لم تتمكن ماما نجية من احتضان صغارها خلال هذا الموسم الدراسي والسبب لايتعدى إمتناع صغيرات وصغار حيي بئر إنزران والمويلحة من ولوج روض الأطفال هذا جراء ما أصبح يشكله الباعة المتجولين والمشكلين أساسا من أشخاص من ذوي السوابق الذين إحتلوا جنبات الروض ناصبين سناكات متخصصة في تقديم السمك المشوي دون أدنى إعتبار لما تشكله رائحته ودخانه من مشاكل على صحة الأطفال ومؤطريهم. إغلاق روض ماما نجية كان آخر خيار لمؤسسيه بعد أن أضحى الروض الذي تدرج فيه العديد من أطفال الحي والذين يتأسفون على إغلاقه مجرد هيكل مخيف لأشباله بل أنهم في الوقت الذي كانوا يتعلمون فيه أبجديات اللغة والنطق أصبحوا عرضة لتلقي الكلام السفيه الذي يتراشق به الباعة المتجولين كل وقت وحين. إغلاق الروض نزل كالصاعقة على الآباء كما على العاملين فيه الذين عززوا جحافيل المعطلين ولم يجدوا بدا من مغادرة قاعة الدرس مكرهين جراء عنتريات هؤلاء الباعة بعد أن فشل رئيس المجلس الجماعي بالجديدة وقائد الملحقة الإدارية الذي أضحى متواطئا معهم جراء مروره اليومي من أمامهم في اتجاه مكاتبه بل أن كلاما كبيرا يروجوه هؤلاء الباعة على أنهم لايستطيع أي من مسؤولي المدينة إستهدافهم جراء إنخراطهم في منظومة الإتاوات التي تسلم الى بعض أعوان السلطة مقابل غض الطرف عليهم عشرات الشكايات والاحتجاج اليومي من أجل إبعاد شوايات السردين من زاوية شارع رئيسي يشق حي المويلحة وتجزئة بئر إنزران دون جدوى جراء من يعتبرهم اليوم خزانا إنتخابيا فيما آخرون يخافون منهم بل يستفيدون هم أيضا من عائدات الشواية الآن وبعد أن وقع الفأس في الرأس وأغلق هذا الروض أبوابه رغم أن الدولة تحاول اليوم دعمه وتعميمه لما يشكله من دعامة أساسية كتعليم أولي هل سيعمل قائد المقاطعة الخامسة الذي أضحت تصرفاته حيال الباعة الجائلين بمنطقة نفوذه تثير الشبهات وتشتم منها روائح متعددة أكره من رائحة السردين التي أزكمت نفوس صغارنا أم أن مايروجه الباعة حول احتلالهم للملك العمومي وتدمير البيئة وإصابة مشاريع بسيطة بالإفلاس يحمل جزأه الأكبر الحقيقة المرة.