«خلال التسعينات من القرن الماضي و بداية الألفية الحالية، كانت دار الشباب هي أساس تكويني الفكري و منهل لأغلب معارفي ، فكان التوجه إليها بشكل شبه يومي بعد السادسة مساء ، فأغلب الأوقات تصادف إما عقد ندوة أو لقاء تواصلي للجمعيات المشتغلة او نشاط رياضي ، أما صبيحة الأحد فلا صوت يعلو على أصوات الأطفال داخل دار الشباب ،كان بديهيا حين تلتقي في الطريق طفلا صحبة والديه او مرافق له حين سؤاله عن الوجهة يجبك دون تردد دار الشباب ….انها المتنفس الوحيد الذي كان» ….هكذا تحدث الشرقاوي التهامي فاعل جمعوي . بمبلغ مالي يفوق 600 مليون سنتيم ،رصد لدار الشباب علال بن عبد الله ، بناية تتكون من طابقين وسفلي، تحتوي على 10 قاعات متعددة الاختصاصات و6 مكاتب إدارية ومقصف وقاعة للعروض تستوعب ما بين350 و400 شخص جالس ، ومنصة، بالإضافة إلى مرافق أخرى. وما يميز هذه البناية هو أنها وضعت ممرات خاصة لفائدة الأشخاص المعاقين من اجل ولوج جميع المرافق بما فيها المنصة. كما تم تجهيز هذه الدار بمراحيض خاصة تراعي ولوج الأشخاص المعاقين إليها عكس ما كان في السابق. وتبقى الإشارة أن دار الشباب علال بن عبد الله تم بناؤها من طرف المجلس البلدي لسوق السبت أولاد النمة بشراكة مع وزارة الداخلية فيما وزارة الشباب والرياضة تتكلف بتجهيزها بأحدث التجهيزات التي تلبي طموحات شباب المدينة، مع كل هذا استبشر الشباب خاصة و ساكنة المدينة عامة بهذا الانجاز …إلا أن ذلك سرعان ما بدأ يتلاشى مع عثرات الأشغال التي لم تكن لتسير كما يجب ، فبعد انطلاقة أشغال الهدم و الانتهاء استرسلت الأشغال لما يفوق الستة أشهر لتتوقف لمدة طويلة ، ورغم ذلك لم تيأس الساكنة لتستغرق البناية وقتا أكثر بكثير مما كان مقررا لها، و مع طول هذا الانتظار استنشق شباب سوق السبت أواسط السنة الحالية رائحة انتهاء الإشغال وتعيين مدير لها .وتنفست الجمعيات الصعداء بعد إعلان مدير دار الشباب عن فتح باب الانخراط أمامها «الجمعيات «، وقد وضعت ازيد من اربعين جمعية طلباتها وأدت رسوم الانخراط ، والى حدود كتابة هذه الاسطر لا تزال ابواب دار الشباب موصدة في وجه شباب المدينة و طاقاتها التي باتت حبيسة بين المقاهي تنتظر لقاءات نهاية الاسبوع الكروية تتنقل بين المقاهي وكراسيها ، والتي انتشرت كالفطر «فما بين مقهى و مقهى تجد مقهى» لازمة أضحى يرددها أبناء المدينة ، في غياب بدائل حقيقية تتيح للشباب تفجير طاقاته و إبداعاته. يقول علي ، رئيس سابق لجمعية تربوية «إن هذا التأخير أضر كثيرا بالعمل الجمعوي بالمدينة ، وأدخل شبابها في متاهات ستجعله ينسى أي شي ثقافي او تربوي جاد… فدور الشباب هي المتنفس الذي يفجر الشاب فيه طاقاته و يبدع فيها» . فالكل يتساءل عن سبب تأخير فتحها و تدشينها رغم أن البناية تحتوي على كل التجهيزات وانتهت الأشغال بها بنسبة 100/100 منذ شهور خلت . تساؤل لم تلق له الجمعيات إجابة مقنعة لحد الآن.