هل يمكن الحديث عن تراث عربي قديم في مجال الفانتستيك؟ هل لدينا مادة في تراثنا الأدبي يمكن أن نصنّفها كأدب عجائبي؟ أم أنّ مفهوم الفانتستيك كما بلوَرَه «تزفتان تودوروف» يبقى مفهوما نقديًّا حديثًا لا ينطبق على عجائب القزويني و غيرها من أساطير الأولين؟ وإذا كان لدينا كَمّ هائل من الأساطير و الحكايا الخرافية و السِّيَر الشعبية العجيبة في تراثنا العربي، فلماذا لم ننتبه لأهميتها قبل تودوروف؟ لماذا ظلت المؤسسة النقدية العربية تحتقر هذا التراث قبل ترجمة كتاب تودوروف الشهير (مدخل إلى الأدب العجائبي) إلى لغة الضاد؟ لكن من جهة أخرى، إذا كان الفانتستيك جنسا أدبيا قائم الذات ترسّخت أسسه في القرن التاسع عشر في الأدب قبل أن تكرّسه السينما في الوجدان العام من خلال أفلام الرُّعب و الخوارق و«دراكولا» ومصّاصي الدماء والمخلوقات القادمة من الفضاء، فما علاقة كل هذا بالخرافات الساذجة التي نقرأها لدى القزويني والأبشيهي وابن بطوطة و غيرهم؟ هذه الأسئلة يطرحها ياسين عدنان في حلقة جديدة من «مشارف» على الباحث الأكاديمي خالد التوزاني صاحب (أدب العجيب في الثقافتين العربية والغربية )، (جماليات العجيب في الكتابات الصوفية)، (الرحلة و فتنة العجيب)، ثم (الرواية العجائبية في الأدب المغربي الحديث). موعد المشاهدين مع هذه الحلقة من « مشارف» يومه الأربعاء 17 يناير على الساعة العاشرة و الربع ليلا على شاشة قناة «الأولى».