلق بالكتابة ، كتابة الحكايا والسيناريو من طرف مديحة، وما تنتظره فردوس من أخبار لإنهاء الحكاية، وما تبتغيه لوبانة من إحراق الحكاية الأولى وبداية حكاية جديدة في عوالم الأندلس، وبحث حسام عن المفتاح، مفتاح البيت القديم لبداية حكاية جديدة ... هكذا تتناسل الحكايا في رواية واحدة، وهكذا تجتمع في مفتاح كل واحدة على حدة. كأن المفتاح هو الحكاية . إذن يلزم القارئ شحذ خياله كي يستنبت ماهو قادم، أي في متابعة حياة مديحة وابنتها في حي حسان بالرباط، وبأحلامهما الكبيرة نحو المال وتبعاته.
إننا ندخل الكاتب في ما لا يهمه ، لقد أنهى محمد غرناط روايته وقدمها لنا، وأضحى في التقليد النقدي الحداثي ميتا ليعود من موته لحياة أخرى يكون فيها الكاتب قارئا لرواية كتبها فيما سبق، لكن رغم موت المؤلف ثمة قنديل/ قناديل تضيء النص في بعده الجمالي، إلا أن هذا القفز بين المؤلف ككاتب والمؤلف كقارئ مساحة تربط الكتابة بالقراءة مثلما تشعل حدود المعنى إلى تخوم اللامعنى، وهذا ما يعطي للكتابة شساعة الحلم والتخييل .
التخييل بعد رئيس في الرواية ليس من حيث كونه حجر رئيس في الكتابة الأدبية وإنما فيما يشكله الخيال عند الشخصية المركزية في الرواية، هذا الخارج من السجن بعد أن قضى أربع سنوات ظلما في قضية قتل امرأة، إلا أن تحرره سيأتي بعد اكتشاف المجرم الحقيقي والقبض عليه، أربع سنوات كافية لقول العذاب والقهر والتنكيل الذي عاشه في السجن، لكن خروجه سيكون صادما لزوجته مديحة، وابنته عفاف مثلما سيكون صادما للآخرين وله في نفس الوقت. سؤال البراءة هو المقود الذي سيقود به السارد الأول حياته ما بعد السجن الذي سيكون السم موضوعة رئيسة على طول وعرض الرواية، إنها تتكرر في أكثر من صفحة وكأن ما يعيشه السارد هو المضاعفات التي تركها السم في تجاويف حسده " ... أن دمه من دون شك اختلط بالسم،ولذلك صار على يقين بأن ذلك سيكون سببا في موته ولن ينفعه أي دواء " ص 86 . إن دلالة السم لا تتحدد في أكله وشربه، أي ليست هي دالة على حالة طبيعية، بقدر ما هي ميكروب أضحى قاتلا في زمننا المغربي الحديث ، إنه يحمل دلالات متعددة في السجن وخارجه، في علاقته بزوجته التي يرى فيها عين السم مثلما يشكل عزام / الضابط المستقوي والمستبد والجشع والحامل لصفة من صفات المخزن المغربي عين السم . لذا يحيل غنام على موت سقراط ( ص 86 ). ألا يشكل سقراط الوجه الآخر لغنام والأستاذ الشهباوي الذي اقتسم معه زنزانته في السجن مادام هذا الأخير هو القنديل الذي أضاء ليالي السجن الباردة ؟
لكن اللافت للانتباه هو الوجهة الأخرى التي يوجه بها الكاتب شخوصه، أعني بذلك الأفق المضيء الذي بدأ يتبدى لغنام، بعد أن قضى كل شيء يربطه بماضيه، زوجته والتعويض المادي لسنوات السجن التي قضاها ظلما أو خطأ قانونيا، والمفتاح الذي ظل يحتفظ به وإعطائه لابنه حسام . وإن هذا التغيير تقدمه لنا صفحة 177 فيما يتعلق بهذا السم الذي يسكنه ويوجع جسده ليتحول فيما بعد إلى مقاومته، ليس فقط عن طريق الدواء، ولكن عن ذكرى أمه التي تقول له باستمرار : "إن الحليب يحمي جسم الإنسان من السموم "و " فإنه الآن يتناوله باستمرار ليساعد نفسه على مواجهة السم الذي انتشر في جسده" .
