بعيدا عن سعي الأبطال للتتويج باللقب، الذي يمكن أن يكون هدفا للمشاركة في منافسة من هذا النوع، يعتبر ماراطون الرمال فضاء للتبادل والاحترام، تحضر فيه أفكار وقواعد ذهبية تفرض سلوكا خاصا للحياة. ويستقبل هذا التجمع الرياضي في دورته 33، المنظمة من 6 إلى 16 أبريل الجاري، شخصيات قادمة من مختلف أنحاء العالم، كل حسب تجربته الشخصية وحوافزه الخاصة. ويتخطى المشارك في ماراطون الرمال مرحلة النشاط البدني العادي المتعب، ليصل إلى مستوى اكتشاف الذات، في إحساس داخلي بالطبيعة، وحقيقة الأشياء، والمتعة، والروح، والإرادة، ومجموعة أخرى من التمثلاث يمنع من التفكير فيها ضغط الحياة اليومية. ولخص مؤسس الماراطون الفرنسي باتريك بوي، بطريقة رمزية، هذه الفكرة عندما أكد أن ماراطون الرمال «يشكل قوسا للحياة، ونفسا منقذا، وتأملا حقيقيا». وتمنح هذه القدرة على الجمع بين الفلسفي، والروحي، والرياضي، للمشاركين على مدى عشرة أيام فرصة للقطع مع نمط الحياة اليومية، والتوجه نحو الطبيعة، وفضاءاتها السحرية، التي تملك قوة جعل الجميع على قدم المساواة. ويعتبر ماراطون الرمال، أيضا، صندوقا للعجائب يخفي بداخله ألف قصة وقصة، كحكاية علي زغلول، أصغر متسابق هذه السنة ذو 17 ربيعا، والذي يعول على دعم أبيه الذي سبق له أن عاش تجربة المشاركة سنة 2015. وقال علي، الذي يبدو خائفا قليلا من التحدي الذي ينتظره، إن والده الذي سبق له المشاركة في الماراطون، كان دائم الحديث معه عن تجربته، «ويدفعني لرؤية الروبورتاجات المتعلقة بهذه المنافسة»، مؤكدا أنه لا يفضل التركيز فقط على الصعوبات التي ترافق الماراطون، لأن هناك أشياء أخرى غير ذلك»، مضيفا، بابتسامة عريضة، أنه يستمتع بمسار الماراطون، «كما لو أنه في نزهة عادية مع والده». ويبحث المشاركون في هذه المغامرة في رمال الصحراء عن اكتشاف تجربة متعددة الأبعاد، وغير مسبوقة، حيث أن الحياة تتلخص في جانبها العادي من خلال التنقل، وإعداد الطعام، والنوم، وخصوصا تقاسم التجارب الفردية مع الآخرين واهتماماتهم، بعيدا عن التفكير في الفوز. (و.م.ع)