يمكننا النظر إلى الرواية بكونها رواية السموم المختلفة. سموم في العلاقة بين غنام ومديحة ، بين فردوس والقبلي ، بين لوبانة وزوجها ، بين الأستاذ الشهباوي والمخزن ... ماذا يعني هذا القول ، إنه يعني :
- أولا : خيانة مزدوجة لمديحة : خيانة زوجها وحيها درب السانية. وهذا ما تعبر عنه في أكثر من مرة رؤيتها والنظرة الباردة لزوجها، وكذلك تحاشي جيرانها وابتعادهم عنها، ( ما قاله القصري لها حين أرادت ركوب سيارة ابنتها ). إن هذه العلاقة التي يلفها السم تكون من جانب واحد، ثمة ما يكون سببا لتسميم الآخر، وثمة شخص يلحق به هذا السم ، ليس تخريبا لذاته، وتحطيما لروحه، وإنما هو حالة المنفى التي يعيشها المتجرع لسم آخر .
- ثانيا : يقدم لنا السم وجها آخر من وجوه السلطة والسيطرة، وهذا ما تفيده خيالات مديحة ورغبتها امتلاك العالم . إلا أن هذه العلاقة بين الذات وآخرها تتجلى في ارتباط لوبانة بزوجها، إن هذه المرأة الثرية والمنحدرة من أسرة عريقة تتزوج ثريا عجوزا ليلبي لها رغباتها المتعددة، وإن كانت تخونه فإنها تقوم بذلك لتجريد كل الرغبات المكبوتة . إلا أن علاقتها بزوج خادمتها مديحة هو شيء آخر . شيء يندفع نحو رغبة لوبانة تحرير غنام / الخادم من ماضيه والسموم التي تنهش جسده، ولن يتم ذلك إلا بإعادة إيقاظ الفنان الذي يسكنه، إن غنام ? إذن ? فنان بامتياز، يتقن حرفة صناعة الخزف، ولأنه كذلك ، فإنه عاشق للملحون، وهذا الأخير هو الرئة التي تحيا بها السيدة لوبانة . إن دلالة هذا النوع الموسيقي يجرنا إلى الفضاءات القديمة لمدينة سلا، مثلما تحيل على الوجه الآخر للحرفيين يوم عطلتهم الأسبوعية حين يشتغلون . إنها موسيقى ترتق الحواس وتشتت المسامات إلى شظايا، ثم تعيد رتقها من جديد. هكذا تكون الموسيقى جسرا لغنام ولوبانة تمكنهما من تحرير نفسيهما من سجن يعيشانه سويا باختلاف وضعياتهما الاجتماعية والمادية والنفسية. إن الفن هو المعبر الوحيد للهروب من سم قاتل، كأن ما تبقى يحرر الفن بطريقته، بمعنى أن الأمكنة التي تحاصر وتؤثث المواقف وشخوص الرواية لا تشكل ? في نظرنا ? مرتعا للسم، أي لا يكون علاج العليل هو تخييره من مكان إلى آخر، من السجن إلى الفضاءات العامة، من سلا إلى حسان، من المغرب إلى إسبانيا وإنما الخيال والفن هما الوحيدان القادران على قلب وتغيير رؤية الإنسان إلى العالم، رؤية غنام إلى عالمه الجديد من رجل يتقدم نحو الموت بسعال قوي ومتتال إلى شخصية متشبتة بالحياة، لأنه يشرب الحليب كنوع من إيقاظ الفنان الذي يسكنه . إنه يعود إلى طفولته وإلى أمه الحاضنة للحياة والمستقبل، ألا تشكل رمزية الحليب نقاءا يروم بياضه نحو الحياة... قد تكون إسبانيا حليبا يرمم هذا الجسد المعذب لغنام، مثلما تكون لوبانة مفتاحه الجديد لرؤية القادم والمستقبل. هذه المرأة تحضن خادمها دون أن تقولها. ترغب أن تكون رحلتهما على السيارة، كي تكون الطبيعة مشاركة في انسجامهما الكلي مع تحررهما من سم قاتل. سم يتجرعه كل واحد بطريقته.
ثالثا : تشكل علاقة حسام بأبويه ( غنام ومديحة ) شكلا آخر من هذا السم الذي تجرعه حين اعتقال أبيه، وإعلانه الرضا على اعتقاله مدى الحياة، ليتحرر منه بعد إظهار الحقيقة ، لكن ثمة سم ينخر جسده حين تبدت له أمه كعاهرة وخائنة إلى حدود تهديدها. هو الآخر سيحمله مفتاح البيت الكبير القديم ليحرره من السموم العالقة بجسده.
رابعا : ليس غنام هو الحامل الوحيد لهذا السم، وإنما كل شخوص الرواية تحمل سمها الخاص، لذا تبحث عما يبرئها ويشفيها من هذه العلة. سيكون المفتاح علامة دالة على ذلك حسب كل شخصية على حدة، والدور الذي تلعبه في نسيج العلائق الاجتماعية...
ثمة موضوعات أخرى تتسلل إلينا من أوراقها وحروفها كموضوعة الداخل والخارج، وهي موضوعة تؤثت الرواية من أولها إلى آخرها، سواء داخل أو خارج السجن ، سلا/ الرباط ، المغرب / اسبانيا، وهي كلها تتجسد بشكل دقيق في شخصية زميل غنام في السجن، الحامل لقيم أصيلة، إنه المثقف العضوي الذي جعل منه غنام نموذجا للداخل والخارج معا. إنه أضاء دواخل غنام وتمنى لو كان معه، أو على الأقل لو زاره في سجنه، فهو شخصية بروميثيوسية بما تحمله الدلالة الأسطورية لأسطورة سارق النار. فالداخل هنا ليس مكانا بعينه وإنما هوالزمن المغربي الحديث الذي التبس فيه الداخل والخارج معا. كأن الداخل إليه مفقود، والخارج منه مولود ، فكل شخصية ترغب اختراق داخلها والخروج منه نحو عالم أرحب. عالم تكون فيه القيم في صراعها المتعدد حربا نحو امتلاك السلطة والمكان، حربا بين الحق والظلم ، بين النور والظلام بين السم والحليب " ...إذا حاول أن يحصل على حق يكون كمن يحاول أن ينزع لقمة من فم أسد " ص 22 .
موضوعة أخرى تظهر لنا بشكل غريب، وهي موضوعة المرأة التي تقدمها الرواية كامرأة خادعة وخائنة، بينما الرجل يكون مخدوعا ومغبونا باستثناء الضابط المتسلط الذي قتل زوجته. لكن لماذا يقدم لنا الكاتب صورة سيئة للمرأة ؟ ألا يعود هذا إلى أصل البدايات. أصل العلاقة بين حواء وآدم وما ترتب عن هذه الحكاية من مضاعفات علقت بالمرأة إلى حدود الآن ، ألا يعني هذا عودة المكبوت الثقافي إلى عوالمنا ؟ إنه يستثني الأم / أم عزام من هذه الصورة . كأن الأم حاملة للصفاء والحليب . ألا يحيل هذا على ما تعودنا قوله ? استنادا للمثل الفرنسي ? كون جميع النساء عاهرات ماعدا الأم . لا نريد هنا مقارنة هذه الموضوعة مقارنة تحليل ? نفسية ، بقدر ما نود فتحها كسؤال ممكن لقراءة أخرى .
ونحن نريد إتمام كتابتنا عن هذه الرواية فإننا لا نستطيع قول كل شيء، مثلما لا نقوم إلا بإضاءة الذات القارئة لهذه الرواية . إن جماليتها لا تتحدد في لغتها وتخييلها، ولا في متابعة شخوصها، ولا في التبادل السردي بين هذه الشخوص، بقدرما تشدك الرواية نحو إتمامها. فهل نستطيع متابعة شخصية مديحة في كتابتها لحكاية غنام ؟ أو نتابع غنام في رحلته إلى إسبانيا ؟ أم نتابع الأيام الأخيرة لعزام ؟
ذاك ما نود تخييله ، ما نرغب في إعادة كتابته من جديد . إن هذه الرواية عمل يستحق منا أكثر من قراءة ، بل ويستحق الكثير من العناية والتأمل والقراءة .
* - محمد غرناط ، الأيام الباردة ، دار الأمان الرباط ، 2013 .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.